قصيدة اليوم " لَجَّةُ بحر " ..!للشاعر حبيبي علال/ أبي الجعد - المغرب
قصيدة اليوم
" لَجَّةُ بحر "
للشاعر المغربي
: ''حبيبي علال ''
................................................................
يا لِقِبابِ البحر
يُبْخِرُها نَتْنُ الأديمِ
تغمرُها....
سَطْوَةُ الإبْهارِ...
ونَعيقُ النّوارِسِ..
يُبَدِّدُ....
شهيقَ الإبْحارِ
يُلْهِمُ الذّواتَ نَفْرَةً
بِفَوْرَةِ .. إعصارِ
وهاذي المياهُ التِّيفانِيَّةُ
تُلاعبُ زَبَداً
تُداعبُ الطَّحالِبَ لُبَداً
تسترق نِيلِيَّةَ السماء
تُغازِلُ الحُلْمَ والعَلْياء
وها الموجُ
مُقْبِلُُ
مُدْبِرُُ
على الجَلاميدِ... ينْدَحِرُ
ينْشطِرُ...
على نُتُوءِ الصّخرِ... ينْفجِرُ
وهذا الشَّطُّ المَنْخورُ
سَحَلَتْ جِلْدَتَهُ
زواحفُ الاسمنتِ
ولَفَّتْهُ حَلازينُ المَزالِقْ
واٌرْتَمى حانِيّاً....
أَبْخَرَتْهُ نَتَائِنُ المَضايِقْ
ومِهادُ الشّطِّ غَزاهُ الموجُ..يَرْطُمُهُ
يَتَهادى دَفْقُهُ ويُعانِقْ
تَلَذَّذَ ....
مُلوحَةَ النّدى
ورُطوبةَ المَدى
خَفَّتْهُ.... المُدُود
ورمادُ السُّحْبِ يُدَثِّرُهُ
يحتويهِ....غَمْرُُ وعَمَاء
وهناكَ طيورُُ تغادرُ تُحاورُ ضوءاً دُهانِيَ الغُروبْ
................................................................
حينما يشاركك الكبار لحظة الكتابة بنص شعري متكامل الأوصاف ..نص ممتع وعميق في اللفظ والمعنى :
ولقدكان التعليق على المنشور بنص شعري من شاعركبير ابن المدينة الروحية أبي الجعد "مولاي علال حبيبي" وهو الذي ألفناه يعيش آمنا مطمئنا تحت سماء حروفه ببوح لا يصدحه إلا من ألف بحور الشعر وٱستبر أعماقها بولع لا حد له
السلام عليكم مولاي ع.الرحيم
أولا هنيئا لك بالمقام وهنيئا لك بروعته والاستجمام..ولعل النفس تنتشي بهذه المواقف والتي نستبين منها عظمة الخلق والمخلوق لإثبات عظمة الخالق المبدع البديع..الجمال الدال على الجميل والإبداع الدال على البديع..هي أجواء تخترق خوالج النفس ودواخلها لينبجس من مسام روحها ذلك النبض المتسارع تأثرا والمتناغم طربا والمتوهج تعبيرا..فالجمال لايقتضي منك ان تراه جاهزا بل أن تستأصله مما يبدو لك قبحا حيث لا يوجد في الوجود قبح إلا أن يكون مستنسخاً من نظر صاحبه...فإميل دنقل يقول"الأشجار تموت واقفة" فأي جمال أبهى وأرق من أن ترى في الموت جمالا..؟! إنه مخزون عشق المعنى حين يجثت من ظلماء الواقع وعمق النائم في غور جمال المخفيات...والحالة هاته ،فما عساك تقول وتعبر وأنت ترى الجمال جاهزا ولاتقوى على نقله كما تحسه لتسهيل معنى رفعه مائزا الى قلوب الناس رقص كلمات تحرك الوجدان صخبا يجرب الأنفس والعقول... إنه الإبداع حين نتنفسه شهقات متعة واندهاش ...حين نترجمها للآخر زخاتِ معنى تفشي الأمل وهجا وتخفي الألم رمادا يتناثر ولا يعود...
وثانيا وانت تذكرني بجمال البحر وصولته ايقظت رنينا للذكرى مع قصيدة قديمة حاولت نقل هذا الذي تعنيه بحروف لا أقول أنها حققت المراد ولكنها كانت مرمى عشق ما نرى وما نتوخاه من جميل المعنى...
وإليك هذه التوصيفات والتي اتمنى ان ترقى الى الإمتاع...!!
تعليقات
إرسال تعليق