العرب لا يستحقون لغتهم.. المستشرق الفرنسي لويس/ ماسينيون ع.الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب
ع.الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
دمتم السعداء يا عرب..ويا من له غيرة على لسان القرآن الكريم ..
دمتم في بستان لغتكم العربية برحيق حبر ينشد للحياة ورونقها ،وبروح الكلمة العذبة ، ومتعة الخيال والخلق والإبداع على غير العادة والمألوف من نصوص كثيرة في عالم التفاعل الإنساني عبر السوشيال ميديا،في عالم التناص..
دمتم في مطبخ لغتكم تهيئون كل الأشكال والأصناف والأنواع من الأطباق الأدبية والفنية الراقية و الشهية والسهلة في الهضم ،وبتوابل مختارة من عالم اللغة ودلالاتها العميقة ،والتي نستثمر فيها كي تحيا وتعيش بحيوات جديدة بيننا ..وكما قال جبران خليل جبران الشعراء والشواعر هم الذين يحيون اللغة ويجددونها عبر إبداعاتهم الأدبية والفنية لنصوص مثيرة ومدهشة على حد قولة بودلير..
كل مسافة نقطعها عبر الزمان نعيش فيها بأرواح شاعرية لا نكتب إلا للحياة وللإنسان وللجمال كل الشكر والتقدير لمن بثقافته الأدبية يساهم في الاستثمار الرمزي للغتنا العربية الرشيقة والجميلة المتماهية مع كل زمان ،لكن معلم أجيالنا في ستينيات القرن الماضي سلامة موسى الذي كان يبسط الأفكار ويشرحها ،له قولة جد مفيدة عن اللغة(اللغة حينما لا تتداول تموت..!!!!!!!) وما المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون ما تكلم من فراغ حينما قال:
العرب لا يستحقون لغتهم.. بما تزخر به من كنوز
- بادىء ذي بدء أرفع لك القبعة على صمودك في الميدان التنويري ، كما أحييك تحية الأبطال الحكماء والغيورين على الهوية العربية ولو أن جدورنا طبقا للدراسات والبحوث العلمية تثبت على أننا أمازيغ بنسبة 98٪ ومع ذلك حافظ سكان المغرب على قيمة اللغة العربية واهتموا بها اهتماما كبيرا مما أهلت رجال المغرب الخوض في الكتابة بالعربية الفصحى وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وما سنه الرسول صلى الله عليه وسلم ( القرآن الكريم والأحاديث النبوية) ،حيث تبحر المغاربة في فلكها وألفوا كتبا متنوعة في كل المجالات سواء الفقهية أو الأدبية أو العلمية أو الفنية والتاريخ هو الشاهد الأكبر على ذلك.. وهذا راجع إلى اعتناق أبناء المغرب للدين الإسلامي مما جعلهم يتعلمون العربية ليتبحروا فيها وفي علومها ويبدعون في مسالكها ، ويحافظون على قيمتها المتميزة ،فالقرآن أقوى مرجع لساني للعربية لكونه جمع كل المعارف الكبرى سواء النحوية أو الصرفية أو البلاغية أو الإبداعية الأدبية المتكاملة ، فبرغم أنه رسالة دينية إلا أنه مركب بكل ما هو مفتاح للبشرية ، وهذه الميزة لا تمتاز بها اللغات الأخرى ، والغرب يعرفون كل هذا مما جعلهم يحاربون اللغة العربية بشتى الوسائل ليقللوا من شأنها ومن قيمتها العلمية أو الأدبية أو الإقتصادية أو المعرفية أو الخلفية أو التربوية ، فاللغة العربية موسوعة متكاملة تأسست بين القبائل العربية لتصحيح المسار اللغوي ولتوحد كل الألسن ولترقى إلى ما هو أسمى ،و بمجيء القرآن توسعت حكمتها ودلالاتها ومعانيها لتوحد بين كل القبائل المعتنقة للإسلام بلسان عربي مبين..لكن السؤال المطروح هل حافظت الأنظمة المتحكمة في البلدان العربية على قيمتها التي يشهد بها القرآن ؟ هذا موضوع يتطلب الوقوف على مضامينه وعلى أسراره لتفكيك الغموض الذي يلف الوطن العربي و الأمازيغي الذي انخرط في تقدير العربية أكثر من العرب الأصليين أنفسهم .
التعليق على التدوينة
ع.الرحيم هريوى
سلام من القلب..
وأنا منهمك في قراءة تدوينتك كأي قارئ لا يمر كعابر على كلمات، ما كتبت من فراغ،بل تحمل بصمة وشخصية صاحبها ،وذاك بيت القصيد..
سيدي علال لقد صنع منك الكتاب قلما يحاجج ويناقش ويعبر ،وله من الثقافة ما يؤهله للقيام بالمهمة على أحسن وجه..إن للكتابة ثمن وأسعار ولا يمتلكها إلا أصحاب الرأسمال الكبير من اللغة ،وصدق من قال لا يكون الشاعر شاعرا في غياب ثقافة اللغة ،ولعل بعض الأقلام ما كان لها أن تكون لها قوة الردع في غيابها..وما شرحته ودونته من عبارات يعطي قيمة مضافة للمنشور،و ذلك بعزيز على شاعر وكاتب وقارئ كبير..ألف سلام وتحية لقلم يشاركنا محنة وآلام الكتابة
تعليقات
إرسال تعليق