وهام الراوي يحكي لنا عن: الفيلاج الفرنسي القديم بخريبكة، ذاك الموروث عن الحقبة الاستعمارية الفرنسية.. وعن حال المدينة الثرية اليوم، وعن صاحبة شعارالديك الأزرق والجارة الشمالية( Corrida de toros) عبد الرحيم هريوى خريبكة- المغرب
وهام الراوي يحكي لنا عن: الفيلاج الفرنسي القديم بخريبكة، ذاك الموروث عن الحقبة الاستعمارية الفرنسية.. وعن حال المدينة الثرية اليوم، وعن صاحبة شعارالديك الأزرق والجارة الشمالية( Corrida de toros)
عبد الرحيم هريوى
خريبكة- المغرب
جولة عبر الذاكرة التاريخية هنا، من الفيلاج الفرنسي الموروث عن المستعمر بخريبكة ومقارنة بين علاقتنا مع كل من فرنسا الاستعمارية و الجارة الشمالية إسبانيا ..!
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
أن كنت جاهلة بما لم تعلمي
لحظة تأمل وتفكير؛ و تواجد في المكان، ونبش في الماضي برؤية الحاضر ..!!
هي جولة عبر الذاكرة التاريخية العميقة من هنا.. أي من الفيلاج الفرنسي،الموروث عن الحقبة المنسية للمستعمر الفرنسي الغاشم بالمدينة الفوسفاطية خريبكة ..
ومقارنة بين علاقتنا العامة مع كل من فرنسا الاستعمارية و الجارة الشمالية إسبانيا..
- وكيف يرى أهل الشمال بوطننا المغرب جارتهم الأندلس..
- وكيف هي علاقاتهم بهم ، سواء داخل المغرب كساكنة اختارت الإقامة بينهم أو خارج الديار هناك بالأراضي الإيبيرية؟
- وكيف هي علاقتنا نحن أهل الداخل بهذا الرهط الفرنسي على الدوام،وهو الجاثم على صدورنا أبينا أم كرهنا ..؟
- وكيف ننظر إليه الآن،وما يمثله لنا من مرجعية استعمارية أكثر من قبيحة وبغيضة لما مارسه من قبح بشري في حق أجدادنا وترابنا الطاهر، وما سجلته نصوص التاريخ في معاملاته العنصرية، في إهانته للخلق والتعالي عليه، والتكبر الدائم بلغته ولباسه وعطوره وصناعته، وديكه الأزرق الذي ينقب حبه من جوعنا كي يسمن ويزداد وزنه..
وما زال ذاك حاله ..ألف حقول قمحنا وشعيرنا من قارتنا الإفريقية التي لن تطلع شمسها أبدا بحضورهذه الدولة الاستعمارية صاحبة النعرات والفرقة وحياكة الخيوط والعداوات بين شعوبها ،حتى تبقى نائمة ..متخلفة..مهزومة .. إلى يوم القيامة ..!!
لحظة تأمل وتفكير؛ و تواجد في المكان، ونبش في الماضي برؤية الحاضر ..!!
هي جولة عبر الذاكرة التاريخية العميقة من هنا.. أي من الفيلاج الفرنسي،الموروث عن الحقبة المنسية للمستعمر الفرنسي الغاشم بالمدينة الفوسفاطية خريبكة ..
ومقارنة بين علاقتنا العامة مع كل من فرنسا الاستعمارية و الجارة الشمالية إسبانيا..
- وكيف يرى أهل الشمال بوطننا المغرب جارتهم الأندلس..
- وكيف هي علاقاتهم بهم ، سواء داخل المغرب كساكنة اختارت الإقامة بينهم أو خارج الديار هناك بالأراضي الإيبيرية؟
- وكيف هي علاقتنا نحن أهل الداخل بهذا الرهط الفرنسي على الدوام،وهو الجاثم على صدورنا أبينا أم كرهنا ..؟
- وكيف ننظر إليه الآن،وما يمثله لنا من مرجعية استعمارية أكثر من قبيحة وبغيضة لما مارسه من قبح بشري في حق أجدادنا وترابنا الطاهر، وما سجلته نصوص التاريخ في معاملاته العنصرية، في إهانته للخلق والتعالي عليه، والتكبر الدائم بلغته ولباسه وعطوره وصناعته، وديكه الأزرق الذي ينقب حبه من جوعنا كي يسمن ويزداد وزنه..
وما زال ذاك حاله ..ألف حقول قمحنا وشعيرنا من قارتنا الإفريقية التي لن تطلع شمسها أبدا بحضورهذه الدولة الاستعمارية صاحبة النعرات والفرقة وحياكة الخيوط والعداوات بين شعوبها ،حتى تبقى نائمة ..متخلفة..مهزومة .. إلى يوم القيامة ..!!
ما تبقى لنا من طبيعة الحال، ومن الواقع على الأرض،من مناطق خضراء بالمدينة الخضراء استعارة و تشبيها و مجازيا لفظيا ومعنويا في عالم لغة البلاغة في علم البيان.. أي إنها مدينة التراب والغبار والفوسفاط والتي تحتاج أول ما تحتاج إليه على الأقل وذلك أضعف الإيمان، رحمة بساكنتها ومحيطها الأيكولوجي لما يحمله المعدن من مخلفات بيئية مضرة بالإنسان والحيوان والنباتات ،حزاما غابويا كثيفا يقيها الغبار المتناثر نتيجة الرياح القوية كهضبة فوسفاطية تتواجد في محيط جغرافي جاف وقار ،حار صيفا وبارد شتاء،كما أن أعلى قمة بالأطلس المتوسط تتساوى مع ٱرتفاع هضبتها مما يجعل ساكنتها تعاني في فصل الشتاء من برودة لا تطاق،مما يحتم علينا ٱستعمال المكيف صيفا للتبريد طبعا وشتاء للتدفئة ،وذاك لا مفر منه..
لدينا حديقتين متواجدتين بالفيلاج الفرنسي القديم ،ورثناه عن ماما ديفول ليس لسواد عيوننا بل لأنها كانت راغبة في المكوت هنا لزمان غير منتهي في نظرها بعدما اكتشفت المعدن النفيس والنادر الفوسفاط الذي بالمناسبة، و في مدة 06 أشهر من 2022 أودع في الخزينة العامة للدولة 25 مليار درهم ..فهذه الحديقة التي أتواجد فيها الآن بمقربة من الكلية من المتعددة التخصصات ،لم يتمكن غول العقار بلعها كما بلع هكتارات من هذه المدينة الخضراء بين قوسين ،وأخرى يقومون بإعادة إصلاح ما يمكن إصلاحه فيها،ولا نعلم من يقوم بتلك الأشغال ،أهو المجلس الجهوي أم أحد الصناديق التنموية أم مجلسنا البلدي الغائب الحاضر طبعا فيما تحتاجه المدينة من مشاريع كبرى ،كمدينة انفضحت بعض الفاجعة الكبرى في الطريق الوطنية رقم 11 بين خريبكة والفقيه بن صالح،وتعرت وانكشف المستور وما آلت إليه أوضاع مدينة تبيض ذهبا وألماسا للمملكة المغربية،في وقت يبخلون عنها حتى بمؤسسات اجتماعية وثقافية وسياحية واقتصادية في مستوى ما تقدمه من قناطير مقنطرة من الذهب والفضة لهؤلاء وأولئك منذ الستينيات إلى اليوم،وها هنا حضرني بيت شعري من معلقة العنتريات :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك
أن كنت جاهلة بما لم تعلمي
ولنا في ما رواه لي صديق عزيز له علاقة قرابة بمدينة أصيلا الجميلة ،عبرة لأولي الألباب..!
لقد شاهد ما شاهده من علاقات اجتماعية كبيرة وطيبة وإنسانية، لا تخطر على البال، والتي تربط بين بعض الإسبانيين من الساكنة هناك والمغاربة، ويتجلى ذلك في صداقة ومحبة متبادلة بدون مكياج ولا نفاق اجتماعي في هكذا معاملات معتادة بين الإنسان الغربي والإفريقي، وذلك تبعا للعداوة الاستعمارية التاريخية الموروثة،والذاكرة المؤلمة التي لن تموت أحداثها ووقائعها ببشاعة وفظاعة لا حد لها يوصف، عن ما اقترفوه في حق الأرض والأجداد كغزاة مستعمرين للأرض وقهر للإنسان الإفريقي من درجة العبيد وقبائل من المجتمعات البدائية البعيدة كل البعد عن المجتمعات الغربية المتحضرة ..!
فهؤلاء الإسبان رغم السلوكات الاستعمارية،لكن ظلت هناك حدودا يتوقفون عندها في معاملاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية مع ساكنة الشمال والمدن التي احتلوها،مما جعل هناك أشياء ظلت مسجلة إيجابية عنها جعلت شعرة معاوية حاضرة في استمرار نوعا من الصداقة الاجتماعية تستمر في تعايشهم المستمر من خلال الاختلاط في باقي المعاملات والاجتماعية والإنسانية عكس الجنس الفرنسي الأناني البغيض الذي يكره الإنسان الإفريقي كرها لا حد له ،ويحمل حقدا ومقتا لكل ما هو إفريقي ويعتبر القارة برمتها هي في ملكيته ببشرها وخيراتها المعدنية والطبيعية على الدوام،لذلك ظلت حديقته الخلفية رغم بشاعة ما اقترفته آلته العسكرية في شمال أفريقيا وفي دول جنوب الصحراء وما زالت يعيش شعبها الرفاهية مقابل قهر و جهل وتجهيل الشعوب الإفريقية ..
فيكي له عن ما فعلته فرنسا عندنا ها هنا في خريبكة ويقول لي صديقي :
-هل تعلم أن فرنسا أسست مدينة عل ٱسم أحد الفرنسيين ،وشيدت فوق أراضيها بناء من الطراز الرفيع في ذاك الزمان،على نمط المعمار الأوروبي ،وجعلت فيه كل المؤسسات الاجتماعية والثقافية والدينية المتطورة في ذاك الزمان،لكن شريطة أن يدخلها إلا الفرنسيون يسكنونها بعيدين عن أبناء المنطقة ،وكأننا نعيش حالة الفلسطينيين والإسرائيليين بين الضفة الغربية والمستوطنات ..!
ساكنة الشعبة (حطان) وبولانوار و بوجنيبة يسكنون في( النوايل )وهي عبارة عن (عشات) تبنى في زماننا من الحجر والوحل ولها سقف من القصب والتبن ،وحرم عليهم في زمان الاستعمار الفرنسي الدخول إلى أراضيهم الجميلة (مدينة خريبكة..) الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي, والتي هيئوها لأنفسهم وعائلاتهم كي يعيشوا أيامهم السعيدة بقوة السلاح والنار والقتل والتعذيب والتذليل والقهر والتسلط والظلم بأقصى مستوياته ،مما تناقلته روايات الأجداد وظل الضمير التاريخي حاضرا لدى الفئات المثقفة وهي تروي أحداثها عبر نصوص روائية مؤلمة في أكثر من مدينة عن هذا المستعمر الملعون المفترس والشرس واللإنساني في كل من القصيبة وبني ملال وخريبكة والنواحي .. كما روى ذلك الصديق عبد الكريم العباسي في رياح المتوسط والمصيدة 01 و02 وملاذ التيه،لذلك ظل من يعرف فرنسا على حقيقتها كدولة استعمارية مكروهة على الدوام ،رغم هيمنتها الاقتصادية وتبعية دول شمال إفريقيا لنفوذها حين الاستعمار وفيما بعده،وكأننا نعيش حب الجلاد في علاقة مشبوهة للدول التابعة لنفوذها وما زالت من معشر الفرنكوفونية التي تنفق عليها الكثير كي تبقى الفرنسية اللغة الميتة سارية في برامج ومقررات التعليم لهذه الدول التي لا ولن تستطيع تغيير توجهاتها الاستراتيجية،نحو الوجهة الأنجلوسكسونية ولنا المثال بردة الفعل من المملكة المغربية مؤخرا لما وقعت معاهدة شراكة مع أمريكا وإسرائيل وبريطانيا بٱنظمام أستراليا ما نوع الأجندة التي هيأها الإليزي لتوقيف طموح المملكة من تشهير وحملات إعلامية وتحريك حلفائه في دول الجوار وبرامج التجسس الإسرائيلي وتوقيف التأشيرات حتى للطلبة من المغرب،وغياب السفير الفرنسي وعدم تعويضه بعد تقاعده والآتي القبيح في الطريق ..أف لفرنسا وما يأتينا منها إلا ما يضرنا ولا ينفعنا عبر التاريخ الذي يربطنا معها كدولة تمسك بخيوطنا كلها من خلف الستار،و هي سبب تخلفنا الرئيسي بلغتها أولا وثقافته أيضا ، وليس نحن لوحدنا بل للقارة على أكملها.. وكل شعوبها التواقة للحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية ومواكبة عجلة التطور العالمي في مجالات التقنية والعلوم … فمتى نتخلص من دولة أوروبية نعيش بسببها تخلفنا بطرقنا الموضوعية منها والذاتية والخارجية ٱسمها ماما فرنسا...!!
تعليقات
إرسال تعليق