عنوان جميل : نبش في ذاكرة حطان للأستاذ حسن غيور.. توطئة عبد الرحيم هريوى من قدماء قرية حطان
توطئة
عبد الرحيم هريوى
من قدماء قرية حطان
ويبقى للكلمة سحرها الباهر، إن هي بالفعل انطلقت من أعماق الذات لكاتبها ،وبلغة مشاعر وأحاسيس دفينة معبرة بلغة الصدق ..لذلك يكون صوتها القوي يدوي بين سطورها لما تحمله من حياة و صور يحملها الكاتب، كذاك الطفل الصغير الذي لا ولن يكبر فينا مهما طال الشيب كل مساحة ظلت بالأمس القريب تعتز بسواد شعر الشباب..!
يأتي اليوم الأستاذ لحسن غيور،محملا بثقل كاهل سجلته الذاكرة الفردية والجماعية والزمانية والمكانية، كي يعطي للتاريخ حقه في إعادة تسجيل حياة من بني البشر.. وأكون بالصدفة أنا واحدا منهم ..حياة بانوراما تكون مرت فوق تلك الشعبة من الشعاب آسمها حطان ..
هم قد عاشوا إن هم وجدوا سبيلا للحياة قرب منجم الفوسفاط لبني يدير الذي ما برح يتحفهم بضباب كثيف في كل صباح وعشية من غبار كثيف ظل يصب فوق رؤوسهم صبا ويدفنهم وهم أحياء ..
وجاء الكاتب من بعيد كي يجمع لنا أشلاء الزمان الذي دفناه، جمعه من محيط قرية منجمية ،عشنا فيها تحت حصارغير معلن نشم عبر أجوائها رائحة الفوسفاط، ومعنا أسرنا ، أبينا أم كرهنا ..ونحن لا ناقة ولا جمل من معدن الفوسفاط إلا الحيز الجغرافي الذي جمعنا معه إذ نحتله كي ننظم للساكنة الطيبة التي عاشت في ذاك الزمان الماضي كأسرة واحدة متضامنة وتواجه عواصف الفوسفاط بصدورها العارية و لا حول لها ولا قوة..!
في ختام هذه التوطئة مع تقديمنا لشظايا أفكار قد يحملها هذا المولود الأدبي بعنوانه الجميل، نقدم الشكر الجزيل للكاتب الذي طوعه قلمه وذاكرته في هذا النبش الكريم،والذي لا يخلو من حميمية للمكان وفضاءاته ،ومعها تقليب شتى مواجع عن ذاك الزمان الذي ظل عالقا في ذاكرتنا ولن يمحوه الزمان ..!
تعليقات
إرسال تعليق