تورية لغريب، ويبقى للمعلم الجميل، النظيف ،المضحي والمبدع بحق، تاريخ احتفال خاص في يوم (5 أكتوبر )
تورية لغريب، ويبقى للمعلم الجميل، النظيف ،المضحي والمبدع بحق، تاريخ احتفال خاص
في يوم (5 أكتوبر )
اليوم العالمي للمعلم ذكرى للإشادة بالدور المهم والحساس جدا في تربية الناشئة وتعليمهم وكذا وقفة إجلال وإكبار لمن تعلمنا على أيديهم، وكان لهم الفضل الكبير لما نحن عليه اليوم ، كتبت في هذا الصدد وفي مثل هذه المناسبة مقالا يحمل في طياته كل معاني الشكر والامتنان لمن تعلمت منهم وذلك فضل لا أنكره، لكن هاته السنة ولكي لا أعيد ما قد يكرره الكثيرون في هذا الصدد، فضلت أن أكون شاهدة على عصر التعليم الذي ولجته في بداية الثمانينيات، ولعل جيلي ومن سبقوني لمقاعد التمدرس، يعلمون جيدا ما تحمله هاته الحقبة من خصوصية سياسية، ترامت أطرافها على كل المجتمع المغربي ، وقطاع التربية و التعليم بالذات، كونه كان قطاعا مؤثرا _ ومازال _ لكن أيضا متأثرا بالانتماءات السياسية لرجالاته، وللتحول التاريخي الذي بدأ يعرفه المغرب آنذاك .
في تلك الحقبة، عشنا ما سمي بالتربية ثم التعليم ، تعلمنا الانضباط، والهندام النظيف، تعلمنا الاحترام وكل هذا بأبسط الإمكانيات،خصوصا أن معظم الأسر المغربية، كان لديها في المتوسط خمسة أو ستة أطفال، على غرار فيلم " أفواه وأرانب "... كانت الأسرة تتقاسم تربية الأطفال مع المدرس معلما وأستاذا ، لم نكن نشتكي لأولياء أمورنا تعنيف المعلم اللفظي والجسدي، ولم تكن أمهاتنا البسيطات في حاجة لأن تردد على مسامعنا ضرورة أن نراجع دروسنا...لم يكن لنا هذا الترف في التكنولوجيا، أو حتى توفر الحاجيات الأساسية اللهم القليل من الأسر الميسورة ماديا ...
واليوم، وبعد كل هاته السنين، نستعيد بفخر ما تعلمناه على أيدي مربيينا ومعلمينا، لكن، القلة القليلة منا ، كان لها شجاعة البوح بما تركته ألسنة وأيادي معلمينا الأجلاء، من آثار على شخصياتنا، العنف اللفظي و الجسدي ثم التحرش، إن سلم أحدنا من واحدة، فأكيد أنه لم يسلم من الأخرى ، ومن باب الصدق، ورغم أنني كنت تلميذة نجيبة إلى حد ما ، إلا أنني لا أنسى آثار السوط على جسمي الصغير في أول سنة دراسية لي، بسبب أنني لم أكن أجيد الكتابة على السطر، مازلت أتذكر ملامح المعلم ،لكن اسمه سقط من ذاكرتي، كما سقطت أسماء الذين تحرشوا بي لفظيا ،وأنا في المرحلة الإعدادية، أستاذ العلوم الطبيعية، و أستاذ الإنجليزية لاحقا وأنا في المرحلة الثانوية ،لم أحتفظ بأسمائهم في ذاكرتي ، لكنني وددت لو أنني حظيت بفرصة ملاقاتهم ولو صدفة، لأخبرهم أنهم كانوا أكفاء كأساتذة، لكنهم لم يكونوا مؤهلين نفسيا لتلك المهمة الصعبة ، وأعلم جيدا بعد كل هاته العقود أنها لم تكن غلطتهم، لقد كانوا تحصيل حاصل لمجتمع تداخلت فيه كل عوامل السلبية، امتهنت التدريس، وراعيت في مهنتي نفسية تلامذتي، وصعوبات التعلم لديهم، استوعبتهم كما لم يستوعبني أساتذتي ، لأنني لا أقبل أن أكون سببا في خدش نفسية أحد، ولو بعد عقود ...
تورية لغريب
تعليقات
إرسال تعليق