قراءة نقدية للأستاذ الفلسطيني زياد جيوسي للنص "جدائل من روح"
قراءة نقدية للأستاذ الفلسطيني زياد جيوسي
للنص "جدائل من روح"
للشاعرة سعاد السبع
كلما اعطيت دون مقابل تلقيت أفضل مما تعطي.. فالإهتمام بحرفك و التحليق به عاليا من أجمل ما قد تتلقاه من هدايا ترمم الروح و تضفي على الشاعر البهجة و الثقة بالنفس و تشجعه على العطاء أكثر..
كل الإمتنان للأديب الأريب و الناقد المقتدر من فلسطين الأستاذ زياد جيوسي على قراءته المعبأة بعبق الياسمين لنصي الشعري المعنون ب : "جدائل من روح"
فضاءات جدائل من روح للشاعرة سعاد السبع
همسات: زياد جيوسي
من عنوان النص نجد أننا أمام جمالية مجدولة شِعرا، فشَعر المرأة الطويل يزداد جمالا بالجدائل، فكيف حين نشبه الجدائل بأنها من روح؟ هنا نقف بصمت أمام هذه اللوحة لتأمل جمالها وجمالية الوصف، فإن كانت جدائل المرأة من لون شَعرها فجدائل الروح نور من نور، وهذا النور يأتي للشاعرة "حين يحلك الليل" ففي ظل العتمة وسواد الليل تتألق الروح ويزداد الخشوع والشاعرة تهمس في ظل العتمة: "أغوص في أعماقي"، وحتى لا نسارع بالسؤال عن السبب تجيبنا مباشرة: "بحثا عن الأمان"، فالأمان لا يكون الا من خلال الروح فتهمس: "أسافر عبر الروح" بعد أن تستجير "بعبق الأنفاس" وهنا اركز على كلمة "عبق" فهي دلالة على الريح الطيبة وليس كلمة "رائحة" والتي تحتمل المعنى المعاكس.
هذا السفر يجعلها تسابق الحياة، وتمسح "درن الآهات"، ففي ظل متاعب الحياة والشعور بالألم نراها تهمس بوسيلة المقاومة: "أعتكف في محرابي"، ففي حالة الإعتكاف تحلق الروح وتصفو وعندها ترتق السحاب وتخيط رقع الزمان، وحين الوصول لهذه الحالة من التبتل تصل لمرحلة التحليق التي تجعلها تقول: "أضفر جدائل الشوق" وهذا يعيدنا لعنوان النص "جدائل من روح"، فحين تصل الشاعرة الألقة سعاد السبع إلى هذه المرحلة من التحليق الروحي والصفاء تصل لمرحلة الأمل والهدوء النفسي فتهمس لنا بما وصلت إليه: "أنتزع اللظى، ليخفق بين الضلوع، فيض أمل".
هذا الأمل الذي كانت تنشده الشاعرة في ثلاثة مراحل من نصها، ففي البداية تصف حالتها التي تمر بها من تعب وألم، وفي الثانية الوسيلة للمقاومة، وفي الثالثة مرحلة سلام الروح وراحتها، فهي بعد ان تحلق روحها وهي في عتمة الليل ويغالبها السهاد والنعاس وتصل للراحة النفسية بالتحليق الروحي تهمس لنا بما وصلت إليه: "أطفئ شمعة الخذلان، وأشعل فانوس الجمال" فالشمعة ضعيفة أمام الفانوس، فتغمض عيناها وتنام وتهيم في الأحلام "ترقبا لكل الأماني، وروعة الغد الآتي..".
شكرا لك شاعرتنا سعاد على هذه الفضاءات التي تركت لروحي المجال للتحليق بها، فليس أجمل من اشعال فانوس الجمال في أرواحنا والحلم بـ"روعة الغد الآتي".
جدائل من روح
حين يحلك الليل
و يشتد سواده
أغوص في أعماقي
بحثا عن الأمان
أستجير بعبق الأنفاس
اسافر عبر الروح
أسابق الحياة
أمسح درن الآهات
أعتكف بمحرابي
أرتق السحاب
أخيط رقع الزمن
اضفر جدائل الشوق
أنتزع اللظى
ليخفق بين الضلوع
فيض أمل...
يهز كل الصخور
يفجر عيون السلام
يحيي بيداء غصتي..
و حين يغالبني السهاد
أطفئ شمعة الخذلان
و أشعل فانوس الجمال
أهيم في الأحلام
ترتجف جنباتي...
ترقبا لكل الأماني
و روعة الغد الآتي..
سعاد السبع
تعليقات
إرسال تعليق