الجفاف حينما يضرب التعليم العمومي يؤثر على المحاصيل الثقافية الأخرى في المجتمع ككل..!! عبد الرحيم هريوى خريبكة - المغرب
الجفاف حينما يضرب التعليم العمومي يؤثر على المحاصيل الثقافية الأخرى في المجتمع ككل..!!
عبد الرحيم هريوى
خريبكة - المغرب
يا ٱبن أمي..!
إن المثقف المتحرر والعضوي على الدوام، هو لسان حال مجتمعه بوعيه العميق وفكره المتجدد ونظرته الثاقبة و المغايرة نحو المستقبل القريب والبعيد، وليس ذاك المغرور والمتعالي في برجه والسعيد بحاله، وبما تعلمه من حروف، وكسبه من معارف، قد يلبس لباسا ويخلع أخرى،وهو يرى ما يراه حسب غروره والظروف والهوى.. وقليلون هم المثقفون العصاميون في زماننا ،لأن الثقافة في زماننا لم تعد ثقافة الكتاب والمعرفة والعلوم وبناء الشخصية، والتواجد في قلب المجتمع لدفع بعجلة التاريخ وٱزدهار الأمة ورقيها، بل أمست غائبة في غياب تعليم عمومي جيد ينتج الكفاءات أي المادة الخام، وفي غياب المؤسسات الثقافية هي الأخرى التي تدمج هذه الطاقات الفكرية والإبداعية في مجال باقي الفنون من المسرح والسينما والإعلام والصحافة والنوادي والتعليم في مختلف أسلاكه عينه. لأنه أولى بما ينتج طبعا وغيرها، إنه الجفاف الثقافي الذي صاحب الجفاف التعليمي الذي يبقى الينبوع الذي يصب في الجداول والوديان والأنهار..!!
*****
الثقافة والمعرفة والعلوم، رغم أن الثقافة هي كل شئ قد ينتجه الإنسان، فهي بناء مستمر كعصور التاريخ، فلا يمكن لك أن تقفز عن ابن خلدون في علم العمران كي تخلق علما جديدا ٱسمه علم الاجتماع، فنحن نبني المعرفة على أساس ما وصل إليه الآخرون طبعا، أما في مجال الكتابة فذاك رجع آخر، فالرجل هو الأسلوب كما يقال ،ولكن دعني أخبرك يا ٱبن أمي..! كما في علمك طبعا بأن في البلاغة فيها مادة تسمى (الاقتباس. )ولمن سنقتبس ياترى، ونحن الذين نتعلم أبجديات السباحة، إن لم يكن بالقرب منا ميتر ناجور ..!
وليس كل ما يدونه العابرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نصوص أو أشباهها، صحيح ومقبول للاستهلاك بل يحتمل الوجهين الخطأ منه والصواب، ونحن للأسف الشديد في زمن الرقمنة وشبكات التواصل الشاسعة، أمسينا نروج للرداءة فقط و بكل صورها وأصنافها وألوانها، و في كل شئ شئ ننشره ونؤلفه ونوزعه ..!
وللأسف الشديد هذا واقعنا وهذا قفصنا الجديد الذي يلازمنا في المستقبل..
.. لكن العيب ليس فينا بل ..
العيب في تعليمنا..!
العيب في مدرستنا العمومية..!
العيب في سياستنا التعليمية ومقرراتنا ومناهجنا الدراسية لعقود خلت ،وغياب قطاع التربية والتكوين عن القطاعات الاستراتيجية للدولة..!
العيب في هاته الضرة التي أمست من زمان تضايق التعليم العمومي بهدف البضاعة المزجاة..وتسرق منه الكفاءات ولا تعليم عمومي يبقى ولا تعليم خصوصي يرقع
وتذكرت قولة لتوينبي قالها من زمان بعيد
الصراع مستقبلا بين البشرية سيكون بين التعليم والكارثة
تعليقات
إرسال تعليق