سيناريو الكاتب: في قصيدة الريع والعزاء والقبر ..! عبد الرحيم هريوى خريبݣة اليوم - المغرب
سيناريو الكاتب
في قصيدة الريع والعزاء والقبر ..!
الفصل الأول
من سيناريو القصيدة..
وجوه و وجوه..!
وجوه للريع ألفت على مر السنين
وبنت لها من البيوت والدوور والمساكن
وكله بزخرفة وإبداع وتكلفة بآلاف من الملايين
وجوه للريع ألفت وبه عاشت حتى الموت ورؤية اليقين ..!
واليوم عزاء للزمان
وعلى هذه الأرض حيث يغور الماء المعين
ولا تتسع لرؤى فكر جديد ولا لأي نزق جميل يبين..!
ولا يسمع صوت من هو أحق بالصدق في الكلام الرزين..!
وجوه و وجوه..!
ما شبعت من أكل الحرام -
وجوه تظن أن الزمان هو الزمان
وأن المعارك ما زالت بالرماح والسيوف والأذرع
وشعر الحماسة
و بلاغة في الخطب وجودة في مجاراة اللسان..!
كما ألفناه من زعيم الإخوان
وبالشعباوية قنصوا قطيع من الغزلان
قرب النبع
وكل من جاء يشرب من حوض الإيمان
وظن بأن السياسة لا يفسدها أهل هذا الزمان
وكلهم تقوى ومحجة من الأحاديث والقرآن
وتركوا وراءهم مآسي لهم نحملها على مضض
مع الجرار والحمام والميزان
وكلما طلبنا كرامة ضائعة في هذا الزمان
تحكم فيه سياسة المال والأعمال بتفان وإتقان
قالوا نحن نصلح تركة وأعطاب خلفها لنا
السيد عبد الإله بن كيران
وجوه و وجوه ..!
ما شبعت من رؤية المآسي والبؤس والفقر والإملاق
وعبودية الإنسان لأخيه الإنسان..!
وجوه عرفت من زمان أن لها سوى بيع الأحلام وثرثرة في الكلام..!
وأن الكسب عندها هو التقرب من زعيم حزب فلان وفلان
-وأن تدنو من له الغلبة والتطفف في الميزان..!
ومن يجر الخطوط على أرض يبست من زمان..!
وهاجرتها طيور مليحة جميلة
و الحجل والحمام والسمان..!
يتساءل كاتب سيناريو القصيدة
في الفصل
الثاني ..
كم للريع من موطن في الوطن ..!؟
وكم للريع من مكان في كل مكان..!؟
وكم للريع من عيون تراقب نفس بني الإنسان..!؟
وكم يعيش الإنسان للآخرة مهما طال به الزمان..!؟
وهل يعيش الإنسان كي يحيا حياة النقاء والصفاء
وكسب من حلال..!؟!
وإذا ما حضرت الموت تبسم ضاحكا
وقال ما قاله سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام
و الذي علم أن اللغة ليست سوى للإنسان..!
وأن الكون فَانٍ مهما طلع النهار..!
ومهما أسدل الليل بنجومه سماء من رأى أن
المتاع ..والثراء ..والريع ..
فضل به عن باقي الخلق من بني الإنسان..!
إنك ميت.. !
وإنهم ميتون..!
وتتساوى القسمة عند الرحمان..!
كم يعجبني كاف التشبيه في صيغ وبلاغة الكلام..!
وٱنتهى كل شيء -
ومات أهل الريع ومن حولهم-
وأحضرت الأنفس الشح -
ونصب الميزان -وكأنهم عاشوا يوما أو بعض يوم..!
ذاك يوم نهارهم عند الرحمان ..!
اللهم لا تحرم من رحمتك أيها إنسان
يتعب ويكل .. ويعرق.. ويشقى..
كي يأكل لقمته من الحلال..!
ويطعم اليتيم والمسكين والمعتر
ويخاف يومك يا ديان..!
الفصل الأخير
من سيناريو القصيدة..!
وأغلقت الأبواب بتراب الأرض
على جثة فلان بن فلان ..!
لقد كان صاحب ٱسم رنان ..!
واليوم أسند وجهه للثرى
وشعر ببرودة ذاك المكان..!
وظهرت له أجسام ما تخيل رؤيتها -
من نور تطوف حوله في ذاك المكان..!
من ربك ..!؟
تكلم يا من كان وكان..!
ما دينك ..!؟
أنطق يا فلان ..؟؟
أين الجاه..!؟
أين السلطان..!؟
ما ٱسم النذير الذي بعث فيكم..!؟
أجب يا من كنت وكان ..!
الكون لا يتسع لرؤاك ..!
واليوم أنت في أضيق مكان..!
وانتهى أخيرا سيناريو القصيدة
للكاتب
بالموت
وبداية حياة أخرى في الٱنتظار
من أكل الحلال
وعمل لما بعد الموت
كي يلقى الله رب الأكوان
بقلب سليم وأيادٍ بيضاء للناظرين..
فلنفكر من اليوم أنا وأنت وأنتِ قبل فوات الأوان
قبل فوات الأوان
ولا يرجع الزمان خلف الزمان
تعليقات
إرسال تعليق