رد السلام ؛ذاك حديث ذو شجون، عند بعض من بني البشر..؟! عبد الرحيم هريوى خريبكة -المغرب
عبد الرحيم هريوى
خريبكة -المغرب
﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾
سورة النساء: 86
كل شعوب الأرض لها لغتها كما لها طريقة تحيتها وسلامها على الآخرين،الذين تربطهم علاقة قرابة أو صداقة أو شغل وتعارف.. وتختلف طقوس التحية وردها حسب تقاليد وطقوس وأعراف الشعوب..فتحية اليابانيين والصينيين تختلف كليا عن باقي شعوب المعمورة لتميزها بحركتي الرأس واليدين والانحناء، أما جل الشعوب الأخرى فتستعمل نوعا من الكلمات والجمل تبعا للغتها،لكنهاتشترك في تخصيصها كتعبيرعن فترات اليوم أو في المناسبات والأعياد..ونحن المسلمون والمسلمات لنا خصوصيتنا الدينية أيضافي التحية والسلام فيما بيننا طيلة اليوم ولا تتغير، وهي عبارة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولها أثرها البليغ في تقريب القلوب وزرع بذور المحبةبين الأحباب والأصدقاء والجيران ،كما تساهم في نوع من التواصل الدائم وتجنب القطيعة التي ينهى عنها ديننا الحنيف،كما أننا نسلم على الذي نعرف ومن لا نعرف، لتقوية وتمتين الروابط الاجتماعية بين شعوب أمة الإسلام..!
لكن ما نود إثارته ها هنا هو توظيف هذا السلام بشكل من الأشكال حينما تتدخل فيها الذاتية والغرور والنرجسية وحب الذات والعظمة الزاحفة ولربما معها تصفية بعض الحسابات الخفية بين الأشخاص،وحمل الكره والبغض للآخر.مما يجعل منه سلاما باردا أم لمصلحة ما، أم فيه النوع من المحاباة أو التكبر وغيره..وهذا طبعا نلاحظه بأم أعيننا في أكثر من مكان عمومي،ولربما حتى أمام بيوت الله يمكن الشعوربه.فمن الأشخاص من يسلم عليك بوجه طلق اليوم ،وقد تتبدل طريقة تسليمه ليبلغك رسالته وهو يسلم عليك بتحريك رأسه وكأنه يقول لك :
"هاش كاتسوى بزاف عليك النطق بعبارة السلام كاملة..! " " بتمغربيت يقلب عليك وجهو..!"
وإذاما أنت قدفطنت له ستعرف بالضبط أنه وجه لك رسالة ما..وللأسف لربما قد يصدر هذامن أحد الأفراد الذين يزعمون بأنهم من أهل العلم والإيمان والورع والتقوى..!
كما أن هذه الظاهرة السلبية نراها بين فئات وجماعات معينة في بيئتنا الاجتماعية. فلما يصادف الشخص أو الأشخاص الذين يتبنون أفكاره وأيديولوجية الفكرية أو الدينية، يبادرهم بنوع من التحية والسلام الحارين. أما باقي خلق الله من المسلمين فله طريقة مغايرة لتحيتهم إن هو حيا أوبادرهم بالسلام طبعا، لأن هناك من الكثيرين لا يسلمون على بعضهم البعض في نفي تام لباقي خلق الله..!
إنها أمراضنا الاجتماعية التي تحمل غلنا وحقدنا على الآخرلاختلافه معنا سواء فقهيا أوأيديولوجيا أو ثقافيا ..فقد لا تعجبهم نوع اللباس التي نرتديها مثلا، وتصبح في نظرهم لا تستحق منهم تحية السلام ،ولعلهم يظنون كما نقول نحن المغاربة "السلام كاد سر..!! "
لكن كيفما تدين تدان.. إذا ما سلكت طريق الانتقاء في سلامك ونوعيتها وحرارتها وبرودتها مع المسلمين ستنكشف عورتك يا صاح ..! في يوم من الأيام، وقد فطنوا بسلوكك المنبوذ،وحينئذ يتعاملون معك بنفس الأسلوب،وحينها ستشرب من نفس الكأس كما يقال يا صاح..!
تعليقات
إرسال تعليق