رثاء ما بعد الرثاء..!! بقلم الشاعر عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب
بقلم الشاعر
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
وجاءت سكرة موت فجأة وانتهى الكلام
وتوقف نبض الحياة
وٱنتهى كل الزمان
وقلنا ما قلناه
منذ كان يا ماكان..!
منذ ذاك الزمان..!
في ذاك وذاك المكان..!
لما كان للكلام معنى في قاموس الزمان..!
كان للفعل معنى
وللأيادي البيضاء صناعة من أحلام
والفرق بين الأمس واليوم أسوار وبنيان
وجاء الفراق وٱنتهى الزمان
وقلنا ما قلناه وتعثر اللسان
ولكل حصاد لما حصده من ثمر وأزهار ريحان
ولكل من تأخر عن الركب هدر من الزمان
وينفرد المرء بنفسه في ركن من الأركان
ويتحسر نادما عن ما جنته البراقيش
على نفسها بكل ثقل و إتقان
وحضر الفراق في ذاك المكان
وما بقي للقوم من ألف حكاية وحكاية
خلف ذاك الدهر
سوى ذاك السراب
وما بقي بينهم إلا غبش وضباب
وكل شئ مقدر أتمه المولى بعد زمان من العذاب
والعيون دامعة مشدودة للخلف لا ترى إلا اليباب
والقلوب حزينة مكلومة تخاطب الأمكنة وكل الرحاب
لا شئ يبقى وكل شئ قد اندثر وغاب
وكل الأبواب أغلقت ورحل ذاك الحبيب وغاب
في الثرى طمر الجسد وهناك انتهى كل خطاب
ولا شئ يبقى في الصدر إلا نغصة من عذاب
والدموع الحارة سالت بخرقة واكتوت و سيل لوعة الفراق
وما بقيت إلا أثواب وألبسة وذكرى لكل الأحباب
وانتهى المشوار يا ويحيى
وقضي الأمر وطويت كل الأ فرشة والأثواب
ولكل مغرور ما زال بيننا ألف كلام ولغة من خطاب
هي الدنيا تحملنا للأعالي ونرتقي بالأسباب
ونعود وتطيح بنا في سرعة إلى أعماق التراب
المغرور فينا والمفلس من كان همه كله في التراب
فكل حبيب بينا ألفنا ظله يرحل عنا ونبكي ذكراه حين نزور القبور
وحين
نقف على التراب
وحين
نقف مصدومين على التراب..!
وحين
نتذكر كل شئ صغير مر بيننا..!
وحين
كان له عندنا ألف حساب..!
وحين
كان بيننا في يوم كنا وكان.. !
وحين
كان اللطف والحنان بدون عتاب..!
واليوم ..
صرنا وصار كل شئ تحت التراب.. !
جميل حياك الله
ردحذف