اليوم الوطني للوقاية من حوادث السير // السيارة السوريالية وجمعية الحفر ..!!/ قصة قصيرة - عبد الرحيم هريوى



/ في اليوم الوطني للوقاية من حوادث السير /
!! ..السيارة السوريالية  وجمعية الحفر 

//قصة قصيرة//

بقلم عبد الرحيم هريوى

خريبكة/المغرب


قد يكون عادة الأدب وفنونه في خدمة القضايا المجتمعية والسياسية والثقافية الراهنة من خلال نصوصه الروائية والقصصية والشعرية، وهو يعالجها بأسلوبه الخاص، والذي لا يخرج عادة عن السخرية بين ثنايا مضمون سطوره سواء من نقد أوسخرية فنية أوفي إطار مناوشات ثقافية..!؟!
بقلم الكاتب..

- النص القصصي القصيرة :

- في يوم الجمعة 18 فبراير2022،والذي تم تخصيصه وطنيا للتحسيس بمخاطرالطريق وما فتئت تحصده حوادث السير من أرواح بشرية بريئة بسبب غياب احترامنا لقانون السير..والتهورفي شوارعنا..ففي مدينتنا المنجمية الفوسفاطية خريبكة تفاجأت في نفس اليوم بشيء غير عادي يقع وسط شوارع وأزقة مدينتي،وتوقفت صدفة وبدون سابق إنذار أمام احتجاج جماهيري كبير.. لكل من يملك عربة جديدة كانت أم قديمة أم لها تاريخ تجاوز عمرها عمر جدتي أوعمر مدينتي عينها..
- حينذاك تساءلت :
-هل أنا بالفعل صاح أم في حلم خيالي..وأنا ما زلت أغط في نومي وأنا المستيقظ النائم ..!!؟؟
-أم هي سوى الهواجس والخيالات التي تترآى لكاتب مثلي تملكته لكثرةاهتمامه بشؤون مدينته"الماكانا..!!"والاسمنت والحجر والطوب والحفر والدواب..والكلاب الضالة التي أمست تهدد سلامتي،وذلك حينما تفاجئني رأسا برأس وأنا قاصدا بيت الله حين النداء للصلاةالعشاء..تقبل الله منا ومنكم الأعمال الصالحة..!! وحينذاك ألتفت في جنبي فلا أجد أي شئ أدافع به عن نفسي في حالة الغدر..إذ أتذكر وأنا أعيش ذاك الموقف الصعب و بكل توجساته،فكم من نفس بريئة ماتت بسبب عضة لكلب مسعور بهذا الوطن..وهاهنا لا بد من أبدأ في تلاوة الدعاء المشهور الذي علمنا إياه سيد الخلق الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام: "اللهم إني أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق" وقد تزداد نبضات قلبي حين يكون اللقاء مع فيلق كبير من الكلاب التي ترى في عينيها ما لا يحمد عقباه.. وهم في رفقة كلبة ولهم جولة خاصة في أزقتنا وشوارعنا هذا المساءبشكل مفاجئ..وكان على الأقل إخبارنا بهؤلاء الزوار الغرباء لمدينتنا حتى نأخذ جميع احتياطاتنا المادية والمعنوية..ونحذر أشد الحذر..ولا نخرج من بيوتنا للمسجد إلا وجيوبنا ملآى بأصناف من الحجر.. أو نتأبط عصا غليظة،كما نفعل نحن المغاربة حينما نحملها معنا دائما في سياراتنا..قد تؤنسنا في وقت من الأوقات..وتعتبر رفيقتنا كتعويض في غياب حمل السلاح كما هو معمول به في الدول الغربية وأمريكا بالخصوص،ولا نعلم هل ذلك حقيقة أم ما نراه ونتابعه لا يعدو أن يبقى رهين الأفلام والمسلسلات ..!!

-ولعل كاتبنا اليوم؛ تكون قد حملته أحلامه لقطيع من نوع خاص ،وهو يتيه بنا بين سطوره لأشياء تكون قد جرته إليها وهو مكره لا محالة..لذلك كان لابد من أن نشعره بأن يعود لصلب موضوعه الرئيسي ويتمم لنا قصته المعلومة : ((جمعية الحفر بمدينتي "..!!))


-آه ؛استسمح من كل قارئ وقارئة يعيش معنا أحداث هذا السرد الذي لا يعدو أن يكون من الواقع صوب الخيال في ارتباط وثيق بحياة المواطن والمواطنة اليومية بشتى الطرق والأساليب بمدينة الفوسفاط والعمال خريبكة..!!


وها أنا الآن أتواجد صباح يوم الجمعة بشارع المسيرة الخضراء بحي الفتح،وبالضبط في واجهة مقهى أصيلة..أتواجد حيث أنا في نقطة سوداء لكل سائق عربة صغيرةكانت أم متوسطة ولا حديث لي ها هنا عن "الكاروات والكرارس والكرويلات والشاحنات الضخمة.. فكلهم يطيقون ويتحملون بشكل طبيعي تحفر الطرقات،لأن لهم وسائل نقل جبلت على القفز واقتحام عمقها بسهولة،فلا حرج عندهم حتى ولو تحول الشارع كله لأرض من الحمري..!!


  وأنا في طريقي المعلومة..وبالشارع الطويل والرئيسي بالمدينة العالمية لإنتاج الفوسفاط.. وأنا أسوق سيارتي التي عمرت طويلا..وصارت تتحمل عالم الحفررغم أنفها..وذلك عبر شوارعنا الرئيسية،وعلى أساس بأن تلك السيارات في نظري اليوم وهي تحتفل باليوم الوطني للسلامة الطرقية أصيبت بمس من الجنون..اليوم السيارات على غير عادتها كعربات متحكم فيها من طرف بشر صنعوها كتعويض وبديل عن الدواب في ذاك الزمان ،كي يتنقل بشر اليوم بها بسرعة تساير زمانه..اليوم هذه السيارات كما أرى ثارت في وجه أصحابها..!!صارت تمشي كيفما شاءت..!!وكيفماأرادت بشارعنا الرئيسي..!! وكأنني أمام سيارات السيرك ..!!سيارات لا تحترم البثة ذلك القانون..!!هذه سيارات قادمة أمامي مرة تمشي عن اليمين ومرة على اليسار وأخرى تسير في الوسط،الفوضى الكبرى عمت شارع المسيرة ..الجماهير وقفت تتفرج ..وأنا في وقتها صعدت بسيارتي على الرصيف وصرت أتابع ما يقع في الخيال والأحلام وليس بشوارع مدينة ينظمهاقانون السير عبر طرقاتها..حيث رأيت بأنه وفي كل مرة تتوقف سيارة معينة فجأة أمامي و بدون وجود لا ضوء أحمر ولا علامة قف ولا هم يحزنون..وحينذاك وأنا في حلم أم خيال أم هو الواقع والله أعلم ..فها أنا بلحمي وشحمي وقد أوقفت سيارتي وخرجت منها ..وأنا أصيح بكل قوة في وجه أصحاب تلك العربات في مكبر صوتي ..كي أساهم بدوري في التوعية والتحسيس كفاعل مجتمعي ومدني ، وأنا أرتدي قميصا كتب عليه من أجل سلامتك حافظ على قانون السير في هذا اليوم الوطني ..

وصحت بكل جهدي :

- يا أيها الناس على الأقل احترموا هذا اليوم الوطني للوقاية من حوادث السير..!

- وعلى كل سائق منكم بأن يلزم يمينه .!؟!

- وعلى كل سائق أن يحترم روحه..!؟!

- فكيف بكم يا أيها الناس وكأنكم أشباه مراهقين..متهورين..حمقى..سكارى وأنتم تسوقون عرباتكم يمينا..شمالا..يسارا..وسطا..وتتوقفون فجأة كل مرة بدون  وجود لا ضوء أحمر ولا علامات قف بشوارعكم..مما يهدد سلامتكم وسلامة عرباتكم وباقي الخلق بهذا الشارع..!!





- وأنا في مهمتي النبيلة..نزل أحد السائقين  يصيح في وجهي محتجا ومتحديا ،وهو يشيرلي كي أنظر إلى الأرض كي ترى عيوني كثرة الحفر التي تؤثث شارعنا هذا..انظر يا صاح،فمنها الصغيرة والمتوسطة والكبيرةوالكبيرة جدا لأغنى مدينة في المغرب بتروثها الباطنية اسمها مدينة خريبكة،وحالة شوارعها يرثى لها في غياب أي تحمل للمسؤولية المدنية والإدارية والتشريعية والقانونية والاجتماعية والسياسية والجماعية والبرلمانية والأخلاقية والروحية والدينية والإنسانية..و..و..و..!!وكل حسب تخصصه كي يصلحون لنا شوارعنا ويزفتونها تزفيتا يليق بما يستخرجونه من بطونها من عملة صعبة..!!

-فقال لي أمام كل حفرة صغيرة أو متوسطة لنا علامة قف..

فهمت يا صاح أم أوضح لك أكثر..!!

- شوارعنا كلها علامات قف.. بزز عليك بغيتي ولا كرهتي..ولا رويدك بقاو في الحفرة..!!

- وأمام كل حفرة كبيرة كذلك ضوء أحمر كبير جدا يقول لك هاهنا رد بالك تقدر تهبط أنت وطنوبيلتك إلى ما درتيش سطوب وهربتي يمينا ولا يسارا..إيوا شغلك هذاك..تحمل مسؤوليتك..!!!!


- وأزيدك علما أن لدينا قانونا جديدا بأنه كل سائق عندما يمر فوقها بدون توقف ،حينها سيرتكب مخالفة يتوجب عليه دفع غرامة، لأنه لم يحترم قيمة الحفر في شوارعنا..لأن لها جمعية حقوقية ومدنية تدافع عن تواجدها ومصالحها إلى يوم يبعثون وصار لها مقرها الرئيسي بالمدينة المنجمية..!!


وهاهي اليوم وقد أمست تدافع عن تواجدها وحرية تنقلها في كل مكان بهذه المدينة..والغرامة تبعا لنوع المخالفة المرتكبة من طرق السائقين في حق الحفر،إذا هم لم يحترموا تواجدها ويغيرون الاتجاه من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين ومن الوسط إلى الأعلى والهبوط بأي مطار من مطارات المملكة شاء ما دامت سياراتنا نزلت من كوكب آخر لما تحتج قد تتحول لمركبة طائرة بأجنحة ..وتتحول لسيارة سوريالية تسير على الأرض وفي الجو و صوب كل الاتجاهات شاءت المهم ممنوع المرور فوق حفر الشوارع ولا بد من أخذ الحيطة والحذر والاستعداد للتوقف والسير بسرعة تقل عن 20 في المائة..!!





تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى