السيد " الكاتب الديك" والنظر في وجهكم العزيز قصة قصيرة ج (المفاسيس ) خريبكة المغرب




 السيد " الكاتب الديك"

والنظر في وجهكم العزيز

 قصة قصيرة 

ج (المفاسيس ) 

خريبكة المغرب


أراهما من بعيد ..في يدي آلة تصوير من النوع الممتاز..أستطيع أن ألتقط صورة من أبعد نقطة ممكنة ..كان اللقاء كما عرفناه سلفا ..بنقطة ما بمدينة مغربية كبيرة ما .. وبحوار.. وبسؤال ووصال..اجتمعت حوله العقول في القاعة المعلومة..  وعن مواضيع شتى في الأدب وفنونه والثقافة حاضر السيد الكاتب والأديب المغربي المعروف بٱسمه..وأعماله وكتبه ..ومؤلفاته لأجيال وأجيال كثيرة منذ ستينيات القرن الماضي إلى اليوم، وظل من أعلام الثقافة والأدب العربي والمغربي في هذا الوطن العزيز ،و سائر أمصار ووطن العربان..!

انتهى اللقاء حاميا كما بدأ..!


وبدأ الكاتب الغني عن التعريف كديك ينفش ريشه، مزهو بنفسه، وعظمته، وسط كثير من الدجاجات اللواتي حضرن للقائه، وكل دجاجة بلهفة واشتياق دفين تريد أن يكون لها نصيبها اليوم من هذا اللقاء. وهي تمر من أمام السيد الكاتب الديك..!

- والديك معجب بنفسه..!

- السيد الكاتب الديك، يمشي على بساطه الأحمر لوحده.. دون أن يهتم بكل هذا الضجيج من حوله،و الذي ما فتئت تحدثه الدجاجات من حوله..!

- وهن يتناقرن..!

- وهن يتدافعن..!

- وهن يتباهين ويحمن من حوله..

-وهن يعملن ما في وسعهن حتى يتخذن مكانهن  بالقرب من السيد الكاتب الديك..!

- وبأن يلمحهن..

 - وبأن يبصرهن.. !

- وبان يبتسم لهن..!

 - ويتجاذب مع إحدا هن الحديث..!



 ترجل السيد الكاتب الديك، بعدما أنهى أشغال محاضرته الطويلة والمثيرة والشيقة في ذاك النهار الجميل والتاريخي لكثرة الدجاجات اللواتي حضرن لرؤيته..وللقائه..!


  • وهو هائم للخروج من الباب الخلفي، هربا منهن في نهاية اللقاء لكن الدجاجات يلاحقهن كالظل..!

وحينما أراد أن يترجل مسرعا نحو سيارته الجميلة، جمال ٱسمه الأدبي والثقافي، وقفت إحدى الدجاجات الجميلات بريشها الناعم و الزاهي المثير، تطلب منه..ويا ما ظلت تتمناه وتترقب لقاءه منذ سنين طويلة، وأن تأخذ بالقرب منه صورة للذكرى..!


وأن تظهر لباقي الدجاجات الأخريات، من صديقاتها ، صحبة رجل كبير ..وهالة..واسم.. ومكانة في مجال الفكر والمعرفة والثقافة والأدب بهذا الوطن العزيز،وقد تخرجت على يديه أجيال كثيرة..!


استسلم السيد الكاتب الديك للدجاجة الرائعة والجميلة، التي أعطت هاتفها حينذاك لأحد الحاضرين كي يأخذ لها صورة صحبة هذا الهرم من الأهرامات الوطنية ، والذي لا تفلته العين طبعا..!


  • أما أنا فقد أخذت لي مكانا بعيدا على يسار الشارع الطويل ..وأطلقت عنان آلة التصوير Canonكي أقرب الصورة أكثر وأكثر..ولكي أرى كل شيء صغير أو كبير ، ولا يفوتني ..كإعلامي قناص بٱمتياز لحظتها .. وأصور لنفسي أي شيء شيء مهم ، يمكن له أن يثير فضولي قبل فضول القارئ والقارئة ..!؟!

أي ديك هذا يا ترى..! الذي تتسابق نحوه كل تلك الدجاجات الجميلات الرائعات اللواتي حضرن هذا اللقاء الأدبي،وهو يحلل ويناقش ويتباهى أمامهن بثقافته ومعارفه..!؟!

-نظرت أولا للباسه ..لا علاقة تذكر يا سادة ..يا سيدات ..!؟!

-تمعنت بعد ذلك كثيرا فيما يرتديه..!

-اشمأزت نفسي من بعيد، لكل تلك الألوان المبعثرة التي لا تناسق فيها فوق جسده..!!

-فكيف يستطيع السيد الكاتب الديك التنسيق في أفكاره وما يجود به من معلومات على مستمعيه.. وهو لم يستطع حتى لملمة ألوان ما يرتديه كهندام يليق بكاتب وٱسم كبير مثله !؟!

- حذاء أسود طويل ..باهت اللون..!

- ولا شيء مثير فيه،وجميل  لناظره..!

-الرجل لما تنظر إليه، انظر لحذائه أولا، فذاك وجهه..ورحم الله الأديب والناقد المصري الكبير عباس محمود العقاد،الذي كان يهوى جمع الأحذية على أشكالها وأصنافها.. لذلك عرفت لماذا كان يقدم على ذاك العمل بالضبط.. وأما شكل السروال فحدث ولا حرج..فهناك تنافر وتخاصم بدا لي بين الحذاء والسروال، خاصة وأن السيد الكاتب الديك، أراد أن يلبس لباس الشباب موضة وتقليدا ومنافسة.. وهو في عقده السادس  أو أكثر ..فبدت لي صورته كاريكاتيرية بٱمتياز ..!

وجاءتني حينها حكمة مغربية تقول:

-(البس قدك يواتيك..! )

أما ربطة العنق والقميص الأشهب، فذاك كلام آخر، ممنوع من الصرف بالمرة، بما تحمله الكلمة من معنى..!؟


ومع كل هذه الأوصاف التي ذكرت و البعيدة كل البعد عن الجمالية المطلوبة لدى السيد الكاتب الديك، في مثل هذه الأماكن وتواجده وحضوره كرمز من رموز الثقافة العالمة بهذا الوطن..


أما الدجاجة الرشيقة والرائعة الجميلة، والتي طلبت أن تأخذ صحبته الصورة،فهي لم تلتفت إلى مكان تواجد المصور بالمرة، بل أعطته ظهرها..وظلت وجها لوجه للسيد الكاتب الديك ،وكأنها تريد أن تبتلعه بنظراتها عشقا وحبا وغراما..وقد تحولت في نظري إلى "هيشة من هيشات البحر " خرجت لتوها من أعماق البحر تريد ان تبتلعه في جوفها.. ويمكث في جوفها إلى يوم يبعثون...

ولا هي تريد أن تأخذ معه صورة للذكرى،فهي تترآى لي وقد حسمت أمرها بأن تشبع نظرها في وجهه العزيز ،وكأني أتذكر ما كتبه المبدع أحمد بوزفور من نصوصه القصصية الجميلة تحت عنوان 

عمى الألوان في نص
«النظر في وجهكم العزيز ..!!»

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى