كل الاحتمالات واردة وانا اترصد خطوها المحفوف بهالات القلق :
ربما امتطت سيارتها الرشيقة وشقت سبيلها نحو المجهول دون تنظر في المرآة الى الخلف ،حتى لا يصعد لها وجهي من سحابة الذكريات فتعود صاغرة منهزمة أمام اصراري.
أو ركبت اول باخرة في اتجاه مرافىء اليقين ،بعد ان أنهكت روحها هواجس الشك و التردد في البوح
اوربما صادفت في القطار شاعرا وسيما يتقن فن الكلام، فعزمها على قصيدة فاخرة وقنينة كونياك في جزر المالديف، فنسيت هاتفها مفتوحا وتركت قوافي الغزل تعبر صحاري السراب .
او سافرت لزيارة طبيب الإدمان كي تتعافى من عشقها المزمن فنصحها بالتداوي بالنعاس والنسيان.
اوربما فكرت في الرحيل عن مدينتي..مدينة الموتى التي استوطنها الاغراب، فضاقت بها دروب الحب..ثم سعت في أرض الله الواسعة باحثة عن الحرية والخلاص !!
فكل الاحتمالات واردة الحدوث، الا ان تتنكر لصوت قلبها الاحمر الشفيف وترحل دون وداعي في النزع الاخير من الجوى..!! .
قد تكون قد تركت لي رسالة اعتذار ،ضمنتها الكثير من الاسى والحنين ، او تفاحة طازجة على منضة الشوق، او أوقبلة ندية على منديل ورق..
اوربما وضعت في علبة رسائلي ظرفا يحوي بعض التفاصيل..صور عناقنا على ضفاف الرغبة،خيالها الخرافي الممتد على اطراف الغروب، شموع اصابعها التي تشبه فوانيس اعياد الميلاد، مفتاح قلبها الأرجواني الذي لا يصدأ.. !
.. هي تعرف أني اعشق التفاصيل الدقيقة التي تجعلني كائنا خرافيا يطير في عراء المدى ،، حديثها الدافىء في الليالي الباردة، خمرة عطرها الباريسي الذي ينعش الروح، يوخز خاصرة الصبابة، صمتها المدجج بصهيل الرهبة ،نبيذ شفتيها المسكر حدالثمالة ،مجرات عينيها والسحر ،جلستنا في الشرفة والقمر .
وتعرف ايضا أنني رجل استثنائي لا اشبه احدا في شيء ، اتقن فن قولبة الأشياء حتى امسك بها متلبسة ثم الوذ بذاتي المتشظية لاحضنها خوفا عليها من التيه والضياع،
اختصر جليد المسافات بصمت عاصف لاعانق الشجن في حدقتيها المنفرجتين على الدهشة والغرابة وامضي مسيحا ينثر الحب والسكينة والسلام..
احب الموسيقى والبحر ورائحة البن التي تشبهها.. فهي تغير مزاجي الى حد كبير .
اقرأ لها إصحاح عشقي المجنون فتستفيق أزهار اللوتس البري من رماد الذاكرة لتعبىء رأتي بأريج الوجد والصبابة
نعم هي تعرف عني كل شيء ..لكنها لا تعرف اني أكره مكر الصدف و الاحتمالات !!
احتمالات شعرية ..!
قد تكون نجمة سقطت
او غيمة شاردة..
أو رصاصة اخترقت جدار
الصمت اللجوج
فاردت الحقيقة قتيلة.!!
او تكون تقمصت الأشجار
فانتحرت في عنان السماء
وتشظت روحها صريعة..
بين قرنفلة او شتيلة !
أوتكون عقدت قرانها
على البحر
فانجبت من جرح القوارب
موتى وغرباء
أنجبت نعوشا من رحم الفجيعة
ومن رجفة السديم
اينعت في زوبعة الشجون
جراح ثكيلة!!
قد تكون كرهت صوت الطبول ..
غثاء الملاحم،،لعلعة الصراخ
في حناجر الأطفال
كرهت عواء القطيع
تحت أقدام الغزاة
اعتقال التنهدات
في الصدور العليلة !
وتكون فرت من قراصنة العقيدة
و من شظايا الأحلام في
مجرات الذكريات
فاختصرت موتها الساطع
في انفجار قصيدة اوقذيفة
واختصرت صرختها المسورة بالانين
في هديل يمامة بليلة !!
قدتكون هاجرت إلى ارض البدايات
كي ترتب الصباحات الخافقة
بالأعلام والزغاريد
أوسافرت إلى ارخبيلات الحزن التليد
كي تفك قيدالاحرارالمصلوبين
في محاريب النشيد ..
الاحرار الذين مازالوا
على العهد المنذور
يتهجون تراثيل القهر
في قلق السؤال
وفي اصحاحات العشق الطيني
يقبضون على الجمر
في تراجيديا الليل
اولئك الذين:
آمنوا برحابة السواحل
بأغاني البحارة، ومواويل المغتربين
فزينواالسماء بالنوارس والنجوم
ضدافي عبورالصواريخ
وطرزواالمساء
بالتواشيح الجميلة!!
قد تكون اعفت نفسها من جدلية السؤال
عن أنسجة التاريخ وهوية المجال
اوشقت لها وسط هذا النفي جسرا
صوب مشهد الاحتفال
فمشت تجتر كينونتها
في أنطولوجيا النسيان
وفي معارج الشرق
وبين قلاع آلهة
الاوطان البديلة !!
تعوي الريح في ثقوب أضرحة الصمت
موقظة في تخشبنا صرير الوجع
فنستفيق من خيبتنا
كأشباح بلا ملامح
متكلسين كحجر الصلت
نفتقد لناسوت الذاث والحياة
لاكتمال النطفة الراجفة
هي الاحقاب طوقت اعناقنا برماد العدم
بأثقال الموروث والحنين
استنعمت هاماتنا في عطن الدمت
استحلنااسياخا لوباءالعصرواجستحلنا رمادا
في الذاكرةالقتيلة ..!
للشاعر عبد العزيز برعود
تعليقات
إرسال تعليق