الشاعر المغربي عمر مرحام الجموحي يكتب نصه الشعري بلغة الذات والأنا ويعانق الزمان بفيض من الأنين والآهات
الشاعر المغربي عمر مرحام الجموحي
يكتب نصه الشعري
.. بلغة الذات والأنا
ويعانق الزمان بفيض من الأنين والآهات
برشيد يوم
05.07.2023
لا نقول ما ألفنا قوله جميل ورائع وكفى.. ونمر مسرعين نسابق القراءات.. ولا نعطي للشعر حقه ومساحته من فرص للاستمتاع والتذوق بموسيقى وإيقاع أجراس من الكلمات..!
إن الشعر لا ينزل من الجو بل يصعد من الذات الشاعرة، كي يبني لنفسه مسكنا فسيحا واسعا يعشقه، ويعجب به كل المارين بين بيوته المزخرفة بلغة الثقافة الشعرية..ويبقى للكلمة سحرها الباهر، إن هي بالفعل انطلقت من أعماق الذات لكاتبها ،وبلغة مشاعر و أحاسيس دفينة معبرة بلغة الصدق..لذلك يكون صوتها القوي يدوي بين سطورها لما تحمله من حياة و صور يحملها الكاتب، كذاك الطفل الصغير الذي لا ولن يكبر فينا مهما طال الشيب كل مساحة ظلت بالأمس القريب تعتز بسواد شعر الشباب..!
لقد قرات نصك من الرأس إلى أخمص القدمين، وقد أعطيت لنصك لباسه الأدبي والفني،و بجمل شعرية تحوي ما تحويه من الرمزية والتعابير والأشواق المنتقاة ..ومن صلب ٱمتزاج نوعي بين الأحاسيس والمشاعر بالماضي الدفين ومن الحاضر، وفي ذلك خليط من شتى الإيحاءات والدلالات وٱجتذاب من الردات و تغلغل في أعماق من النزوات ،وكله بلغة الشعر الذي يحكي بصوره عبر ألبوم قديم ظل في ذاكرة الحكايات ..
ولعل الشعراء قد لا يحكمهم إلا خيالهم عينه، وبه يبدعون تلكم الكلمات..وما برحوا يزخرفون بلغة الشعر ما يخالج أعماق الذات.. ويطرزون بأقلامهم على أوتار أعذب الألحان وبموسيقى أنشودة الحياة .. وببوح عميق ذو معاني من أفراح وأعراس فيها من الرقصات، ورشاقة و عشق من نزق الحياة، وليس بممشى وتثاقل في الحركات كما قال بول فاليري ..
هذا نص فيه ٱمتلاك لناصية اللغة وإبداع متقن لصور متكاملة من اللوحات شكلتها من قاموسك من كلمات كلها من أبدع وأجمل المختارات..!
كما وعدتكم أحبائي هذه قصيدتي أرجو أن تنال إعجابكم
" هَذَا أَنَا..! "
هَكَذَا
مُنْذُ البَدْءِ
وأنا أَجْترِحُ مِنَ الزّمَنِ
فُصُوصَ نَصِيبِي
مِنَ الشَّوْقِ والحَنِينِ
مِنْ سَرادِيبِ العُمْرِ
أَهُشُّ عَلَى يَبَابٍ الأَيَّامِ
بِعَصاً لِي فِيهَا
مآرٍبُ أخْرَى
لِي وَحْدِي
وبَيْنَ ترْنٍيمَةٍ وتَنْهِيدَةٍ
هَذَا الَّذِي يُؤذِّنُ فِي صَدْرِي
كُلَّ حِينٍ
يَشُدُّنٍي إِلَى مَا تَرَسَّخَ فِيهِ
مِنْ صَبَابَةٍ وَأَنِينْ
أزْحَفُ نَحْوَ شَرِيطٍ يَغْرَقُ
فِي السَّحَابِ
وَأَمْضِي
أُلَوِّحُ لِلْمَاضِي وَدَاعاً بِلا تَرَدُّدٍ
أُفَارِقُ الأَحْزَانَ بِسَخَاءٍ
لِتَعُدْ أدْراجَهَا مَعَ الرِّيَّاحِ
أدُسُّ شَظَايَا الْيَأْسِ
فِي كُوْمَةٍ بِدُونِ عُقْدَةِ زُنَّارْ
أُقَدِّمُهُ قُرْبَاناً
لِضَوْءٍ الْفًجْرِ
أَتَخَلَّصُ مٍنْ عٍبْئِي
كَامِلاً بِلا شَظَايَا
وَأُفْرِشُ أَوْرَاقَ الأًمَلِ
بٍسَاطاً نَمَارِيقَ
وَابْتِسَامَاتٍ
تَفُوحُ عِطْراً
تَتَمَايَلُ بِغَنَجٍ
فِي مُنْعَرَجَاتِ قَلْبِي
وَأَمْضِي مِنْ جَدٍيدٍ
وَأَمْضِي مِنْ وَرِيدٍ
حِينَهَا
اِعْتَزَلْتُ الأنِينَ
سَامًرْتُ سُكُونَ الَّليْلٍ
وَحِيداً
أُُنًاجِي طَيْفاً يَزْحَفُ نَحْوِي
فِي اسْتِحْيَاءٍ
وَحَتَّى أَتَجَنَّبَ غَمًزَاتِ الْمَارِقِينَ
سَوَّيْتُ ضَحَكَاتِي
عَلَى أَوْتَارِ نَبْضٍ خَافِتٍ
مِن صِنْفِ هَمْسِ الْوَتَرِ
بِهِ أَزْهُو
يَصْفُو لٍي ضَوْءُ السًّحَرٍ
أٌرَدِّدُ فِي صَمْتِي
تَرَاتِيلَ عُشًّاقِ النُّورِ
عِنْدَهَا أَشْرَقَتْ فٍي عَيْنَيْكِ
كُلَّ النُّجُومِ
وَانْعًكَسَ سَنَا مُحَيَّاكِ
عَلَى وَجْهِ القَمرْ
اِنْبَجَسَ
مٍنْ رُمُوشِكِ السَّاحِرَةِ
شُعَاعُ الثُّرَيَّا
أًنَارَ مًاتَبَقَّى مِنْ عُمْرٍي
فَمَضَيْتُ أََطٍيرُ وَ أَطِيرْ
خِلْسَةً
نَحْوَ الآتِي ..
عمر مرحام الجموحي
برشيد يوم 05.07.2023
تعليقات
إرسال تعليق