لما قال المفكر المغربي في الدراسات المستقبلية في الثمانينيات " المهدي المنجرة " في إحدى محاضراته الشيقة ، نحن ما زلنا تابعين لفرنسا في كل شيء.. عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب
عبد الرحيم هريوى
خريبكة - المغرب
متى كان لفرنسا أصدقاء في إفريقيا موطن الجهل والتخلف والجوع والفقر والحروب الإثنية والنعرات والهجرة السرية وهجرة الأدمغة والاستنزاف "بالعلالي لخيرات الشعوب المنهوكة" والتبعية للإيليزي..! بل هم عيونها وخدامها عبر قرن من الزمان ،ولها في سخاء النظام العسكري الجزائري وحقيبته الوطنية سونطراك كي تبقى تلعب لعبة الغميضة مع الرباط والمرادية.. وليس ذلك بغريب عن ماما فرنسا التي تصاحب الشيطان حينما تمس مصالحها بإفريقيا ومستعمراتها القديمة، و التي منها تتقوى وتحصل على فائض القيمة والإنتاج من الذهب والألماس وباقي المعادن الأخرى، ومعها الامتيازات لشركاتها المعروفة في جميع التخصصات..!
لكن لا حال يبقى على حاله، لقد دقت ساعتها بإفريقيا التي أمست في القرن 21 السوق الكبرى للشركات العالمية، ودخلت العيون الأخرى كي تراقب الوضع في جنوب وغرب الصحراء بالقارة الإفريقية،ومنها من احتلت لها مواقع كانت تتسيدها ماما فرنسا لدهر طويل من الزمن..!
ولم يبق لفرنسا والفرنكوفونية فيها نصيب مستقبلا،وذلك مع التحولات الكبرى التي بدأت بوادرها تلوح من بعيد عبر أكثر من محطة وموقع جغرافي بالكرة الأرضية،وبتحالفات جديدة تجعل أفول الغرب قريب أو على وشك، كما سبق وأن سطر ذلك الكاتب والسياسي حسن اوريد في كتاب له نفس العنوان"أفول الغرب" ..!
وقد شاركنا الاخ الكاتب والناقد المغربي الأستاذ علال أب أشرف الجعدوني عبر تدوينة عميقة في الفكر والمعنى حول الموضوع بالموقع الاجتماعي بالفيس بوك ،كتب فيها ما يلي :
-ومتى كنا سمنا وعسلا مع فرنسا ..!؟!
-ومتى كانت فرنسا تريد أن تتعاون معنا من أجل مصالحنا القومية قبل مصالحها..!
-ومتى كانت فرنسا تنظر إلينا بعيون الصديق الوفي والتقليدي كما يتم تداوله عبر إعلامهم الكولونيالي لدر الرماد في العيون.. ؟!
بل تاريخنا أسود معها على ٱمتداد العصر الحديث والمعاصر،أي منذ عهد الحماية إلى اليوم،وذلك لأنها قد خرجت من الباب وعادت لتدخل من النافذة، وتراها قد هيات من يقوم مقامها أو ينوب عنها من النخب الثقافية والاقتصادية..وخاصة ما أمسى يتداول بالضحك والفكاهة والهزل السياسي عند المغاربة بأبناء الشعب "بوليدات فرنسا"وهم من تخرجوا من مدارس القناطر ،وظلت عيونها التي لا تنام،وتحرس أشد الحرس على خيراتها بوطننا العزيز لمدة قرن من الزمان،والدليل أنه في زماننا لا توجد شركات تنافسها بل كل ما يتم ترويجه من منتوجات من صناعة فرنسية ،سواء صنع بالمغرب أم تم استيراده من فرنسا ..!
ولكن السؤال المركزي هو، متى سيكون انعتاقنا التاريخي والسيادي بالكامل من ماما فرنسا ..!؟!
حينما نغير اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى في مقرراتنا ومناهجنا المدرسية ،فها هنا بدأنا نفكر بالفعل سياسيا في التخلص من عدونا الحقيقي الذي له مخابراته، وهو الذي يراقب كل صغيرة وكبيرة عن ما يجري في المملكة الشريفة كي تبقى حديقته الخلفية في إفريقيا إلى يوم يبعثون..وذاك والله ما لا نتمناه لل لوطنا العزيز ولا لأجيالنا القادمة..!؟
- فهل حرب أوكرانيا والصراع الغربي الروسي ،وكورونا وغيرها، من المصائب التي حلت بكوكبنا في القرن 21, ومعها التحولات الجيوسياسية والجيو اقتصادية ستحررنا من سجن الإليزي إلى الأبد ،ونصير كما قالت ميركل ((تركيا الجديدة التي لا تريدها بشمال إفريقيا ..!؟؟)
- أم كما سبق أن قال المفكر المغربي الكبير "المهدي المنجرة "رحمة الله عليه :
نحن ما زلنا تابعين لفرنسا في كل شيء،وضرب على الميكرفون الذي يتكلم فيه وقال لو أردنا هذا لطلبناه من فرنسا ..!؟!
تعليقات
إرسال تعليق