من مقهى بانوراما؛ بشارع 21 غشت نبدأ يومنا الجديد ،إنها من الأمكنة التي تلهمنا منذ زمان قديم..!! عبد الرحيم هريوى خريبكة- المغرب
عبد الرحيم هريوى
خريبكة- المغرب
-كان الروائي المصري نجيب محفوظ صاحب الثلاثية، وصاحب جائزة نوبل في الأدب العالمي، والتي تعتبر من الكلاسيكيات المؤسسة للفكر الأدبي العربي الحديث، ينطلق من حي العجوزة في الصباح الباكر ماشيا حتى يصل مقهى علي بابا حيث يشرب فيها قهوته، ويستجد فيها نشاطه في كل يوم ،ويلتقي مع المفكرين والأدباء والمثقفين قبل أن يتمم رحلة اليومية لوزارة الشؤون الإسلامية.
-كما كان لعباس محمود العقاد هواية تختلف عن باقي الرواد الأدباء والمفكرين في زمانه، إذ أنه كان مولعا بجمع أصناف كثيرة من أنواع الأحذية التي يعشقها ،أما الشاعر المغربي المعروف صلاح بوسريف، فمن عادته حينما يخرج للمقهى فهو يبحث عن مقهى معين يجهل فيها ٱسمه ولا يعرف فيها أي أحد ..!
أما صاحبنا الكاتب الفوسفاطي؛ فهو نفسه له عشق قديم ودفين مع مقهى بانوراما بشارع مولاي عبد الرحمان و21 غشت، المتواجدة بالقرب من المضاربية بالمدينة المنجمية خريبكة ،حيث يجلس لبعض الوقت، إما من أجل القراءة أو الكتابة أو هما معا،وهذا المكان يشعره بتواجده، أي في مكان يعشقه ويحبه،ويرتبط به بحميمية أدبية وفنية خاصة.
ها هنا تذكرت الشاعر والروائي الأرجنتيني الكبير روبيرتو آرلت الذي انتحر سنة 1942 لما قال:
من لم تلهمه الحارة التي عاش فيها لن يلهمه أي مكان آخر في العالم،ومن عاش أعمى في بوينس إيريس سيعيش أعمى في نيويورك وباريس ولندن..
ولعل هذا المكان يلهمني منذ زمن بعيد،حيث أجد نفسي وأستشعر حياة تجذبني كي أعيشها في كل يوم جديد كي تستمر الحياة برؤى تحمل معها رياح الغرب الباردة ،وتزهر معها ورودا من بساتين نرعاها كي يستمر ٱخضرارها رغم الجدب والجفاف والرياح العاتية التي تهب على مدينتنا الفوسفاطية خريبكة ..!!
تعليقات
إرسال تعليق