فوق هذه الأرض ؛كنا نعيش لحظاتنا من اللعب الطفولي..!! عبد الرحيم هريوى المفاسيس /خريبكة /المغرب



فوق هذه الأرض ؛كنا نعيش لحظاتنا من اللعب الطفولي..!!

عبد الرحيم هريوى


المفاسيس

/خريبكة /المغرب


 اليوم وفي زيارتي التفقدية، في هذا المساء لبلدتي المفاسيس بإقليم خريبكة..ها هنا نكون قد عشنا طفولتنا المبكرة كأبناء للبادية المغربية خلال ستينيات من القرن الماضي..!وكان الفضاء الذي يحد نظرنا سوى كومات من الجبال الفوسفاطية والهضبة العالية التي حط فوقها فيلاج الشعبة(حطان)كان من صنع المستعمر الفرنسي، وذلك من أجل استنزاف الأرض من معدنها الثمين الفوسفات لبناء حضارة ماما فرنسا ديغول خلال القرن 19، وكله جاء مجانا من خيرات المستعمرات الفرنسية بالقارة الإفريقية. ومعها دول أخرى مثل هولندا وبلجيكا وألمانيا،وصدق المؤرخون لما قالوا لولا دول من شمال إفريقيا والسنغال وناميبيا والزايير قديما (الكونغو الديمقراطية ) ورواندا وساحل العاج، لما كان لتلك الدول وجودها كقوات اقتصادية عالمية حاليا ،وذلك لما تم استنزافه من خيرات من تلك الأراضي من خشب وذهب وألماس ويورانيوم وحديد وفوسفات وبترول وغاز..!

 وما تعرضت لها شعوبها من حروب طاحنة أدت إلى إبادتها بشكل بشع جدا ..وما دعوات الصفح لبعض رؤساء هذه الدول مؤخرا، وليس بلغة الاعتذار.. وغيابه لما تراه هذه الدول من دونية لهذه الشعوب الضعيفة  والتي تم استنزافها. وذلك حينما نتكلم عن العنصر البشري الغربي مقارنة بالإنسان الإفريقي من دول الجنوب..!


وها هنا بأرض المفاسيس بإقليم خريبكة ، نكون قد تعلمنا أولى حروفنا الأبجدية بمسجد دوار أولاد بلة ، قبل ولوجنا أبواب المدرسة العمومية..وتعلمنا فيه كيف نصنع بأنفسنا الحبر ،الذي كنا نسميه" "الصمغ "أو "السمق" "وكيف نصلصل اللوحة الخشبية، ونتركها تحت أشعة الشمس حتى تيبس وبعدها نهيئ أقلامنا من القصب ..وتنطلق رحلة الكتابة الأولى

  بقوله تعالى: 

       {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

 

- وها هنا نكون قد عاشرنا السيد الفقيه، ونحن الصبية الصغار الذين كانوا يتنافسون في حفظ لأكثر ما يمكن من سور القرآن الكريم..

- وعشنا ما عشناه من حياة الطفولة ، التي نلنا فيها الإشباع الكافي من اللعب العفوي..! 

- و في أي مكان كان..!

- وبأي شيء كان..!

- وبأي لعبة نصنعها بأنفسنا..!

- ولقد كنا نعيش لحظاتنا من اللعب الطفولي في زماننا في سعادة ونشوة بلا حدود،وبكل الطقوس والفصول ..!

- وها هنا عرفنا وجوها شاخت  وأخرى قد رحلت..!

- وها هنا عرفنا بأن أرضنا أهابها الله بثروة باطنية ٱسمها الفوسفاط تجوب أسمدته مشارق الأرض ومغاربها..!

- وها هنا ظلت الذاكرة الجماعية تسجل أشرطة من صور أحداث ومشاهد،واليوم تعيدنا كلما جلسنا في لحظات تأمل عابرة..!

- وها هنا جبال تحيط بنا شرقا وغربا..

- ولا هي من إخوة الريف ولا من إخوة الأطلس المتوسط ولا الكبير بل هي من مخلفات ما تخرجه الآلة الامريكية العملاقة التي  اسمها (لا ماريون ) مهمتها ملء

" الكليد " الضخم والكبير ..

وهو هيكل من الحديد..

وهو صورة للإنسان الأمريكي ..وتسويق لابتكاراته العملاقة، والذي لا يرى في نفسه قوته العالمية إلا ما يصنعه من أشياء كبيرة وضخمة جدا..!


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى