اعذريني يا سيدتي..! وبلغة الانكسار تصدح شعر قصيدتها النثرية نعيمة المعاوية - عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب
اعذريني يا سيدتي..!
نحن لا نقرأ الشعر قراءة سريعة ونمر عليه هكذا بدون أن نعيره أي اهتمام ،إن كان النص يثير الدهشة على حد قول بودلير بل نحن ننصت لكلامه الخارق للفؤاد بعمق ،وذلك كي نفهم السمفونية الوجدانية لحروفه، ونحن نترصد بين عباراته كيف بشاعرتنا وهي تلملم كيانها تارة ،وتجاري الزمان والإنسان تارة أخرى..!
( اعذريني يا سيدتي..!)
إن جفت دموعي ..
وأوصد القلب من الجفاء..
ذبلت ورودي بخاصرة الطريق ..
ذاك قبل اللقاء ..
وقبل العناق ..
والقصيدة هذه؛ فيها من ماضي الزمان الذي يشد كيان الشاعرة كله لعلاقة إنسانية قوية لها تاريخها ووقعها وصورها في ألبوم قديم، وفي ذكرى المكان وما يشده النسيان ..
حينما تسائل الذات المجروحة في غياب الجواب المفقود :
كم يكفي من جرعات نسيان ..؟
لأنام وطيفك لا يعبر مساماتي ..
وضحكاتك لا تطرب معزوفاتي ..
كم يكفي أيتها العابرة بنبضي .؟
وكأني بالشاعرة نعيمة معاوية تجاري في مراحل قصيدتها العاطفية المستوحاة من واقع حياة اجتماعية وبلغة حميمية، صورا شعرية مخزونة في بنك ذاكرتها الفردية، وصارت تعيدها بصيغ لغوية جد حزينة، إن نحن لم نقل بدموع باكية، والتي تمثل لنا منها صورة الوحشة والفراق المستبد عن غير رضاها ولا بطواعية منها ..!
لذلك فهي لم تجد سوى أسلوب الاعتذارفي قاموسها الشعري ،كي تواسي به قصيدتها قبل سيدتها ،لأن الشاعر كما تقول الناقدة جليلة الخليع :" الشاعريظل دائما ذلك الطفل الصغير البريء ،الذي يرسم على أوراق روحه البيضاء، نسيجا من خياله..هي قوة الشعر التي تستنطق الخيال وتشد تأوهات الدهشة..!!والشاعرة تمتلك تفكيرا نقديا يعيش فيها،ينكتب بلغات شتى،لغات قوية هي لغات الذات العميقة-
و يبقى الشعر وحده من يستطيع أن يداوي الجراح التي يتسببها العقل *نوفاليس
ومضت بنا وهي ترسم أمام أعيننا لوحات زيتية، مشكلة من عواصف ووشائج وانكسارات عاطفية في محاولة جمعها، وسط زخات شوق حارقة بين ثنايا وشائج عابرة تصدعها بجفاء وهي تقول:
ها أنا ألملم انكساري ..
وأرقب غيماتي المتناثرة ..
زخات شوق حارقة ..
وأنين وآهات ..
كم يكفي من آه لأرتق جراحا
باتت تقتات من الوريد ..
ولم تتوقف في تقديم أعذارها..
والذاريات من حولها والتي هبت وصدتها عن اللقاء الحميمي بحبيبتها بل جعلت من المستحيل واقعا تعيشه، إذ جعلت مراكبها التائهة عن مكان تطمح إلى الوصول إليه، كي تعانق من تحبها..!
وقد فقدت بوصلة طريقها صوب الهدف المنشود..!
لكل ذلك ظلت تشكوها حالها ..!
تلتمس عطفها..!
تترجى منها الصفح الجميل..!
وهي التي جعلت من قصيدتها ملحمة عشق دفين..
وحب جميل..
ما زال يربطها بسيدتها الغالية حينما تقول :
كم يكفي من جرعات نسيان ..؟
لأنام وطيفك لا يعبر مساماتي .. !
وضحكاتك لا تطرب معزوفاتي ..!
كم يكفي أيتها العابرة بنبضي .؟
شدي على أنفاسي كي أتحسس وجودك .
فقد تاهت مراكبي ..
فقدت بوصلتي طريق الوصول إليك .
حبيبتي أنت ..
02/ " النص الشعري المقروء "
اعذريني يا سيدتي..!
***
إن جفت دموعي ....
وأوصد القلب من الجفاء...
ذبلت ورودي بخاصرة الطريق ..
قبل اللقاء ...قبل العناق ...
ها أنا ألملم انكساري ...
وأرقب غيماتي المتناثرة ...
زخات شوق حارقة ...
وأنين وآهات ..
كم يكفي من آه لأرتق جراحا
باتت تقتات من الوريد ...
كم يكفي من جرعات نسيان ...؟
لأنام وطيفك لا يعبر مساماتي ..
وضحكاتك لا تطرب معزوفاتي ..
كم يكفي أيتها العابرة بنبضي .؟
شدي على أنفاسي كي أتحسس وجودك ...
فقد تاهت مراكبي ...
فقدت بوصلتي طريق الوصول إليك .
حبيبتي أنت ....
ولا أحد من النساء يسكنني إلا أنت..
بقلم نعيمة معاوية
تعليقات
إرسال تعليق