"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!







"السوليما"
 الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!
ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!!

   عبد الرحيم هريوى..!


ما تزال الدولة عندنا،حتَّى وهي تتكلَّم عن الثقافة،لاتمتلك تصوُّراً واضحاً لما تقصده بالثقافة، ولما تريده من الثقافة. بل إنَّ في بعض ما يصدر عن بعض المسؤولين في مواقع القرار السياسي أو الثقافي، من فهم للثقافة، ما لا يتجاوز المعنى العام للثقافة، وحصر الثقافة في قطاع دون غيره، دون توسيع أفق الثقافة، ليشمل التعليم، والإعلام، وليشمل المجتمع، بكل فضاءاته، وساحاته، بما في ذلك ملاعب كرة القدم، التي يبدو أنها شرعت في خلق جمهورها الذي بات بدوره، بين الفينة والأخرى، يرفع شعارات، تعكس، نوعاً من الوعي بمشكلات المجتمع، أوما فاض من هذه المشكلات،وصار بادياً للعيان.فالثقافة ليست مُناسبة،ولاهي مهرجان، أو حفل غناء ورقص، أو أنشطة تجري في قاعات مغلقة،ولاهي حتَّى معرضاً سنوياً للكُتُب. الثقافة هي طريقة في التفكير، هي تغيير الأذهان والعقول،وهي أن يعرف الإنسان نفسه بنفسه،بما يمتلكه من وعي بنفسه، وبعلاقته بغيره،ممن يعيش معهم، أو يعيشون معه،ومن هم من ثقافات وحضارات ولغات أخرى،في سياق رؤية كونية..

جريدة "المساء" الثلاثاء 07 يونيو 2022

رهان الثقافة والفنون// صلاح بوسريف

 ما أثارني شاعرتنا الفوسفاطية في توطئتك هي كلمة" السوليما..!! " وتذكرت معها في زمننا الدفين اسم : سوليما لوكس وميتيور،ومعهماماكنا نسميها بسينما لوسيبي  OCP قرب السيركل قديما..لماكان في خريبكة نقابة عتيدة وقوية اسمها C.D.T وهي تطربنا طرب أم كلثوم وبألحان الكبار من ذاك الزمان الذي قد

نراه جميل الأوصاف واللحظات مع السنباطي والمكاوي والموجي..


ونحن إذ ذاك..


في تجمعاتها النضالية،بنوستالجيا الأحلام السياسية المبهمة،والتصدي لليبرالية الغربية والإمبريالية العالمية، وسمفونية الكفاح والنضال الثوري الفلسطيني والقضية العربية والقومية..وهلم جرا


وإذ لم نستيقظ من سباتنا حتى رأينا من كانوا في صفوفنا الأمامية قد صاروا لما صاروا إليه اليوم ، أي هم وتركتهم وقبيلتهم وبنو عمومتهم ومن ما زالوا يمثلون اليسار والاشتراكية والتقدمية إلى جنب إخوان المغرب بزعامة من تعرفونهم اليوم أكثر مني،وهم في نضالهم المستمر عبر الفيس بوك وفي المقاهي والصالونات والبروفيلات..كلهم أجمعين،ومنهم ومن معهم وقت دخولهم أبواب البورجوازية الصغيرة، ولاأقول ها هنا المتوسطة والكبيرة ،وحينها تذكرت مقولة للفيلسوف المغربي الكبير والأستاذ الجامعي مليم العروسي :


الفلسفة جاءت لطرح السؤال الوجودي ومعها الأسئلة البديهية ،وحينما تكلم مسترسلا عن الحداثة والحداثيين و ما يعرفه الخطاب الحداثي من تصدي من طرف جيوب المقاومة للحداثة ،وقد أجاب بأنه ليس الإخوان المغاربة وحدهم ، والذين أمسوا من النخبة البورجوازية المغربية بعدما استفاد زعيمهم العالمي من حصته من الكاتو،ومعه تقاعد حاتمي..هناك أيضا التقليدانيون أي المحافظون القدماء ،فهم أيضا لايريدون الحداثة بمفهومها الإنساني والحقوقي بل يكتفون بما يجعلهم هم ربان السفينة إلى يوم يبعثون،..!!


ولنا في زمن علال الفاسي وطبقة النبلاء على نمط التقسيم المجتمعي للفكر اليوناني..وكيف كان أبناء فاس العلمية،يذهبون في زمانناكنخبة متعلمة، بعيدا جدا في دراستهم..وكان أكثرهم يتممون تعليمهم الجامعي بنيل شواهد عليا من الجامعات الفرنسية في ذلك الزمان، وجلها في تخصص القناطر والإسمنت،و سرعان ما تراهم وزراء، وفي أعلى المناصب.. وذاك تقليد سارت عليه الركبان حتى تقريبا سنة 2000..!!

وصدق من قال المؤرخ يتبع البدايات والروائي يتبع النهائيات..!!


 ولا بد أنك أختاه..!! كشاعرة ملمة بالشعر الحديث وبالخصوص الشعر المنثور والنثر الشعري أقول ولا أقول أنا بل ينوب عني القول محمود درويش

حين يقول :


على هذه الأرض ما يستحق الحياة ..!!


وسأترك لك فرصةكي تتذكرين المقطع المنشود، إن أمكن أيتها الشاعرة الفوسفاطية والمناضلة التي تنوب عن كثير من النسوة بتواجدها في الساحتين الثقافية والجمعوية ،ووجه نسائي معروف على الصعيد الوطني والعربي ونحييك من هذا المنبر،لكن الحقيقة تبقى معلقة في الساحة الكبرى وأظنها ساحة المجاهدين هناك بالمدينة الفوسفاطية خريبكة ،والتي قد ألفنا لسنين أن نحتج ونصيح ونصرخ فيها، في تجمعات ومسيرات وخطابات وشعارات،فإذا نحن بأولئك الذين كانوا في صفوفنا الأولى يلبسون لباسهم التقليدي وينتسبون للتقليدانيين عينهم، على حد قولة الفيلسوف المغربي موليم العروسي صاحب القبلة الشهيرة مع زوجته والتي ما فعلها إلاكردة فعل عن من كانوا في الطائرة حينذاك، وقدموا التهنئة لمحمد مورسي بتوليه الرئاسة في مصر، وهم عائدون للمغرب.. وشاهدوا شريطا لسبيرمان للأطفال على شاشة التلفزة، وهو يقبل صديقته فأقاموا الدنيا ضجيجا في أعالي السماء.. وكأنهم بحق وحقيقة قد جاؤوا برسالة الطهرانية في القرن 21 لهذا الوطن العزيز ،وسينكشفون بعد حين في علاقات جنسية مشبوهة قرب الشاطئ وفي مدينة الأنوار بباريس قد تشيب لها الولدان، إذا ما نريد أن نعكسها على مرآة خطاباتهم الدينية في الحياء والقيم الإسلامية والطهرانية المزعومة في إطار النهج الشعباوي ودغدغة المشاعر لطبقات محدودة الثقافة والوعي والتعلم، وكله باسم المعتد الروحي "ديننا الحنيف الإسلام "و الذي هو ملك لنا جميعا.. ولا حق لأحد بأن يكون وصيا عليه بطريقة دوغمائية ما ..ووراءها فيما بعد الكسب المادي والرقي المجتمعين ..وكل ذلك كان بين قوسين..وبين مرحلتين : مرحلة أولى للأستاذ عبد الإله بن كيران وبعده الدكتور عز الدين العثماني ..وبعدما يكونوا قد استفادواكإخوان المغرب من كعكة الخريف العربي حين أزهر قبل الأوان ،واستفادوا من الديمقراطية والتي لا يعرفون فيها إلا صناديق الاقتراع، وذلك في غياب تام عن ما في عقدها المجتمعي من حقوق فردية وجماعية،جون جاك روسو (العقد الاجتماعي..) و الذي غاب كله عن قراراتهم في عشريتهم السوداء للأسف الشديد..!


نعم ؛ أعود إلى أول قولي كي أقول :


ما أثارني في توطئتك شاعرتنا الفوسفاطية هي كلمة(( السوليما بمدينتي الفوسفاطية خريبكة )) ونحن في صراع وتراشق إعلامي كثيف مع من هو في صف بقاء السوليما الإفريقية وأعراسها ومواسمها الممتدة عبر السنين بهذه المدينة العمالية التي تعرف كل شئ إلا تلك الأشياء الحقيقية التي تجعل منها مدينة متكاملة الأوصاف،أوكما قال لي أحد التلاميذ من مدرسة المشاغبين،مدينتكم خريبكة هي دبي المغرب ليس بعمرانها ولكن بملياراتها الشهرية..!! أو يتم ترحيل السوليما الإفريقية عن ديارنا الفوسفاطية ،وبذلك يتوقف قلب مدينة ينبض بدم السوليما الإفريقية لقرن من الزمان ..!!

واعجباه يا أماه ..!

ويا أبتاه، و الذي ودعناه فجأة بسبب مرض معمل الفوسفاط" السيليكوز ..! "

واعجباه من العجب لما يزور ديارنا..!!

وللوجع لما يتزامن مع الألم في نفس الآن وبنفس الأرض وفي نفس المكان..!

لكل ذلك ، فأنتم صرتم عبر موقع التواصل الاجتماعي، وأنتم تتراشقون من هو عدو السوليما الإفريقية بخريبكة ،وهي تلبس لباسها المحلية وبحياكة بيد خريبكية ..!؟!

وأنتم تتقاذفون بالون كبير وملون منفوخ بالريح و مكتوب على جلدته السوليما الإفريقية بمدينة الفوسفاط ولاشئ غيره خريبكة..وبكل بهرجتها.وأهازيجها..وكاميراتها المشتعلة لأربعة أيام..وتسويقها لصور ..وبممثليها وممثلاتها..وأفلامها العربية والعالمية والأفريقية..ولا فتاتها التي تكسو شوارعنا حتى يخبر الشاهد الغائب بأن مدينة الفوسفاط تحتضن السينما الإفريقية في دورتها 100 و 200 و 300..!؟


وتذكرت ها هنا؛ نور الدين الصايل وهو الراحل ولكن ظله ما زال بيننا..وأنا جالس في القاعة الفسيحة بالمركب الثقافي الذي تأسس فوق تربة مدينتنا في غفلة من عيون الزمان..وأنا أنصت للكلمات التي لا يفهمها إلا من صاحب وعاشر les bouquins. وروايات مولود فرعون Mouloud Feraoun والولد الفقير وElise ou la vrai vie وDriss Chraïbi La Civilisation, ma Mère وهلم جرا.. وهو يخطب فينا بلغة موليير التي لا تستقيم لضعفها كلغة متخلفة أكل عليها الدهر وشرب، وكأننا في ملتقى كان لسونيما وليس بمدينة جل ساكنتها مستواهم الدراسي على قد الحال ،ومن الصعب عليهم ترجمة كلمات فرنسية مركبة ولربما يصعب فك شفرتها حتى على الفرنكوفونيين الأفارقة أنفسهم،لكني به مقتنع إن لغته العربية لا تقوى على المنازلة في ملتقى إفريقي كهذا.. ونحن نعلم أن كل دولة هي من المستعمرات ابسابقة من طرف ماما فرنسا،وما زالت جلها حدائقها الخلفية.. ومنها يأتيها ويخرج فائض القيمة و الإنتاج القومي..(كار ماركس) وإلى اليوم ..وما خفي أعظم ..!؟


وقلت مع نفسي وأنا أتابع هذا الضجيج عن السوليما الإفريقية ،سواء بقي الموسم بشارع مولاي يوسف أم انتقل إلى شارع آخر بمدينة أخرى. ولم لا يكون عاصمة الجهة هناك ببني ملال ؟؟؟و

من أجل أن تكون بالفعل عاصمة الجهة وننقل لها كل شئ في النهار القهار، وعلى عينيك ابن عدي..!!وها هي صارت والحمد لله، تحتضن كل شئ سواء من بنك المغرب أوالمستشفى الجامعي أوالأكاديمية أوالجامعة أوالتعاضدية العامة والمندوبيات والمديريات وهلم جرا ونحن الحمد لله معروفون بالملتقى السوليما الإفريقية وكفانا فحرا يا سادة ..واليوم ما علينا إلا أن ندعوا لها بالمزيد من المشاريع التنموية الكبرى وما ينقصها من مركب رياضي ضخم لكرة القدم  ..!


-وها هنا تساءلت مع نفسي وبكل صدق ماذا يفيدنا نحن محج إفريقي موسمي للسوليما الإفريقية سوى التعريف بنا كمدينة عالمية لإنتاج الفوسفاط، وتعيش تحت رحمة العجاج والغبار والتلوث البيئي والإشعاع ،وقد مات آباؤنا بمرض المنجم.. ونحن نعتز ونفتخر في هذه المدينة الثرية  بسلطة السيد العقار المحترم وما يدور في فلكه ..!!


وتذكرت ما تذكرته سوى سوليما لوكس وميتيور وما كنا نسميه سينما لوسيبي  OCP قرب السير، ونحن ننتظر الأسبوع القادم ،بعدما شاهدنا على جداريات الإشهار لفلمين مهمين للمراهقين فقط و للعشق والحب والشجعن، كراطي وآخر هندي ..

كل شئ في نهارها الجديد قديم قد مات ودفن..

واغلقت دور السوليما من زمان

وتحول الإنسان لعالمه الجديد ، وهو يحمل كل شئ في يده ويختار.. ولا يحتاج أن يتعب نفسه ويتحرك قيد أنملة من مكانه..

وبعد تعب المورال  le Moral

انتهى كلامنا الطويل..

ونام شهريار وتوقفت شهرزاد عن سردها ..

وجفت أقلامنا يا أهل المكان ويا أصحاب السوليما..

والكتبي أغلق محله وانصرف لحال سبيله لأنه حان وقت القيلولة ..!!


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى