المرض المزمن الذي تعاني منه منظومتنا التربوية التكوينية.. فأيها العلاج الشافي المنتظر..!؟ عبد الرحيم هريوى
المرض المزمن الذي تعاني منه منظومتنا التربوية التكوينية.. فأيها علاج شافي منتظر..!؟
مقتطفات من هكذا تدوينات وأحكام ومقالات ذات صلة بقطاع التربية والتكوين..!!
إذا ما أردت أن تعرف مستوى الوعي الفكري والمجتمعي والثقافي لشعب من شعوب العالم،اِطلع على مستوى تعليمه العمومي وجودته من خلال مخرجاته
سبق للمفكر الغربي توينبي أن قال :الصراع بين شعوب البشرية مستقبلا سيكون بين التعليم والكارتة.لأنه يعتبر العمود الفقري للأمم والشعوب ويقصد به التعليم العمومي الذي تنفق عليه الدول الراقية والناعمة أموالا طائلة ،لأهميته المجتمعية والثقافية والسياسية..
في صراع مستمر وتحت شعار لي الذراع وكسر العظام بين وزارة التعليم" الحكومات المتعاقبة " وتنسيقيات الأساتذة، لا أقول النقابات لأنها خارج إطارها المنشود لما أصابها من تراجعات ووهن ومرتدات ..والضحية هو الوطن،ولن يفيد سوى التعليم الخاص،الذي حول التعليم إلى بضاعة مزجاة وهذا هو الخطر الذي يهدد التركيبة الاجتماعية في العمق ..
منذ دخول تركة بن كيران من تبعات كارثية لما امسى يسمى "بالتوظيف بالعقدة"والتعليم العمومي - المدرسة المغربية تعيش في أجواء مشحونة من الاصطدامات بين الوزارة الوصية والتنسيقيات،لا أقول النقابات لأن زمنها قد انقرض،ولم تبقى إلا من أجل تأثيث الواجهة الحزبية والسياسية ،وتسويق الصورة.
-من زمان نحن نعرف أن التعليم العمومي والمدرسة المغربية ظلت تربة خصبة للسياسة والسياسيين والأحزاب والنقابات وتغييب نظرة مجتمعية واعية..
-لا أمة تقدمت ورفع لها بنيان بدون جودة تعليمها العمومي..!- من له مصلحة او مصالح في الصراع الذي يخبو وسرعان ما يطفو للسطح مرة بسبب العقدة وثانية بسبب النظام الأساسي المنزل بقطاع أكثرمن حيوي
- أول تقرير خرج به رضا الشامي رئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي، ولعل الخطأ الفادح لتركه بنكيران،هو إدخال التوظيف بالعقدة لقطاع حيوي مثل التعليم،وهو ما نراه اليوم من كوارث جمة في صراعات دونكيشوتية لا ولن تنفع لا الشعب ولا الوطن.
- دعني أقول ونحن نتابع فوضوية تدبير شأن قطاع عمود فقري المجتمعات " التعليم العمومي والمدرسة المغربية لأبناء الشعب" ولما قاله نيتشه في كتابه مأساة الحياة،ما هذا سوى مجرد سلسلة جعجعات مزعجة.
-لا تنتظر إلا الخيبات من هكذا صراعات سياسية اقتصادية نخبوية وإملاءات خارجية من صندوق النقد حول قطاع حيوي واستراتيجي ألا وهو التعليم..!
حينما يتم تغييب المسؤولية الاخلاقية والدستورية للدولة في هكذا قطاعات اجتماعية بوصايا الصناديق المالية الدولية سواء من صحة أو تعليم لصالح دافعي الضرائب،وتعطى أهمية للقطاع الخاص.يكون الضحية هم الفقراء والطبقة المتوسطة إن هي وجدت لانه قد تم سحقها وإسقاطها صوب الطبقة الفقيرة ،وأمسى لدينا ما تحت عتبة الفقر تضم شريحة كبرى ،في تطور خطير في هرمنا المجتمعي..
نداء الوطن :يقول المثل الياباني "ابتعد عن المُعلم سبعة أقدام حتى لا تدوس على ظله بالخطأ"، هكذا جسدت اليابان عظمتها وتقدمها ورقيها من باب احترام #المعلم وجعله من الفئة الأولى على كل وظائف الدولة.. أما في #لبنان فالأمر مختلف كلياً
- تحت عنوان بقلم: اسماعيل الحلوتي كتب بموقع أخبارنا المغربية ، انتفاضة أمهات وآباء التلاميذ!
على إثر التصعيد المستمر منذ مطلع شهر أكتوبر 2023 بين الشغيلة التعليمية ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، وتوالي الوقفات والمسيرات الاحتجاجية والإضرابات المحلية والوطنية، التي شلت مؤسسات التعليم العمومي في كافة أرجاء الوطن. حيث يطالب نساء ورجال التعليم بمختلف فئاتهم وهيئاتهم عبر النقابات التعليمية الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023 والتنسيق الوطني لقطاع التعليم، بضرورة سحب أو إعادة النظر في مضامين النظام الأساسي الجديد لموظفي قطاع التربية الوطنية، الذي جاء محبطا لانتظاراتهم ومخيبا لآمالهم، ويهدف إلى الحط من كرامتهم والتضييق على حرياتهم، حتى أنهم يرون فيه نظاما تعسفيا وتراجعيا وإقصائيا، واصفين إياه ب"نظام المآسي".
المزيد: https://www.akhbarona.com/education/376965.html#ixzz8Iydpja8E
عقود من الاستقلال لم تحقق مبدأ ” توحيد المدرسة الوطنية.” وإقبار التعريب قرار سياسي انتصر لتوجه يحوّل التقسيم الاجتماعي إلى تقسيم لغوي وثقافي، وتناقض أيام الاستعمار بين الجالية الأجنبية والشعب المستعر، إلى تناقض بين النخبة الحاكمة ذات النفوذ وباقي الطبقات المحكومة المحرومة، ويعمق التبعية للإمبريالية المتوحشة. إقرأ المزيد : https://al3omk.com/454890.html
.. لاحول ولا قوة لمنظومتنا التربوية التكوينية ببلادنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا،لما تتعرض له من تجارب مختبرية بدون استمرارية في الإصلاح منذ مناظرة إفران1 و2 وإصلاح التعليم في الثمانينيات من القرن الماضي ثم بعد فشل ذريع للتدريس بيداغوجية الأهداف انتقلنا لاستيراد بيداغوجية غربية جديدة متممة ،يقولون أنها مصححة لثغرات في ما سبق سميت بالكفايات،وكان لنا الميثاق الوطني للتربية والتكوين خلال سنة 2000 وما تم هدره من مليارات عن ما سموه بيداغوجية الإدماج ،وما عاشه المخطط الاستعجالي من تخبطات على كل المستويات ،و كنا شهودا على ما وقع ،وكتبنا في إطار لجان اقتراحاتنا وتقييمها الموضوعي لما عشناه من محن وتحمل من أجل الفاضي ،على حد قولة إخواننا المشارقة ،وكان للكبار النصيب السمين من التعويضات مقابل فلكلور سميه ما شئت إلا التربية والبيداغوجية والتكوين ،وكان لنا نصيب من المرق والدجاج الأبيض،وماراثون من أيام الأعصاب والتكوين،وظل الهدف المنشود وما يجب حفظه لدى أطر التدريس هو تحقيق ما يسمى بـ الكفايات النوعية والعرضانية .. وكان للتعويضات مفعوله حينذاك على حياة الأطر الكبرى والمتوسطة وصرنا نشاهد موديلات من السيارات للمفتشين،في وقت المعلم (الأستاذ) حمار الأجيال ،وحامل الأسفار تحت سلطان قانون أساسي يعطي السمن والعسل للكبار ،وما بقي من فائض يتم منحه لهيئة التدريس،ولنا في ما يحصل عليه الأساتذة مناصفة في امتحان البكالوريا في التصحيح ،لأثقل حقيقة تشرح كل القوانين الأساسية للتربية والتكوين ،في مجال التعويض ،الكبير كبير والصغير في نظرهم صغير في كل شئ،يجب عليه العمل الكثير والتواجد المباشر في تمرير المقررات وتحمل المسؤوليات الأساسية في الحياة المدرسية،ومقابل نكران الذات والتضحيات ،وفيما بعد تحت رحمة كثير من السلطات الإدارية والتربوية ،برواتب شهرية لا تتعدى 5000 درهم ،بالنسبة للجدد ومتوسطي الأقدمية ،والتي لا تكفي حتى في الكراء والتنقل والأكل ،وتتضاعف المعاناة حسب التواجد..وما كان علينا إلا ركوب بحر ذاك الإصلاح المزعوم ،بدون مجادف ولا نشرة جوية نعرف من خلالها أحوال وتقلبات ذاك البحر ،حتى قام كزافيي بزيارة لإحدى المدارس القروية وقطع الحق باليقين ،بأن بيداغوجية الكفايات غير صالحة لكم ،لغياب شروط الإنزال ،وها هنا تذكرت قصة مضحكة مبكية عن منظومتنا التعليمية يحكيها السوسيولوجي المغربي الراحل محمدجسوس،لما ألف كتابا تربويا وتعليميا جميلا "المدرسة والطفل" ويضرب لنا مثلاعن استيراد البيداغوجيات الجاهزة وإنزالها جوا على مدارسنا من السماء على الأرض.
يحكي عن الكرسي الكهربائي لما قاموا بشرائه من أمريكا ،كي يخصص في إعدام البشر،ولما أرادوا إقامة تجربة وجدوا أنه يشتغل بالكهرباء،وهم ما زالوا يضيؤون ليلهم بضوء الشمع والقمر،فتخذوه كرسيا لهم..!
نحو هدف التعميم والتعريب والمغربة والتوحيد في ظل ما تفتحه المملكة من مشاريع تنموية كبرى،وٱستقبالنا للعرس الكروي العالمي سنة2030 وما يتطلبه ذلك من جودة في الخدمات الاجتماعية.
فلقد حان الوقت أن يدرج قطاع حيوي وٱستراتيجي تحت وصاية وزارات السيادة،بعيدا عن التخبط وشوائب السياسة التي تغوص به في أغوار مظلمة،ونحن نعرف أحزابنا ونقابلتنا وماهي أجندته ،وصدق من قال السياسي يفكر على المدى القصير أي في الانتخابات القادمة،والتحالفات والأصوات وأماكنها، ورجل الدولة يفكر على المدى المتوسط والبعيد في برمجة مستقبلية للقطاعات الحيوية ،من أجل مواكبة التطورات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية محليا وجهويا ووطنيا وإقليميا ودوليا..
لذلك يكفي من هدر الطاقة والزمن والأجيال بخطابات سياسوية محضة بلا طائل،ولعل قطاع التربية والتكوين التربة الخصبة لدى الفئة الباغية من الساسة والنخب لتكريس واقع يخدم الأصوليات والعصبيات وكما يوضح ذلك الدكتور مصطفى حجازي في مقاربته التحليلية النفسية ،في كتاب قيم ،تحت عنوان:"الإنسان المهدور "تلك من عناصر الهدر للفكر وللكيان وللإنسان في أوطان الاستبداد بينما تتحالف الأصوليات والعصبيات والاستبداد،ويتبادلون الأدوار عبر الأزمنة،والضحية هو مستقبل الوطن والإنسان المواطن،ويغيب عن ذلك الاقتداروالإبداع والخلق والابتكار،ويصاب أفراد المجتمع بالاكتئاب وأنواع من الأمراض النفسية والعصبية،مما يهدد الكيان الذاتي..
ولعل الضحية الأول والأخير هو الوطن،لأن الأشخاص تفوت وتمضي وتنسى ،وكذلك الأجيال عينها ..فلقد حان الوقت أن تخرج الدولة من الدائرة الضيقة بفتح باب المتاجرة بقطع حيوي للمغاربة لاعلى مستوى أهل الشكارة في تعليم خصوصي لا يعرف أي تقدم إلا في الصباغة والألوان الزاهية المثيرة للزبائن،كما يقول الكنديون في كيبيك :
المدارس تتغير ألوان جدرانها لكن ما يجري في الحجرات يبقى على حاله..!
لكن السؤال لماذا هناك وزارات السيادة من خارجية وداخلية ،وننسى هناك الوزارة الأم التي بفضلها تتواجد هاتان ،وكلما تأزم التعليم كانت مخرجاته كارتيه عن باقي القطاعات فلا صحة ولا إعلام ولا تعليم ولا ثقافة ولا رياضة ولا هم يحزنون،تحصل على منتوج بشري هجين في كل خصائص شخصيته وانحرافات،وكله أمراض مزمنة تنتشر في جسم الدولة تتداعى له كل قطاعاتها،مما يجعلنا أمام الانحطاط المحذور والذي قد نكون صنعنا بسياستنا التعليمية الفاشلة والمفكر الأوروبي المعروف توينبي قولة في زمن الماضي:
الصراع المستقبلي سيكون طبعا بين البشرية : التعليم أو الكارتة.
صحيح أن عبد الإله بن كيران كان تسلمه لرئاسة الحكومة في وقت حساس سياسيا في الربيع العربي كارثيا اجتماعيا واقتصاديا،وما بقي أتمه العثماني والباقية سيجهز عليها الليبراليون الجدد بدعوى الحكومة الاجتماعية وتضخم وغلاء، في الزمن السياسي للوقت بدل الضائع،بعدماصارت السياسة عندنا في الثلاجة وهي جثة هامدة ..لما تم تعيين الاشتراكي صديق الراحل أحمد الزايدي رئيسا للمجلس الاجتماعي والاقتصادي،بدأ في دراسة أوضاع قطاعات حيوية،ماكان له إلا أن يقول الحقيقة للدولة..أكبر خطأ ارتكبته العدالة والتنمية هو العقد في التعليم العمومي وها نحن ما زلنا نعاني في هدر الزمن الدراسي لأبناء الشعب بسبب الصراعات بين الأساتذة والأستاذات والوزارة ،وآخرها إخراج نظام أساسي لا يخدم قطب رحى التعليم العمومي وحياته المدرسية إلا اللمم ،والذي بفضل تواجده يباشر العمل،والاهتمام الأكبر يناله باقي المتدخلين،ربما كي يشددوا الخناق على أضعف متدخل في المنظومة وذاك ما عشناه في زماننا الغابر مع بعض المديرين والمفتشين في تسيير بيروقراطي ظالم ومستبد ماداموا يمتلكون السلطة التقريرية ،فهل هؤلاء الذين وضعوا القانون يفكرون بأثررجعي واستعمال السلطة في تدبير القطاع..سؤال وجوابه على ساحة الواقع لأن الزمن تغير ولا بد من الإنصاف والمساواة واستعمال الحقوق لذوي المصالح كافة ،واللغة التشاركية في قطاع حساس للغاية..
فهل في هذا الوطن من يفكر في مستقبل يعنينا جميعا من أجل مناظرة وطنية لإفران جديدة،كي نعيد للتعليم عافيته بعيدا عن المزايدات الطبقية والسياسية والنخبوية لمصلحة المملكة المغربية التي تحضننا جميعا على تربة وطن عزيز..
تعليقات
إرسال تعليق