النص (سدرة المشتهى ) للشاعرة خديجة بوعلي خنيفرة الأطلس والإطلالة التنويرية للناقد المغربي علال الجعدوني




✓ إطلالة تنويرية في حق الشاعرة خديجة بوعلي حول نصها (سدرة المشتهى ) :
للكتابة طقوس ومميزات وأسفار في عالم الإبداع العميق ، والشاعرة خديجة بوعلي أحد الرموز المتربعة على قمة الكتابة الإبداعية المتميزة في ميدان الشعر العربي الأنيق،فكل كتاباتها تحمل معاني ودلالات قوية الأبعاد ، وهذا راجع للتجربة التي راكمتها وهي تنقش بحروفها نصوصا تشد المتلقي إلى مضامينها ذات المعاني والتعابير النابعة من الأعماق المترجمة لمكامن النفس برؤية ثاقبة تلامس المشاعر والأحاسيس التي تلف واقعها..فالشاعرة غالباً ما ترسم لوحات في منتهى الجمال المذهل بطعم الشموخ والثقة في النفس برؤية ساحرية لا مثيل لها .

فالنص برغم بساطة اللغة إلا أنه كتب بصيغة الرمزية المعبرة عن الذات بأسلوب يناغي روح النغم والقصيدة التي هي بمثابة مرآة حالها... فعلى القارىء المتعطش للكلمات والعبارات الممتعة أن يتأمل في الدلالات التي تحملها كل مفردة ليستنبط مدى الفكرة المعروضة في الموضوع الذي يلف روح القصيدة..فالشاعرة خديجة بوعلي حافظت على الطابع الفني للكتابة الشعرية من موضوع وأساليب وصور جمالية إبداعية وجرس موسيقي بحيث كتبت فأحسنت الكتابة مما يمكن إجمال القول على أنها شاعرة تجعلك تتذوق طعم الشعر وحلاوته بكل ما تحمله الكلمات من معاني .

لقد كتب النص النثري باحترافية ،وبكلمات منتقاة بعناية فائقة وبجودة الإبداع العميق والمتميز،فتحية للشاعرة على هذاالجمال النقي وعلى هذه الكلمات الشعرية الزئبقية المنعشة للروح الشاعرية بما يناسب الرؤية الأفقية والعمودية للإبداع المتوازن.أحييها تحية المبدعين وأتمنى لها مسيرة حاشدة بالشموخ .

✓ بقلم الشاعر والناقد علال الجعدوني المغرب .





 ✓ سدرة المشتهى :

أنا ابنة الظل
لا أصلح للافتات تغتصب للنسمة النقاء
تحرق جلدي الأضواء
أنمو في نور خافت لشمعة
تتهادى لتورق ظلالا
أركب غيمة شاردة
تتوارى في بطن السماء .
كلما اشتد الصراخ
أغرق في يم السكون
يجهش صمتي بصوت عال...
لا يسمعه إلاي
وجهي لا يستسيغ الحط على صدر لافتة عجفاء
إن حدث...
فذاك عن طريق الخطأ
أخلف موعد العواصف الجرداء
أنا كومة حزن دحرجتها الأقدار
في ساقية السفح
استجمام
استراحة
انعتاق
البسمة انتصار للضياء
نكاية في الوجع
في نقيع الانكسار
حيثما يفور التنور
امتطي سفينة الهواء
الملاذ مرآب آمن
لا حراس و لا أغلال
منطقة ظل في الروح
تمتلئ رونقا ... نورا وهاجا
لا تصل إليها أيادي الصدأ
و لا تنكشها الرياح
الشمس تبتعد عنها مسافات
فالشمس تنير للمتربصين... للمترصدين الخطوات
منطقة ظل في الروح
على خصرها يتلألأ قزح
شلال حرية...
شهقات قفز
رقص...
طيران...
و الأجنحة ماء
ورود في كل الأرجاء
عبير صباحات الربيع
رحيق من قفير العيون الدافئات
نايات و كمنجات
تراقص الخلوة
على صمت السكون
و رنين الذكريات
منطقة الظل من الروح
كلما أتى الخريف على
أخضر المنى
كلما جف سلسبيل الأحلام
يستدرجني الليل إلى باحات الظلال
منطقة الظل في الروح
زرابيها المبثوثة
لا تحدها عيون المدى ولا أبصار المحيطات
منطقة ظل في الروح
جنات عدن
ادخلوها بسلام آمنين
و لا تعثوا في أراضيها
الفساد
على سررها الموضونة
نمارقها المصفوفة
سيروا بروية و أناة
منطقة ظل في الروح
ركن متعة و انزواء
نشلح فيها آهات
ندوس كمون الزفرات
نشحذ ما تيسر من بقاء...
من حياة
✓ خديجة بوعلي خنيفرة المغرب

قراءة مزدوجة بمشاركة أخي علال لنصك
(سدرة المشتهى )

قرأت نصك ورأيتك أي حيث تختبيء روحك بين الكلمات..لن أكون منجم خيالات أحلام شاعرة مثلك ..لكنني أتقاسم معك لغة الشعر لأنني لا أجد وسط غيابات الجب إلا قبس من نور كلمات أضيء به لحظات حالكة تطحن الفؤاد والصدر ..روح تتدحرج من أعالي كجلمود صخر تلتطم بقاموس من كلمات بلغة الشعر..كم كنت أنت الكبيرة برموز مطوية بعناية في صندوق السحر ولا يفك طلاسيم عباراتك إلا من وضع على صدره كومات من ضجر يؤسس لمملكة خاصة لا يدخل ظلها إلا أنت وكأنك كاهنة شعر..كم قفزت بين جملك الشعرية باحثا عن خديجة من خلال ظلاللها الشعرية كي أواسيها حينا وأمد لها حبل نجاة على ضفاف أوجاع الحياة على حد قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش..وما كنت أعلم يوما بأن النقاد قراء متفيقهون وهم ليسوا بفقهاء شرع يحكمون نصوصهم كي يبحثون عن أسرارها بفتاوي زمانهم..وقلت ما قلته وليس كل ناقد هو كاتب فاشل بقدر ما يعيش بوجدانه وطقوسه ويلامس السحر في النصوص كالمفكر الصوفي الذي يحفر في مكان واحد من بقعة الأرض ولا ييأس كي يصل إلى الماء..لذلك كلما أثارتني نصوصك كلما فاض نهر من ماء عذب زلال يجري كي يغذي جداول في طبيعة خنيفرة الجبلية الرائعة والجميلة والتي عادة ما تسحر الشعراء والشاعرات، كي يكون ذلك التواصل الحميمي بالجملة الشعرية، وتنبعث روح ثانية تنتفض ،كروحك.. كي تبحث لها عن مجاذف لكي تمشي عى متن مركب حياة متقلبة لا يعيش أجواءها إلا من ألف ترجمة الأوجاع والأحزان والمطبات إلى قصائد شعرية حية كصور من أوجاع الحياة ..وصدق درويش في حوار شعري لما قال لربما مات بسبب وجع الحياة..!!

ع.الرحيم هريوى



تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى