لكل زمن شكل قصيدته الشعرية ..عبد الرحيم هريوى / خريبكة اليوم/ المغرب
لكل زمن شكل قصيدته الشعرية ؛لأن الشعر أسمى تعبير فلسفي وجمالي وأدبي للشعوب عبر التاريخ الإنساني..!
موليم لعروسي أستاذ الفلسفة والجماليات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية يقول : “ولو وجد بيننا اليوم؛شاعر يكتب الشعر العمودي كالمتنبي أو أفضل منه،فهل سيحصل على مكانته ورمزيته بيننا أي ذاك الاهتمام الكبير والوزن و الثقل كشاعر ،لكنه في غير زمانه ..أي ما دمنا نعيش زمن قصيدة الشعر المنثور أوالعمل الشعري والحداثة الشعرية ..؟؟
لكل زمان شعره..والنهضة الأدبية والشعرية التي نظر لها كل من عميد الأدب العربي طه حسين وجبران ومطران وميخائيل نعيمة ومحمود درويش وتميم البرغوثي وأمين الريحاني ، وجهود فكرية ونظرة نحو حداثة شعرية وأدبية ،في تفاعل إيجابي مع ما عرفته العلوم الإنسانية والآداب من شبه قطيعة مع الرؤى القديمة للرواية الجديدة مع الفرنسي و سرفانتس في رائعته دون كيشوت “كانت الأهداف والوسائل تختلف بالتالي من روائي إلى آخر بحيث صار كلّ واحد يشكّل بذاته نموذجًا لكتابة تميّزه وتبلور رفضه للأشكال البائدة, ما حدا برولان بارت إلى القول بكثير من الشفافية والدقة: (من الأجدر أن نسأل عن معنى أعمال روب – غريي أو بوتور بدل أن نتساءل عن معنى (الرواية الجديدة)* كل التحولات الفكرية والفلسفية والأدبية التي عرفها الغرب تكون بشكل من الأشكال قد أثرت على ثقافتنا وساهمت في قطع أسلاك القفص الذهبي.الذي وضعه لنا الأقدمون كي نبقى نجتر نفس القصيدة وبنفس الأسلوب والطريقة ،ونقول لهم ما قاله الشاعر والناقد المغربي الجميل صلاح بوسريف: هذا بيتنا هذا شعرنا وهذه قصيدتنا.لما يزيد عن 14 قرنا.حتى تغيرت القواعد بالانفتاح على بورخيس وبودلير.وصرنا بعيدين عن كل عمودي ظل في سيد زمانه.ولنا في شكسبير العرب المتنبي صورة لتراث غني عن التعريف.لكن لهم شعرهم ولنا شعرنا.فلنضرب مثلا عقلانيا.فهل إذا ما بزغ فينا شاعر يكتب أحسن من المتنبي و بالقصيدة العمودية في القرن 21 هل سيصبح متنبي ثاني في زماننا..!؟
– وهل ستعطاه مكانة أحمد مطر ودرويش والبرغوثي عبر السوشيال ميديا..!؟
– وهل يقرأ شعره أصلا..؟؟
-لا حظ كم لهؤلاء من قراء اليوم..وبالخصوص من يعشق لغة الشعر!؟
–وكم يتقاسم جملهم الشعرية من كاتب وشاعر وأديب.!؟ بل هناك من ألف كتابا وجعل من مثل هذه الجمل الشعرية. عنوانا لها.وصدق محمود درويش لما قال: فوق هذه الأرض ما يستحق الحياة ..وفوق هذه الأرض العربية ما يستحق للشعر الحديث والنص المنثور ،أن يحلق في سماء هذا الوطن العربي الكبير بروح جديدة تحمله بعيدا.والذي ما لبثت تعيش شعوبه بكل شيء قديم وبالي .. ولا تطور.. ولا تحب التغيير.. لأنها ألفت دفء البيت القديم.وليس من السهل على أمم محافظة في كل شيء،و تعيش في بؤبؤ التقليد والمحافظة على البالي والراشي القديم ،أن تجدد ثوبها وترمي بالخرق والأسمال،وتغتسل بماء عصرها.. لعلها تشم رائحة عطر جديد..!
تعليقات
إرسال تعليق