وتبقى للصداقة الصادقة تاريخها الجميل ..!! عبد الرحيم هريوى حطان - المغرب
وتبقى للصداقة الصادقة تاريخها الجميل ..!!
عبد الرحيم هريوى
حطان - المغرب
في هذا المساء كان اللقاء للذكرى مع وجوه قديمة ..!
في زيارة عابرة للمكان الذي عشت فيه عمرا طويلا صحبة أسرتي الصغيرة، ومع أهلي وأحبتي من ساكنة الشعبة (حطان)لأسرتي الكبيرة،ومن مختلف الأعمار، وأتاحت لي الفرصة اليوم أخذ بعض الصور التذكارية صحبة وجوه ظلت في الذاكرة والقلب معا..
وإذ أخذت مع ابن بطوطة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في زماننا الماضي بشعبة عمارة "حطان "حيث كان هذا الرجل الشهم يقوم بمهمات حزبية عاجلة، يكلف بها سواء بين حطان أوخريبكة أوالرباط في زمان قياسي جدا، وكأنه شبيه بـقطار TGV في تحركاته وتنقلاته.. وإبان تصريف القضايا المهمة للحزب في ذلك الوقت ، ولقد كنا نعتبره جميعا من ركائز الحزب من فئة الشباب.. والذي أعطى الكثير من جهده ووقته لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لماكان ٱسم على مسمى، وكان يقوده مناضلون كبار ورجال من الديناصورات في زمانهم الذي انقرض،وظل كما عرفناه عن قرب على صفاته ومبادئه.. قبل أن يحط الرحال موظفا بجماعة المفاسيس إلى يومنا هذا..
إنه مصطفى حلان الأخ العزيز لدي، وابن دوارنا بأولاد بلة،وصديق الطفولة كذلك ،وما سبق لي يوما أن سمعت من فمه كلمة سوء أو قبح قط في حق من هم كانوا يناضلون بحق ولا يبغون لمصالحهم الشخصية سبيلا.. أمثال الأخ إدريس مناع ابن مكناس وآخرون قليلون يشبهونه في تضحياته ما زالت حطان تذكرهم بتضحياتهم كالصديق الأستاذ ابن كلميم عبد الجليل بكرزام والأساتذة فيصل المتيوي وبصالي عبد الله ومزوي صالح،ولقد كان مصطفى حلان حاضرا في كل المحطات التاريخية للحزب اليساري الاتحاد الاشتراكي في زمان الجمر والرصاص ..
وكانت لنا صورة تذكارية أخرى مع الأخ والصديق العزيز الحاج عزرور،إنه الحلاق الشعبي والمثقف الذي عاش زمنا طويلا بشعبة عمارة وما زال،والذي كان دائم الابتسامة في وجه من يعرفونه عن قرب لطيبوبته وحسن معاشرته..
ولقد كان بالفعل صديق للجميع ،ولا أحد يقول في شخصه أي كلام كان إلا كلام المحبة والأخوة الصادقة، وذلك لما شاهدناه عنه من نبل أخلاقه، وكان لا يحلو لنا الحلاقة في ذلك الزمان صيفا وشتاءا إلا في محله ،بحيث يشعرك بٱستقبال أخوي لا مثيل له، وهو يثيرك لنقاشات لا تخلو من دردشة عن أي شيء يشغل بالنا في ذلك الزمان عبر المرور عن مواضيع كثيرة..
ولم أراه لعقود خلت..!
ولما صادفته اليوم ضمني بقوة، وصافحني مصافحة كلها تعبير واحساس صادق عن ما ظل يربطنا كأبناء الشعبة كإخوة وكأسرة واحدة..!
شعبة عمارة ما زالت في القلب والتي قضينا فيها ما يزيد عن عشرين سنة، وكلها مرت مسرعة وكأنه سوى بالأمس القريب.. وقد أصدق القول حينما أقول
وتبقى للصداقة الصادقة تاريخها الجميل
وتذكرت قولة لروائي الأرجنتيني الذي انتحرسنة1942 ألبيرطو ألتر "من لم تلهمه حارته التي عاش فيها لن يلهمه أي مكان آخر في العالم ..ونحن ظلت حطان ملهمتنا مهما طال بنا الفراق..!!
تعليقات
إرسال تعليق