هم ليسوا حمقى.. ولا مجانين زمانهم..! عبد الرحيم هريوى خريبكة / المغرب

 




هم ليسوا حمقى.. ولا مجانين زمانهم..!

عبد الرحيم هريوى

                  خريبكة /  المغرب



◾كلمات قد نظنها ؛ تتساقط على كنة الرؤوس كمطر الرعد البارد صيفا..كلمات كلها مواجع ومآسي وتراجيديا بشرية قد نكتبها بحق على مضض، وبدون سابق إنذار..!!؟؟ عندما نسطر كلماتنا في كذا لحظات مؤثرة، كي ندون عبرها آلام وأوجاع ومكابدة أصناف من بني البشر..هم يعيشون بيننا ..!


◾ يقع ذلك ؛حينما نركز فيهم النظر لمرات عديدة، وتنطق معها لغة اللحظة ذاتها التي قد نتجنب توظيفها واستعمالها لحمولتها من وشائج وآلام وأحزان وما تعبر عنه ، وتصفه عن حياة الوحدة والتشرد والتيه..!!؟؟ إنها تصورات ولقطات و مشاهد تخطفها العيون المبصرة فجأة، وتبقى في الذاكرة.. وتعود من بعيد كي تتضامن مع كل تائه و  متشرد ومتسكع و بهالي زمانه..!


◾هم بيننا نائمون ..مستلقون بأشباح أجساد بشرية على أرصفتنا هنا وهناك.. هم يقطنون شوارعنا على الدوام..!!؟؟لا بيوت لهم ولا مأوى يلجأون إليه..لا يعرفهم منا أحد..هم الغرباء في كل شيء..هم الغرباء عن الغربة نفسها..يحملون معهم أثقال وتعب و غدر وصروف الدهر..ولمواجع شتى من  الأحزان..يكابدون ولا يشتكون لأحد..قد تظنهم حمقى  أو مجانين زمانهم..لكنهم ليسوا من تلك الفصيلة..هم أعقل من ما نتصور عنهم..هم قد اختاروا الهروب عن سربهم..فقدوا الثقة فيما بقي من سنين العمر..يئسوا من العيش.. واختاروا الوحدة و التسكع والتشرد والبوهيمية والتيه..!!؟؟ هاربون من القبح والظلم وجور الإنسان لأخيه الإنسان عن صراعات و مطاحنات كلها عن تراب فوق تراب الأرض، التي على وجهها نقضي أعمارنا طالت أم قصرت وبعدها نودع ..!  


◾وكل ما على دنيانا تراب، لأنه في الأخير يتحول إلى جوفها مهما طال المقام لما يبلى و يتقادم مع مرور الزمان . ولنا في طول الزمان الذي عاشه قوم نوح عليه السلام لأكبر دليل على المصير المحتوم الذي ينتظر كل مخلوق بشري..!!؟؟ إذن ؛ نحن فوقها كلنا مسافرون..راحلون..لا مساكن دائمة لنا بل مساكننا ها هناك.. هي قبورنا التي تنتظرنا تحت الثرى ..!  

 

◾تراهم نائمون على الدوام ..!

هم في انتظار الموت..!

هم موتى زمانهم..!

فقدوا الهوية  و  النسب..!

فقدوا ما يربطهم بالحياة و بالأرض..!

هم في انتظار موت قادم..!  

 في أي لحظة قد يزورهم.. وقد لا يزورهم..!

هم   نائمون..!

هم  شاردون..!

هم حزانى..!

يمر  الراجلون بالقرب منهم..لا يصحون ولا يهتمون..!

نائمون ولا  يبالون..!

أذرعهم و الأرض و سائد لهم..!  

أفرشتهم هوان فوق هوان..!

هم موتى.. !

أجساد  تغطيها  أسمال   بالية ..!

وجوه تتألم،سوَّدَها تعبُ السنين..!

وشعر الرأس طويل .. أشعت ..أغبر..!


◾هم في انتظار الموت القادم..الذي يحملهم لعالم الرحمة والعدل..وما كلماتنا إلا كي نلتفت إليهم.. ونترحم   عليهم..!

إنهم لا يتسولون..!!

و لا يحملقون..!!

ولا يهتمون ..!!

ولا يركزون النظر في أي بشر كان..!!

يعيشون في عالم طقوس خاصة لا يشاركون فيها أحدا وهي تربطهم بعالمهم الفريد من نوعه الذي اختاروه لأنفسهم  لأسباب نجهلها أجمعين..!!؟؟

إذن؛ هم ليسوا حمقى ولا مجانين زماننا..!!؟؟


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى