"حروف نافرة" حبيبي علال/ بجعد/المغرب.
"حروف نافرة" حبيبي علال/بجعد/المغرب
***
عَصِيُُ هذا الحرفُ على الدوام
يغورُ
ولا يفورُ
ولا يطفو إلَّا مُتَهالِكَ النَّبْضِ
فلا دَفْقَ ولا اٌنْسِياب
كأنهُ يبحثُ عن لَهَفٍ
أو عن زِناد
عن غَوْثٍ
أو عن أنايَ التي تاهت في اٌرْتِداد
وكأنني أهفو من قاعٍ
فلا أطفو
من تِقْلِ ما هنا
من الرَّجْفِ ؟
اُكتُب قلمي
إن حروفي لم تَقْوَ على وَصْفِ دمي
وأن الكلماتِ
عُنْوَةً مِنْ على فَمي شُلَّتْ
سَكَنَت
ولم تَنْجَرِفْ
وأنَّ النفْسَ مُلْهَمَةُّ
لكنها من جَفْوَةِ حرفي
لم تعترِفْ
وأن ظَرْفَ التَّجَمُّدِ
وصقيعَ الحِسِّ
تَكَدَّسَ فتَقَلَّصَ
لم يعطِفْ ولم يَنْعَطِفْ
انهَرِقْ مِدادي
وانحَرِقْ عِنادي
لاتُعانِقْ ولاتفارِقْ
اكتُبني ندًى عالِقاً
تَخَشَّبَ في مسافة البَيْن
تَسَلَّلْ أيُّها العالِقُ رُضاباً بارداً
على الدخيلة نازفاً ونَزاقاً
اِنْحَرِفْ نَجِياً واٌنْحَدِفْ
اكتبني زرقةً على الدِّهانٍ
في زيجَةٍ
خلسةً بِهَمٍّ لم تَكْتَنِفْْ
اكتبني رحيقَ صَمْتٍ
وفلاةَ طَمْثٍ
أوعروقا تَأَكْسَدَتْ مِنْ فَرْطٍ
فحروفي تمَرَّدَتْ
وتصَحَّرَ المَدى
فتَمَدَّدَ
سراباً على وِهادٍ صَلْتٍ
فلم يَرَ دِفْءاً لِرُوحِ
ولا تَوْقاً لبَوْحٍ
ولا صبيباً لرَوْحٍ
ولا عَطْفاً
لِشِدَّةِ عَصْفٍ
اُكتُبْ
إن بالداخل شيئا بارداً ينزف
وإن شُروخاً على اليسارِ
بَسَطَتْ سَطْوَتَها وطيساً/ حَمَأً
تَلَظَّى ولم يَجِفْ
اُكتبني غاباً ماردا وغَبَشاً موحِشاً
و أحلاما خلف أحلامٍ تَرْتَدِف
و سِهاما للتَّحنانِ
ضَلَّتْ طريقَها
ولِوَهْمٍ وسَرابٍ تَلْتَحِف
اُكتُبْ
هذا عَماءُُ
لا أُحِبُّ الآفِلين.
تعليقات
إرسال تعليق