شجرة " الطناجة" .. الأسطورة..! عن تاريخ شجرة عمرت بيننا طويلا..! عبد الرحيم هريوى
شجرة " الطناجة" .. الأسطورة..!
عن تاريخ شجرة عمرت بيننا طويلا..!
عبد الرحيم هريوى

ماؤه النقي الصافي وبدون ثلاجة يحافظ على برودته الطبيعية، وكل عابر سبيل وهو يمشي بجواره ،كان في حاجة إلى انتعاشة جسدية وتبريد لأطرافه في عز الحر، لا بد أن يدفعه فضوله صوب ذاك البئر ليخرج من جوفه دلوا واحدا يكفيه...!
كنا وما زلنا نسميها على اسم الدوار الذي تواجدت فيه كمعلمة (شجرة الطناجة ) ولا أعرف لأي نوع من الأشجار البرية ننسبها ولأي صنف تنتمي هذه الشجرة الأسطورة ..!!؟؟؟ التي كان جل من سبقونا وهم اليوم تحت الثرى قد اتخذوها مكانا للجلوس والراحة وتجاذب الحديث، والبحث عن ظل وارف مفقود تحت سقوف بيوت حارقة في فصل الصيف، وجل نسوة الدوار يتممن أشغال البيت تحتها من تصبين وحياكة ونسيج وتقشير للخضر وغسل للحبوب وغيرها، وحتى أمست من المعالم المعروفة لدوار الطناجة، ومن الموروثات البيئية التي يجب المحافظة عليها والاعتناء بها، كي تبقى شاهدة على تاريخ المنطقة..وناطقة باسمها..وتحكى قصتها المستمرة والمواكبة لمرور الزمان...!
كم من الذكريات الرائعة والجميلة التي ظلت موشومة في الذاكرة عن هذه الشجرة الكبيرة والعظيمة التي تبقى شامخة شموخ رجالات عظماء زمانهم في الرجولة والشهامة والأخلاق الكريمة قد مروا من ها هنا. نذكر من بينهم الحاج محمد والحاج الصالح والتونسي وولد البوهالي والحاجة لكبيرة والزوهرة والقائمة تطول..!
شجرة خلقت ها هناك، كي تبقى هامتها للأعلى مهما طال الزمان ..!! ولقد امتدت جذورها لمسافات طويلة تحت الأرض وهي تخترق جدار البئر بجوارها ، وكأن القدر أوجده بجانبها كي ينعشها ويبلل جذورها ويسقيها في كل وقت وحين..!!
شجرة برية لا أعرف لأي نوع من الأشجار تنتسب وتنتمي هل للكالبتوس أم للصفصاف أم لأي نوع آخر نجهله..!
نعم تحتها مرت لقاءات حميمية وصولات وجولات وحكايات ومشاجرات حتى..!!؟؟ وتحتها ارتفعت أصوات وأصوات ولكل أبناء دوار الطناجة وباقي الدواوير القريبة منه حكاية وحكايات مع هذه الشجرة الأسطورة ومكانها ورمزيتها وتواجدها القديم جدا. إذ أنها في وقت من الأوقات تعرضت جذوع أغصانها لتصدعات مما أفقدها منظرها القديم الذي حملناه صورة رائعة وجميلة في أذهاننا..!!لكل ذلك فكرت في كتابة هذه السطور القليلة في حقها كتعبير صادق وحب دفين عن تلكم الشجرة والتي نعتبرها جزءا من ذاكرة طفولتنا وشبابنا نحمله معنا ...!
تعليقات
إرسال تعليق