في زيارتي اليوم ؛ لعيادة الشعب بحي المقاومة بالمدينة الفوسفاطية خريبكة..عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب

 في زيارتي اليوم ؛ لعيادة الشعب بحي المقاومة بالمدينة الفوسفاطية خريبكة..!!

عبد الرحيم هريوى 


خريبكة - المغرب


الكتاب؛ مولعون بأشياء كثيرة قد تختلف من كاتب إلى آخر،لكن من هؤلاء من يشبه بعض الأطفال في نبوغهم وذكائهم ودقة ملاحظاتهم،أي حينما يكونون في صحبة أحد أقاربهم لمكان يجهلونه بالطبع،أو لناس غرباء عنهم لم يسبق لهم أن ٱلتقوا بهم..!!


 وها هنا؛ سيفتحون زر ذاكرتهم كي يجمعوا لهم كل صغيرة وكبيرة، ولو حتى حين، ولما يأتي الوقت في إعادة سردكل ما رأوه وشاهدوه، سيعيدونه بصياغة ما بأسلوبهم الطفولي،وبكل صدق سواء لأمهم أو أبيهم أو أحد أفراد أسرهم، حينما يسألونهم مثلا :

- أين كنتم هذا المساء..!؟

- وإلى أين ذهبتم ؛ مع فلان أو فلانة..!؟!

- ومن رأيتم في ذاك المكان وشاهدتم ..!؟؟ 


-ولنا من ما تقدم؛من هذه الصورة لما سنحكيه اليوم آنفا،عن زيارتي اليوم بشكل اضطراري لطبيب الشعب،وهو المتواجد بقربنا والبعيد عنا، على حد قولة الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو..!


فكم مرة مررت من ذاك المكان عينه ، ولم أنتبه بأنه يتواجد طبيب فوق تلك الصيدلية - صيدلية الفوسفاط - التي يا ما دخلتها كي أشتري دواء،وخاصة في فترات الحراسة،واليوم أجد نفسي في زيارة من نوع آخر لهذه العيادة المجهولة المكان والعنوان لدي،بسبب تسمم غذائي حاد و جد خطير، يكون ناتجا، إما عن عصير لافوكا و حلوى لاكريم تناولتها بمقشدة معروفة بمدينتي المنجمية خريبكة،أو ما يباع من قطع ملتصقة بمادة نجهلها، لمستطيلات من زريعة الكتان والكاكاو،لدى بعض الباعة المتجولين على المقاهي ،لكن يبقى المصدر مجهولا بالطبع في غياب الدليل المادي مما يفقد للمستهلك حمايته القانونية في مثل هذه الحالات، ومما يجعلنا نجوع ونتحمل جوعنا صبرا،حتى نعود لبيوتنا "ونصلق" لنا بيضة ومعها كأس شاي وننام في أمن سلام ،ولا نعرض أنفسنا للهلاك المحتمل، والذي نبحث عنه بأنفسنا وأموالنا طبعا،عند أولئك الذين لايعيرون لصحتنا أدنى ٱهتمام، لما يكون المكان مرتع سراق الزيت وباقي الحشرات والتعفنات، وفي غياب المراقبة المستمرة للمحلات من طرف من يؤمنون أمننا الصحي بالطبع ،وفي الواجهة ترى من الجمال والديكور ما يثير فضولك الشخصي كي تأكل وأنت في طمأنينة وأمان..لكن لربما ما خفي أعظم ..!!

- وحين تتساءل كزبون ، وأنت ملك نفسك :

  • - فكيف يهيئون هؤلاء لنا، تلك المأكولات والحلويات..!؟؟

  • - وكيف هي أواني هؤلاء، التي يتم ٱستعمالها..!؟!

  • - وكيف ينظفونها..!؟!

  • - وبماذا ينظفونها..!؟؟

  • - وأي مواد مضرة متواجدة بمحيط ما يهيئونه للزبائن..!؟!


أعود للعيادة العادية والبسيطة في مظاهرها الخارجية،والتي يتواجد فيها طبيب الشعب بالمدينة الفوسفاطية بخريبكة، الدكتور ناضي عبد المجيد بالعنوان المشار إليه في  بطاقة الزيارة carte-visite أعلاه..كما يتواجد فيها جميع الاهتمامات والعلاجات التي يشرف عليها ..!!

وفي حقيقة الأمر؛ قد تثيرني فضاءات خاصة، بحيث ألتقي فيها مع البسطاء والفقراء والناس العاديين،لأنه في أمثال تلك الأمكنة أشم رائحة ثقافة الشعب..!

هاهنا حيث أتواجد في ٱنتظار دوري كي ألج قاعة الفحص،أثارني مكان خاص بملفات المرضى، قد أقول بالمئات، ولربما بالآلاف ،لكن هناك مكان تم ملؤه عن آخره وتبدو فيه الملفات قديمة جدا،ومكان آخر يحوي الكثير منها،وهذا الدليل على كثرة الزبناء مناصفة، والذين يزورون العيادة منذ زمان،وكأنني بحي من أحياء القاهرة بحيث لا ترى من مجموعة الزائرين إلا البسطاء، وهم يكابدون في صمت، وما دَفَعَهُمْ للعلاج إلا آلام الأمراض المزمنة لعلهم يجدون العلاج لعلاتهم وأسقامهم،ما دام طبيب الشعب هذا قد حدد 100 درهم كحد أدنى لزيارته، مع قيامه بجميع الفحوصات الطبية المستعجلة و المطلوبة،وبكل تفاني وإخلاص،ولعل بعض الأخبار التي يتم تداولها حول مسيرته وعلاقاته ومدى ٱهتمامه بصحة زواره،وذلك لما يصفه من أدوية لهم ولهن، قد جعلته لديهم ولديهن  من خيرة الأطباء بالمدينة المنجمية وخاصة بالنسبة للنساء..!


وما اختيارنا اليوم اسم هذا الطبيب ،الذي أعطيناه لقب طبيب الشعب عبر مدونتنا- بين ثنايا السطور- قد يكون قد جاء بمحض الصدفة، لما ٱكتشفنا أن هناك بشارع المقاومة تتواجد" عيادة للشعب " ويزورها البسطاء من الناس والذين يواجهون مصاريف الحياة بما فيها تكلفة العلاج والدواء بصدور عارية ،كي نقدمه لقرائنا والساكنة الخريبكية جمعاء،ويكون من بين أحد أطرها الذين يقدمون عملا إنسانيا ما أو اجتماعيا أو تطوعيا ينالون عنه الأجر في الدنيا والآخرة بإخلاص وتفان ونكران للذات.. !!

 

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى