نظرته؛ أم كان يجسد نظرتي ، وأنا طفل صغير.!! ع.الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب
ع.الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب
وتبقى للصورة تعابير وملامح وتاريخ..!
وهل الصورة شبيهة بالنص عينه يجب قراءتها من عدة زوايا ووجهات متعددة..وقد لا ننفي تمثلاتنا للوعي الشقي الذي عادة ما تذهب إليه القراءة العالمة بشكل عام.. وللصورة حيزها في ذلك الوعي الثقافي العميق لدى فئة من القراء مناصفة ..!؟؟
بالفعل هي صورة من الأنا ،وتطرح أسئلة كثيرة على رأسها سؤال الهوية ..والقلق..والوجود ..وجلد الذات..حينما نعود إليها كجيل كان من مخرجات تعليم عمومي في الستينيات بمعايير ثقافية سياسية مجتمعية ،يتحكم فيها الهاجس الأمني..!
لذلك تبقى بالنسبة لنا ليس مجرد صورة غلاف في شكله الهندسي البيداغوجي إن وجدت أو من نص مختار من كتاب مدرج في مقرر تعليمي رسمي ،بل هي صورتي أنا بالضبط ،وأنا أحمل ٱسم تلميذ في زماني الضائع ..وأنا أحمل معي زادي وقوت يومي في قنينة من شاي بارد وخبز حافي،أي من طلوع الشمس حتى غروبها و صندالة (حلومة ) تحميني من الحصى..
هذا هو ذاك الطفل، و هو صورة "ميتافور" لمحمد شكري ،المتشرد بالليل والنهار في شوارع تطوان وطنجة..وصورة لأبطال رواية محاولة عيش لمحمد زفزاف..!
صورة معبرة بالفعل و تحتاج لكثير من المداد كي نعيد صياغة مضمونها بشغف الكتابة النصية،ونمر عبرها لقراءة أخرى لتاريخ أمة بعينها،والتي مابرح ينمو فيها الجهل كما تنمو الأعشاب الضارة في الحقول المثمرة ..!
نظرة طفل مغربي برئ نحو أفق مجهول..طفل تائه مهموم..!
يعيش في عالم من المتناقضات الصغرى والكبرى، شخصية تنو وتتربى بين عوالم من الرموز بظلال ثقافية خفية سواء في البيت أو الشارع أو المدرسة يحكم فيه سلطان وصورة السيد " الأب ..المعلم ..الرئيس ..والذي يملك القوة والسلطان بما فيها المعرفة طبعا في ذاك الزمان..بتراتبية جاهل : عالم - حامل للمعرفة : متلقي / إقطاعي : فلاح..
نظرة بؤس وشقاء.. !!
نظرة خوف مبهم لعالم من المتناقضات يعيشه في البيت والشارع والمدرسة ..كل ذاك الخليط يمشيه بسلطان القهر في زمان البغي والعدوان على طفولته البريئة التي عاشها كرجل صغير..الخوف اللائرادي يلبس كيانه وسلطة غليظة وبقهر تتملكه ..هو ذاك الأنا..هو أنا ..هو ذاك الطفل المغربي الذي عاش في زمان بوكماخ..هو محمد شكري بين أظلاف وأنياب شوارع وسلطة أب عدواني متسلط متجبر ديكتاتوري لا له ولا لأخيه ولا لأمه..ولا أحد فيهم يرحمه " هم قطيع من بشر يرعاه في زريبته بعصاه الغليظة " ويبقى صورة وتراجيديا من كان يملك سلطانا في ذاك الزمان الذي عشناه وذقنا مرارته بالطبع..وليس من عاش مثله مثل من قرأالتاريخ وعلق على الحدث..!!
هي نصوص بعقلية ذات شجون ،وتبقى من صور زمان الراحل بوكماخ، وبعفوية الفقيه الذي استأنسوا به كعارف في زمن التربية والتعليم،وتلك المدرسة التي ما فتئت تعيد صناعة نوع من البشر في شخصية من النواقص والعقد والمطبات ، وحضور سلوك الخوف والقلق والانهزام لدى كل من مر من جحيم تعليم الستينيات،لا لشيء سوى كي نعيد صناعة مجتمع محافظ بنفس السمات ،وتربية قديمة جدا، تعيد لنا نفس التشكيلة البشرية وبنفس المواصفات..!
مغربي يخاف ويرتعد، ولا سلطان له على أعضائه حينما يتواجد في المواقف الصعبة والحرجة، وحينما يكون في مواجهة كل ذي سلطان،يخاف من الخوف عينه..هو نفسه المغربي عبر الزمان .. أي لابد أن نلقنه ثقافة متحجرة ساكنة "دينو " وكان النصيب الأعظم منها في زمن الحشو والحفظ، وسلب الإرادة وتقييد العقل..وإزاحة شعبة الفلسفة وإدماج شعبة الدراسات الإسلامية في الثمانينيات،وكل ذلك في نطاقه العام الغائب الحاضر.. كي يبقى ٱبن الفلاح مهما تعلم لا يراود مكان أبيه في البيدر والحقل.. وابن المتعلم المهندس في القناطر من أهل فاس في زمن البعثات العلمية للغرب يعود ليأخذ مكان أسلافه في الحكم..!!
وهل التاريخ يعيدنا كبشر أم يعيد نفسه عبرنا كأجساد لبشر..؟!؟
"وشلا ما يتكال عا لسان ثقال..!!
كما صدحت به الشيخة في زمانه
تعليقات
إرسال تعليق