الحاج محراش وحمامه المشاكس..!
قصة قصيرة
بقلم عبد الرحيم هريوى
كان للحاج محراش سرب من الحمام يرعاه، يطعمه ويسقيه وينظف له القلل التي ٱتخذ منها أعشاشا له يبيت فيها، لكن الحمام و لشئ في نفسه، وٱنتقاما من صاحبه، ومن المكان الذي يأويه،كان يغتنم أي فرصة ليحط عند جاره محمود ويبيض هناك، وتعجب الحاج محراش لفعله الغريب..!
-ولم يجد لمشكلته جوابا..!
-وتساءل عن عدم وجود أية بيضة في أعشاشه..!
-وتناقل الجيران ذاك الخبر، وصار الحاج أضحوكة في الحي،وعند جل مربي الحمام، وأصبح نكتة يتداولها أهل المدينة عن عمي الحاج محراش، مما زاد في خنقه، وهو يفكر في طريقة يعيد فيها الاعتبار لنفسه ومكانته وهو المشهور بتربية الحمام على أصنافه وأشكاله بالمدينة،وظل له ٱسمه بسوق الفراخ والطيور بسوق الأحد بمدينة خريبكة،حتى أنه بدأ يشعر أنه كلما مر على جماعة من رواد السوق وهو ذاهب للرحبة لشراء ما يحتاجه ركزوا النظر في وجهه..!
- قهقهوا بسخرية معلنة في غيبته..!
-ضحكوا..وتداولوا تلك القصة الغريبة..!
- تناجوا بالإثم عن صاحبهم الحاج محراش..!
- ولما يقترب منهم يصمتون صمت القبور ..!
عاد نهار الأحد غاضبا لبيته، وقد اتخذ قراره الأخير و الغير منتظر في حق أسراب الحمام،وٱنتظر سقوط الظلام، ثم صعد كعادته للسطح حيث صفت أعشاش الحمام في خابيات من طين، وأمسك به فرادى ثم وضعه في خنشة من القنب "الشمردل" ثم نزل مهرولا بعدها ، وٱبنه الصغير" تيسير" يتبعه، وهو يترجاه ويتوسل إليه على أن يحرر حمامه الذي ظل يجوب فضاء البيت، ويملأ بهديله المعهود أرجاء البيت..وألفوا تواجده بينهم مؤنسا..لكنه لم يعره أي ٱهتمام، ودخل للمطبخ..حمل سكينه الحاد الذي تعود على إخراجه مرة في كل سنة خلال ذبحه لأضحية العيد ثم كانت وجهته الأخيرة أمام باحة واسعة أمام الباب ، حتى يشهد كل من رأى أو كل من حضر ذاك الخبر الحزين، ولكي يعرف العالم وكل من يهتم بتربية الحمام بالمدينة، بأن الحاج محراش قد ٱنتقم لنفسه اليوم من هذا الحمام المشاكس، والذي عصى أمره ، ولم يستفد منه إلا بما يتركه له من أوساخ وفضائل.. " بزق وريش" ..!
وكان كلما أخرج حمامة وهو يهم بذبحها بكل عصبية وبسرعة.. وهو يصرخ ويصيح وسط حشر من أطفال الجيران الذين تجمهروا حوله، وصار كالمجنون الذي فقد وعيه، وهو يكلم حمامه بصوته العالي :
- ( إيه يا حمام..! لبزق على باحاج والبيض عند الجيران ..!)
تعليقات
إرسال تعليق