..قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان. صدق الله العظيم!! بقلم : عبد الرحيم هريوى
/رِثَاءٌ حَزِينٌ /
..قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَان.
صدق الله العظيم!!
بقلم :
عبد الرحيم هريوى
ببساطة الشاعر منذور لكي ينتصر للحياة،وأمام هول الموت من حوله،خصوصا عندما يفجع برحيل موتى شخصيين ،أصدقاء وأحبة وأهل يجد نفسه مضطرا ليمارس الرثاء،هذا المديح المتأخر في كما وصفه أخي محمود درويش،وهي رغبة على الإبقاء على الميت حيا كذكرى في الأشياء والأفعال والإيماءات والروائح والأصوات وفي الكلمات.والانتصار على الموت إن أمكن بالإبداع والفكر والفنون.
" عن الشاعر المغربي حسن نجمي "
أقول ما يجب قوله في لحظات رثاء حزين..! وجاءت سكرة الموت.وانتهى اللغط وكل الأصناف من ألذ وأقبح الكلام، وتوقفت الحياة فجأة في ذاك اليوم، وٱنتهى ذاك الزمان..! وقد قلنا ما قلناه منذ كان يا ماكان..! لقد كان للفعل معنى، وللرضى أحكام وحلم و زمان، وللأيادي البيضاء الطاهرة صناعة من أحلام، والفرق بين أمسنا ويومنا، أسوار شاهقة عالية من البنيان، وها هو اليوم؛ قد جاء يحمل تراجيديا الفراق الحزين، وٱنتهى حينذاك ذاك الزمان، وقد قلنا ما قلناه.. وتعثرت حين ذاك لغة اللحن وتعبير قاس باللسان..!!
-ولكم اليوم يا سادة؛ ما ظهر من القول وما بطن ،وصارت الحقيقة جلية للعيان..!
-ولكم اليوم يا سادة ؛ حصادٌ لما حصدتموه من الثمار والأزهار و الريحان..!
-وحصاد آخر من " أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ "سبأ (16) ويتفرد به من عاش دوما خلف الركب يتصنع الأعذار، وأخفى وجهه خلف الحقيقة البادية لكل قريب لكحان،وعلى وجهه كثان قماش شفاف كي لايعاتبه بعدها الزمان..لكن هيهات ثم هيهات..! فلكل امرئ ما نوى، فمنهم من نال الجزاء الأوفى نصيبا وقسطا كاملا من البستان، وأي تأخر كان عن الركب وهدر من الزمان، وحينما ينفرد المرء بنفسه ينزوي هناك في ركن من الأركان .ويتحسر والقلب يتقطع بالندم،وطول اللسان عن ما جنته البراقش على نفسها،وبكل ثقل وإتقان..!
-وها قد حضر الفراق في ذاك المكان..!
- وما بقي للقوم من ألف حكاية وحكاية لدفن الزمان..!
- هناك خلف ذاك الدهر سوى ذاك السراب..!
- وما بقي بينهم إلا غبش وضباب..!
- وكل شئ مقدر أَتمَهُ المولى بعد زمان من العذاب..!
- والعيون دامعة مشدودة للخلف، لا ترى إلا اليباب..والقلوب حزينة مكلومة تخاطب الأمكنة وكل الرحاب.!
-ولا شئ يبقى وكل شئ قد اندثر وغاب..!
- وكل الأبواب أغلقت ورحل ذاك الحبيب وغاب..!
- وفي الثرى طمر الجسد التعبان.. وهناك انتهى كل خطاب..ولا شئ يبقى في الصدر إلا نغصة من عذاب أليم تنكوي به الذات من الأعماق..والدموع الحارة سالت بحرقة واكتوت المشاعر بجمر وسط الرماد، و سيل دموع جارية ولوعة فراق..وما بقيت إلا أثواب وألبسة و ذكرى لكل الأحباب..!
-وانتهى المشوار يا ويحيى..!!
-وقضي الأمر الذي كنتم فيه تستفتيان ..وطويت كل الأفرشة والأثواب..ولكل مغرور ما زال بيننا ألف حكاية و كلام وبلغة من خطاب..!
-هي الدنيا تحملنا للأعالي ونرتقي بالأسباب..ونعود وتطيح بنا في سرعة البرق إلى أعماق التراب..!
- المغرور فينا؛ والمفلس من كان همه كله في التراب.!
-فكل حبيب بينا ألفنا ظله، يرحل عنا ونبكي ذكراه حين نزور محطة القبور ونتواجد حيث الصمت والسكون ..!
- وحين نقف مصدومين على التراب..!
- وحين نتذكر كل شئ صغير مر بيننا..!
- وحين كان له عندنا ألف حساب..!
- وحين كان بيننا في يوم كنا وكان.. !
- وحين كان اللطف والحنان بدون عتاب..!
- واليوم صرنا وصار كل شئ تحت التراب.. !
تعليقات
إرسال تعليق