***
// بين ثنايا السطور //
حينما تبادرك الشوارع بالبكاء..
عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
يوليو 21, 2024
حينما تبادرك شوارعك بالبكاء..!
وبالألم والخيبات والضجر..!
وتفيض دموعها المسكينة حزنا..
على قدرها وعلى حظها التعيس..
ووضعها الجد المقلق..!
وتشدك تلابيبها، أسمالها ،درابلها وخرقها
شد الأعمى لعكازه..!
كم كبرنا على أن نرى أماكننا حزينة تبكي.. !
وتتبادل معنا الدموع بالدموع..
و البكاء بالبكاء..
وأنا السارد الحاكي..
لدراما من ملاحم عمران..
وتشييد وتنمية وثقافة وعيش كريم للإنسان..
خرجت أتفقد مدينة الفوسفاط بعد طول مكوث وتعب..
وركبت دراجتي الهوائية وحددت المقصد..
وعيناي ظل يشدها الجمود القاتل و السكون المطبق..
وكل حي تراه عيناك في مكانه قد تجمد..
الشوارع تنظر إليك بكآبة وحزن و حالها لا يكذب..
وحينما تعرفك بصورتك واسمك..
تبادلك رثاء سكون القبر..
وتعرفك حق المعرفة بأنك صوتها الذي لا يبح..
وتحمل في خاطرك عنها كل ضيم.
وتريك بلسانها كل متناقضات عبر ذاك المنظر.
ويزيدك المكان قهرا فوق القهر.
ويشد بصرك عربة مجرورة بخيل مسمومة..
تطارد الريح..
تحمل بقايا أحجار وخشب.
ولا مفر لك إلا أن تجاري الوضع وتصفق.
والواقع بعجينة السياسة يطهى ويخمر.
ومن حوافي السطور في آخر جملة في النص.
نكتبه حينما نطلب قهوة سوداء وبمزيد من القلق والغضب..!
وتكون السمكة قد فطنت بالصنارة ولم تبتلع الطعم..!
تعليقات
إرسال تعليق