من مدينة خريبكة الفوسفاط، لم يهاجر سوى أبناؤها فقط، بل هاجر معهم أيضا حتى" الزفت " المادة النادرة..!! بقلم الكاتب الفوسفاطي هريوى عبد الرحيم خريبكة- المغرب
من مدينة خريبكة الفوسفاط، لم يهاجر سوى أبناؤها فقط، بل هاجر معهم أيضا حتى" الزفت " المادة النادرة..!!
بقلم الكاتب الفوسفاطي
هريوى عبد الرحيم
خريبكة- المغرب
في أغنى مدينة مغربية بثروتها الفوسفاطية بخريبكة وأفقرها من حيث المشاريع التنموية والاقتصادية.. ليس ذلك على المستوى الوطني فحسب بل على مستوى الجهة في إطار شعارات العدالة المجالية ..ولم يهاجر سوى أبناؤها وبناتها هروبا من ضيق العيش وانسداد الأفق فحسب، بل هاجرها أيضا حتى الزفت تلك المادة النادرة عندنا ،والتي لا تظهر إلا في مواسم معينة حينما تقترب الانتخابات أو كما كنا شهودا عن ذلك في زيارة ملكية مرتقبة بطبيعة الحال أو استثناء أي بعد حملات إعلامية للإعلام الحر والمسؤول وفضح واقع شوارعنا وأزقتها من خلال شوف تيفي مثلا من شارع المسيرة الخضراء مباشرة.ذاك الشارع الذي يغيب عنه أي شئ يوحي بأنه شارع رئيسي بالفعل في حاضرة متكاملة العمران اسمها مدينة خريبكة، و لما تمثله للعالم الغربي وكندا وأمريكا الامبريالية من مصدر حيوي لمادة نادرة اسمها الفوسفاط. تحتاجها الفلاحة كأسمدةوكذلك الصناعة الإلكترونية والدقيقة، كمادة أساسية في تهيئ مواد الغيار..
وكذلك شارع عبد الرحيم بوعبيد وهما شارعان تمر منهما كثافة من العربات بما فيها بطبيعة الحال الكرارص والكاروات والكرويلات..!
تساءلت لحظة الكتابة ، مع نفسي لعلي أجد جوابا واقعيا ..!!
لماذا في وطني ننفق كل هذه الملايير من المال العام على انتخابات جماعية وقروية، ونلبي النداء الوطني ومن عقود ونحن نختار كل الألوان والصور للحيوانات والطيور والماء والخضرة والورود والأزهار..
لكن كل مكتب جديد قديم نعيش معه الأفلام الهيتشكوكية قبل تكوينه والصراع على أشده بين هذه المكونات الطبيعية التي تعيش كلها في محيطنا الإيكولوجي..!!
ونحن الذين نفرح كثيرا بما يروج في الكواليس من صراعات على من يتولى بطبيعة الحال رئاسة مجلسنا البلدي ،لأنه مما لاشك فيه هو أن كل هذا الضجيج والصخب الأكبر،الذي يدور على من ستتاح له فرصة قيادة السفينة تيتانيك Titanic لمدينة سيجعلها في القريب العاجل جنة فوق الهضبةالفوسفاطية وحدائق ذات بهجة وبساتين خضراء، تبعا لما نراه من صور لها في اللوائح الانتخابية..ونسيت حتى الثقافة السياسية بوجود لها كتاب يرمز لها ونور مصباح لكل عتمة وظلام لعله في عقول قبل الواقع..!!
لكنه؛ تمر ست سنوات كاملة متكاملة، ونتابع السيد الرئيس الفلاني عبر خرجاته الإعلامية بأن برنامجه إن شاء الله ، سيتضمن ما لم يكن في الحسبان:
- من إصلاح وإعادة الإصلاح..!
- وتشييد وبناء وخلق ووضع حجرة هنا وحجرة هنا ..-وإعادة تأهيل كذا وكذا..!
- وتقوية الطريق والشارع الفلاني ..!
-وخلق ما يزيد على من فرص الشغل ..!
-وتوسيع كذا وكذا..!
وتنقضي المشاريع ..وينقضي الخطاب السياسي والوعود ..والحال يبقى على ماهو عليه..حتى سنة 2060 ..!
والله أعلم هل هم ونحن؛ما زلنا أحياء حينذاك أم من أهل القبور ..
لكن ماذا سينفعهم إلا عملهم الصالح وبإخلاص في حق هؤلاء المسلمين والمسلمات الذين فعلوا كل شئ كي يتحملوا مسؤولياتهم بحق الحق، ويسهرون على شأنهم،وإنها لأمانة كبرى أبت الجبال أن تحملها لم يعرف حرارتها ولهيبها إلا من ماتوا قبلنا، وقد رأوا بعيون أخرى عالما غيبا في انتظارناوانتظارهم جميعا..فاللهم اجعلنا من من يخلصون عملهم ويتقنونه لوجه الكريم في السر والعلن ويخافون لقاءك يا عزيز يا غفار.. !!
تعليقات
إرسال تعليق