محمد لقعة في النص الإبداعي (الحكيم): الابداع بطعم الحكمة مجدالدين سعودي.المغرب


 محمد لقعة في النص الإبداعي

(الحكيم):

الابداع بطعم الحكمة

مجدالدين سعودي.المغرب

استهلال :

الحكمة تاج فوق رؤوس العقلاء، والحكيم هو من يزن كل شيء بميزان التأمل والتعقل. والمعرفة كنز وبعدها تتعمق لتصبح حكمة، ولهذا قال تنسون: (المعرفة تأتي ولكن الحكمة تتأخر.)، وما بين المعرفة والحكمة بحور وبحور، ولهذا نردد مقولة مارلين فوس سافانت: (لاكتساب المعرفة على المرء أن يدرس، ولاكتساب الحكمة عليه أن يلاحظ.)
عندما نقرأ النص الإبداعي (الحكيم) للمبدع محمد لقعة، نقرأ الابداع بلون الحكمة وبطعم التأمل واستخلاص العبر والدروس.
فحكيم محمد لقعة يصدق فيه المثل الانجليزي: (من الاصغاء تأتي الحكمة، ومن الكلام تأتي الندامة.)

1 مميزات وصفات الرجل الحكيم

(حكيم) محمد لقعة بويهمي، عاقل متعقل، متأمل في حدود التمرد، متمرد في حدود التأني، بشعره الطويل والمجعد والمسترسل:
(ومازال الرجل الحكيم ذو الشاربين الأسودين.
الأفطس
ذو الشعر الطويل
ذو الشعر المجعد
ذو الشعر المسترسل)
الحكيم من يجيد الصمت، ولهذا هتف أرنست همنغواي ذات حكمة: (يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت).
ولهذا استفاد يوسف ميخائيل من حكمة الرجل الضرير وصبره واختبار الطريق والحياة بعصاه، فقال: (تعلمت الحكمة من الرجل الضرير لأنه لا يضع قدمه على الارض الا بعد أن يختبر الطريق بعصاه).
(حكيم) محمد لقعة هو وطن الذاكرة والنسيان، هو الصوت الجاف، هو الرفيق بأسارير متجهمة تحمل الأمل والتوهج والضياء في انتظار الشروق.
(حكيم) محمد لقعة يحمل البهاء والصحة، وكأنه يردد مع أرسطو: (من لم يكن حكيما لم يزل سقيما).
وحكيمنا يعرف نفسه جيدا، وهو كما قال أرسطو: (أن تعرف نفسك هي البداية نحو بلوغ الحكمة.)

2 شخوص غائبة وحاضرة بقوة

ذات بهاء هتف توفيق الحكيم: (يجب على الإنسان أن يعرف كل شيء عن شيء، وبعض الشيء عن كل شيء).
وبتجوالنا في النص الإبداعي (الحكيم)، نجد عدة شخوص عارية في خشبة مسرح الواقع البئيس، واقع الركح الربيع العربي المزيف: (رفاق، جياع، وجوه كالحة، صبية مريضة، صبيان جائعين، كلب، تمساح.)، ولهذا يعيش الحكيم جحيم الحقيقة العارية وكل مظاهر البؤس، كما قال توماس فولر: (جنة الشخص الأحمق هو جحيم الشخص الحكيم.)
وعدو (الحكيم) هو كل من تسبب في آلامنا وقبر أحلامنا، ولهذا يقول أرسطوفان: (قد يتعلم المرء الحكمة حتى من عدو).
شخصيات (الحكيم) هي هي ذوات متشظية، حزينة، بئيسة، تصارع الحياة من أجل غد أفضل، فالرفاق في عملية بحث دائم عن شروق فجر الحرية والجياع بوجوههم الكالحة والمصفرة والمريضة تصارع تماسيح الاستغلال. ولهذا هتف صاحب (الغريب) ألبير كامو: (من الذي علمك هذا كله أيها الحكيم؟ فأتى الجواب فوراً: البؤس!)

3 من حكم الرجل (الحكيم)

(الحكيم) رجل حكيم بما تحمله الكلمة من معاني، فهو كالمثل التركي الذي يقول:(الحكيم لا يقول ما يعرف والمجنون لا يعرف ما يقول).
في حكم (حكيم) محمد لقعة صلابة وقوة وعبرة، انه كما يقول أمبروس بيرس: (قبل أن يتكلم الرجل الحكيم عليه أن يفكر تماماً فيما يقول، و فيمن يستمـع إليه، و أين و متى يتـكلم).
وها هو (حكيم) محمد لقعة، يهتف:
(المجد لا يأخذ من كتب الفلسفة
والتاريخ
بل
من ساحة الوغى
والموت زؤام)
يقول سقراط: (قصر النظر هو الذي قاد الإنسانية إلى قتل حكمائها). وقصر نظر الحكام هو الي دفعهم الى اغتيال الربيع وجعل كل الفصول خريفا.
جاء في النص الإبداعي (الحكيم):
(وقمر فبراير والربيع، حرون شاحب
وحزين)
والحكيم يبقى حكيما لأنه حسب أرسطو: (الرجل الحكيم يسمع كلمة ويفهم اثنين.)
ويتساءل (حكيم) محمد لقعة قائلا:
(متى يرحل الليل، ويقبل الفجر
الذي تاق شوقنا إليه؟
كلنا سواء..!
كلنا سواسية..!)
ونردد بقوة وبكل حكمة مع بابلوس سيرس: (قد يتقبل الكثيرون النصح، لكن الحكماء فقط هم الذين يستفيدون منه).
4 حالات مزربة وواقع مأزوم
حكيمنا كشن الذي وافق طبقة، انه حكيم طبقة الربيع المغتال، ولهذا قال ابن رشد بحكمة: (الحكمة هي أن تضع الشيء في موضعه.)
وبلغة تأبط شرا نهتف بلسان ابن عربي: (الحُكْم نتيجة الحِكمة، والعلم نتيجة المعرفة، فمن لا حكمة له لا حُكْمَ له، ومن لا معرفة له لا علم له.)
جاء في نص (الحكيم) الإبداعي:
(الجياع يقذفون حمما وزفيرا باردا، ويرفعون أصواتهم
الرمادية..
أصوات تركن في زوايا مليئة بالفراغ..
ها أخرجوا منا نحوكم.
ومن باب تحصيل حاصل قال المسرحي اليوناني القديم سوفوكليس: (الحكمة أفضل من أي ثورة. )
جاء في النص الإبداعي (الحكيم):
(لقد أصبحت الأرض جرداء والطقس حار
ورديء يضمد جراحنا، ويبعثر أفراحنا، عند
طلوع الفجر
وريح لافحة مغطاة بالجمر
ووجوه كالحة
ك
لون الفحم
والهواء يشم رائحة الحريق
الأزرق)
ولهذا بمكر لغوي ورياضي وفلسفي هتف فيثاغورس:(الحكمة التي يتم تعلمها بعمق لا تنسى أبدا.)

5 تقنيات الكتابة عند محمد لقعة في نصه الإبداعي (الحكيم)

هو نص ابداعي يجمع السرد والنثر والوصف بطعم الشعر، هو نص ابداعي يصدق فيه مقولة يوسف ميخائيل: (الحكيم هو من يهتم بالمضمون أولا، و لا يهتم بالشكل إلا لخدمة المضمون.) ولقد وظف محمد لقعة وقته وطاقته وفكره في نص ابداعي بهي، كما قال توماس واطسون: (الحكمة هي القدرة على أن نوظف اوقاتنا ومعرفتنا التوظيف الامثل).

// خاتمة //
ذات بهاء وحكمة هتف أحمد شوقي: (لا يزال الشعر عاطلاً حتى تزينه الحكمة، و لا تزال الحكمة شاردة حتى يؤويها بيت من الشعر).وفي كتابات محمد لقعة الحكمة تزين كلماته وتجعلنا نحلق بعيدا ونتبع أثر حكمه وبوحه وبهاء ابداعاته.
ذات حكمة قال الجاحظ: (يذهب الحكيم وتبقى كتبه، ويذهب العقل ويبقى أثره.).وكل كتابة إبداعية بطعم الحكمة وأنتم بألف بهاء وصفاء ونقاء.




مجدالدين سعودي. المغرب

(الحكيم)
محمد لقعة
(الجياع يقذفون حمما وزفيرا باردا، ويرفعون أصواتهم
الرمادية..
أصوات تركن في زوايا مليئة بالفراغ..
ها أخرجوا منا نحوكم.
//
وأشرقت شمس الفجر في اليوم التالي
ومازال الرجل الحكيم ذو الشاربين الأسودين.
الأفطس
ذو الشعر الطويل
ذو الشعر المجعد
ذو الشعر المسترسل
يردد بكآبة الكلمات:
' المجد لا يأخذ من كتب الفلسفة
والتاريخ
بل
من ساحة الوغى
والموت زؤام
يقول الرجل الحكيم لرفاقه بصوته جاف:
لقد أصبحت الأرض جرداء والطقس حار
ورديء يضمد جراحنا، ويبعثر أفراحنا، عند
طلوع الفجر
وريح لافحة مغطاة بالجمر
ووجوه كالحة
ك
لون الفحم
والهواء يشم رائحة الحريق
الأزرق
وقمر فبراير والربيع، حرون شاحب
وحزين
يتدلي من حنجرة السماء
يرمق صبية مريضة وصبيان جائعين،
في ظلمة الليل
أهو الليل إذن من حولنا؟
متى يرحل الليل، ويقبل الفجر
الذي تاق شوقنا إليه؟
سقطت الشمس سهوا
في جحورنا، فسرقوا أغانيهم
من دمنا.
وفي جوف الليل البهيم
يدبرون ولا يعقبون
قال الرجل الأفطس الحكيم لرفاقه، وقد ارتسمت على وجهه أسارير متجهمة.. وفي نفس الوقت
وضاءة
وبهيجة
براقة
كالشروق في بحر الايام:
كلنا سواء.
كلنا سواسية..!
يا وطن الذاكرة والنسيان،
ألم يأتك خبر الذين سرقوا أسنان كلب عقور
وهو ينبح؟ ومن فم التمساح لؤلؤة؟
وعلي أكتافهم يرتاح إثم عظيم. )
محمد لقعة

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى