في ذكرى ملْحَمَة الشهداء ( 20 غشت ) شاعر" الشهيدة " محمد نخال أكادير// المغرب


 في ذكرى ملْحَمَة الشهداء

 (20 غشت)


شاعر" الشهيدة "

محمد نخال

أكادير// المغرب


ملحوظة:


 أسْتثني الشّرفاء السياسين وهم قِلَّة...القصيدة لا تقصد حقبة تسيير معينة، بل هي صرخة من قلب يعشق هذه المدينة في وجه كل من تكالب عليها، ورؤية نقدية لبعض مراحل التسيير العشوائية، التي عرفتها المدينة، مند بداية عهد الاستقلال، والتي حولتها من "باريس الصغيرة" إلى مدينة منكوبة، ومرتع للقراصنة والمجانين والمتسكعين..!!


           رِثاءُ مَدينَة مَنْكُوبة...


ارْفَعُوا أيْديكُم عن تَدْبير شَأنِها 

ما أرْعَنَكُم 

خُنْتُم العَهْدَ  

بعْتُم دَمَ الشُّهَداء 

ما أبْخَسَكُم 

أيها الفُرْسان مِنْ وَرَق

أعيدُوا سُيُوفَكم إلى أغْمادِها

اسْتَسْلِمُوا، ما أجْبَنَكم 

تَعْلمُ مَدينَتي أنّكُم لسْتُم بِحُرّاس البَراءة 

ولَسْتُم من يُدافِع عن الكَرامة

اخْجَلوا 

وإن شئْتُم

احْمِلوا فُؤوسَكم 

دَمِّرُوا ما تَبَقّى من الآثار 

احْمِلوا أكْوامَ الأحْجار 

ارْدمُوا ما تَبَقّى من الآبار 

جَفَّفْتُم البُحَيْرة

اقْتَلعْتُم شَجَرتها النّاذِرة 

يا للعار!!!

أقَمْتُم تِمْثال أسدٍ مُشَوّه

وسَجنْتُم قِرْدَةً تَكالبَتْ عليها الأقْدار

أجْبَرْتُم أبْناء الشُّهداء على احْتِراف القَرْصَنة 

وما تَبَقّى منْهم لاذَ بالفِرار

هاجَر مُكْرَها، امْتَطى صَهْوَة المَوْت

 في قَوارِب تُصارِع المَوْجَ الجَبّار 

اشْفِقُوا لحالها، أمَا يَكْفيكُم مَآلُها: 

غَربُها مَقْبرة بلا أسْوار 

شَمالها مَعْملُ قُطْن ماتَبَقّى منه آثار

شَرقُها مارِسْتانٌ بلا أشْجار 

جَنُوبها سِجْن مُحاطٌ بأشْواك الصّبار

ويْحَكُم!!! أليْسَ فيكم رَجُل رَشِيد 

أمْ تُرى قُلُوبكُم من حَدِيد

سرقْتُم الثَّوْرَة

طَمَسْتُم شَواهِد قُبور الشُّهَداء 

رَقَصْتُم رقْصَة المُنْتَصِر، وأنْتُم الجُبَناء 

زعَمْتُم الكَرَم، وأنْتُم البُخَلاء 

ويْحَكُم كَيْف تَذْبَحُون مَدينتي

كيْفَ تُقَدّمُون جُثْمانَها قُرْبانا للأعْدَاء 

كيْفَ سَوَّلَتْ لكم أنْفُسكم وَأْدَها

 ارتَدَيْتُم الأسْوَد بلا حَياء 

تَقَدَّمْتُم الوُفُود

جِئْتُم بلا خَجَل لتَقْديم العَزاء 

ويْلَكُم كيفَ طَمَسْتُم عِزَّها

 وزَعَمْتُم أنّكُم نُبَلاء 

اِرْحَلوا عنها ودَعُوها

كَفاكُم الحُرُوب الحِزْبية 

ارْحَلوا عنها

كَفاكُم العَصَبية القَبَلية

هذا "سَمْعَلي" هذا "سْمَيْري" 

هذا "خَيْراني" هذا "حَسَّاني"

النَّزاهَة إنْسانية 

والعَملُ الصّالحُ ليسَ له انْتِماء

مدينَتي تقُول لكم:

أيها السّياسيُّون، أغْلَبكُم مُخادِعون

ماكِرون انْتِهازيُّون

والقِليل فيكُم من النُّزَهاء

تُعَاقِرُون الخَمْرَة ليْلا 

بلا وضُوء تَصْعَدُون المَنابِر 

تَنْهَوْنَ عن مَفاسِدِ الأخْلاق 

وأغْلبُكُم مُرْتَكِب كَبائِر 

في السّياسَة تَرتَدُون التَّقية 

تحْمِلون الوُعُود الوَرْدية  

أنْبِياء تأتُون بالبَشائِر 

و أنتُم كالحِرْباء لا لَوْنَ لكُم 

والجَبانُ في قامُوسِكم شاطِر 

تَبيعُون الوَهْم في مَزادِ العَلَن 

وتُكَدِّسُون الرِّبْح في المَطامِر 

تَمْتَصُّون دِماء المُعْوِزين 

و تَنْهَشُون لُحُوم المَوْتى في المَقابِر 

أيُها المُراؤُون، أيّها المُخادِعُون

أضَعْتُم الأمانَة، تَلاعَبْتُم بالمَصائِر 

خُنْتُم عَهْد من نَصَّبَكم 

أهَنْتُم الحَمَلَ، وكَرَّمْتُم الطَّيْر الكاسِر 

مَتى تَسْتَعيدُون من الشَّيْطان

متَى تَصْحُوا لَذيْكُم الضَّمائِر 

وَيْحَكُم كَيْف تَناسَيْتُم مَلاحِم الشُّهَداء! 

أمْ تُراكُمْ تَبْغُون من يُذَكِّرُكم بالأسْماء!

هَذا واحِدٌ مِنْهم أيّها الأشْقياء 

ماتَ بَطلا وقَهَر الأعْداء 

بَكَتْ عليه النِّسْوان 

وترَحّمتْ عليه السّماء

قالتْ فيه النَّائِحَة:

يَاكْ دْوَيْدَة لْوَحْدُو ..... قْتَلْ  100 عْدُو 

دْوَيْدَه في لَقْنُوتْ ..... الِّلي طَلّْ إمُوتْ

 لْبَسْ الْقُفْطَانْ ..... سْقَطْ الْقُبْطَانْ

لْبَسْ الْبَدْعِيَة ..... سْقَطْ وَلْدْ الرُّومِيَّة

دْوَيْدَه وَحْدُو ..... مَاخَانْشْ عَهْدُو

دْوَيْدَه وَلْدْ لَحْلَالْ ..... مَاتْ في المَحَالْ

وا أسَفاه! 

مَدِينَتي...

يا عَرُوسَة الشُّهَداء  

لَوَّثُوا دَمَ عُذْرِيَتِك 

مَزّقُوا فُسْتانَ بَرْزَتِك

ضاعَتْ في صَحْراء الأحْزاب راحِلتُكِ

وغَرَقتْ في بَحْر الصّراعات القَبَلية قَوارِبُكِ 

لكِ الله يامَدِينَتي...

ولكَ يَوْمٌ يا ظالِم...

..............................................................................................

               هذا مجرد رأي، ومن يرى العكس، أقول له: 

هاتُوا بُرهانَكُم إنْ كنْتُم صادقين

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى