في صباح بارد بمقهى ابن جابر بخريبكة ..!!
بقلم عبد الرحيم هريوى..
اليوم ؛ لقد كان للجلوس الأخوي طعمه الأدبي ،ولم يخلو من حميمية،وذكريات من صداقة الطفولة، التي ظلت مخزونة في الذاكرة الجماعية، والتي عادة ما نعيش أحداثها وكأنه الأمس..!
اليوم ؛ وها هنا بمقهى ابن جابر بشارع عبد الرحيم بوعبيد ..كان للتواصل مع وجه من الوجوه الأدبية للمدينة المنجمية، إنه الكاتب القصصي والروائي نور الدين بن صالح الزرفاوي ،ابن بلدتنا المفاسيس و الإطارالمهندس - المستشار الفلاحي، الذي لبى الدعوة كي نعيد الماضي بطعم خاص و بلغة الحاضر ،ونتمتع بلحظات مميزة، لا تخلو من دفء نصنعه بأنفسناكي تستمر الحياة بمنظورآخرنرضاه..!
لقدكان اللقاء أدبيا بامتياز، ناقشنا من خلاله ما استجد في مجال الكتابة الرواية والقصصية المعاصرتين،ومعها المشروع الجديد له من خلال رواية (الشمس تشرق من الجنوب..نور ونار..!؟! )واللمسات الأخيرة عن هذا الإنجاز الأدبي المتميز،الذي كان لي شرف قراءته وكتابة تقديم له خلال بداية الحجر خلال سنة 2020 ، والذي لا يخلو من إبداع وعطاء فنيين متميزين في مجال الكتابة الروائية المحلية والوطنية والعربية، التي عادة ما يتم التركيز في مواضيعه على ما تطمره لنا الذاكرة الجماعية، التي تجمعنا كأجيل من الستينيات والسبعينيات، ونرى ما نراه ونحن قد هرمنا وأخذ منا الزمان أخذته، نراه بعيون ولمسات من الحاضر،حين نعيد صياغة ذاك المطمور والمدفون، و الذي يتم استحضاره بالطبع من أجل الذكرى، والمقارنة والمتعة ولذة التعبير الأدبي والفني في مجال الرواية المعاصرة والحديثة، التي قال فيها الناقد والروائي المغربي محمد السويرتي أنها أمست صورة لواقع مجتمعاتنا العربية بل لسان حالها،وذلك لما تتضمنه من كتابات سيرذاتية أمست تتحكم فيها أبينا أم كرهنا،وهي تعيدنا عن طريق الفيدباك وبطواعية معلنة للتاريخ الدفين ،كي نعيد صياغته بلغة الأدب الفصيح، ولكي نعطي ما نعطيه من صور مجتمعية عبر الفلاش باك للقارئ والقارئة مناصفة ،وتمسي بالفعل تلك من النصوص المتحركة والحية التي لا بد من قراءتها قراءة جديدة و عميقة كي نفك شفراتها،ولعل ذلك ما ذهب إليه الروائي نور الدين بن صالح الزرفاوي في روايته الأخيرة،والتي هي في طريقها للنشر في انتظار رقم الإيداع من الكتابة الوطنية بالرباط،ولعل تأخر خروجها للوجود كان بسبب تعطل الحياة العامة على صعيد جميع المجالات نتيجة تفشي الوباء العالمي كوفيد 19، والذي أثر بشكل كبير على حياتنا التي كنا نظنها بأنها عادية ،وصارت غير ذلك بعد التحكم فيها من خلال دخولنا لعالم الحجر والتحكم في الحريات الشخصية للأفراد والجماعات والتي أمست لا نملكها إلا بانتظار ما سيصدر من قرارات وقوانين وتشريعات جديدة يتم تجديدها أو إلغاؤها..لكن الحياة يجب أن تستمر في ظل الوباء وما يخلفه من أضرار بشرية واقتصادية ومجتمعية..كي نتعايش معه بلغة العصر وهو يعيش كعدو بيننا يجب أن نعمل ما في وسعنا كي ننتصر عليه بإرادتنا كبشر وإيماننا بالله كمسلمين..وتستمر الحياة نحو غد نتمناه الأجمل لنا ولأولادنا وأحفادنا بالمغرب الجميل الذي نتمناه أن يكون مستقبلا كذلك ..تركيا جديدة بشمال إفريقيا ..!؟!
تعليقات
إرسال تعليق