ويبقى الذباب الالكتروني صورة ميتافيزيقية عن الذباب الطبيعي في أفعاله وتصرفاته خلف الشاشاشات..! عبد الرحيم هريوى /الدار البيضاء اليوم/المغرب
ما أكثرهم اليوم يا صاح ترخيم لصاحبي..!
وهم اليوم؛ يتناثرون كالذباب الأزرق ،ولا يظهرون إلا عبر فرصة أو انفلاتات طبيعية ،لذلك تمت سميتهم بالذباب الالكتروني،لان الذباب من طبيعته القرص والسلب والنهب،وله أبشع صورة في الرواية الإنسانية.والذباب لا يحب النقاء والصفاء والنظافة،فهو يتواجد حيثما تنبعث أبشع الروائح والمناظر وكأنه يحوم حول خيالات إبليس اللعين.وعادة ما يتكلم الأدباء والشعراء عن أماكن يستوطن فيها الشيطان،وهذا محمود درويش مكلما الشيطان بأن لا يأخذه لهكذا ثنائيات،ولا ننسى بأن مهمة إبليس وعشائره هو الخوض في المياه الراكدة والمستنقعات،وتجاريه الذباب يرافقه ..لذلك فكلمة الذباب الالكتروني ليس بعفوية في مجال اختيار الألفاظ ومعانيها،وهي لم تأت من فراغ.فمن أبدع الكلمة واكتشفها كمرادف له من الأبعاد ما يجعل الدارس والمهتم بالألفاظ الجديد يقف لحظة فكر وتأمل في الكلمة وما تعنيه من قبح..!
والذباب حشرة مكروهة لأنها ترتاد الأماكن النجسة،تحمل كمية كبيرة من الميكروبات التي تنقل مع الأمراض وتساهم في إزعاج الجالس والنائم ،وخاصة في الأجواء الحارة او الاماكن الكريهة والمتسخة..ولنا ذباب بشري في صفة الذباب الطبيعي وهو الذباب الآلي الإلكتروني،الذي يتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعية ،من اجل الخدمة والارتزاق والدفاع عن أيديولوجيات وأفكار لفئة او طائفة اجتماعية ضد أخرى والأيديولوجية ليس لها كما وصفها الشاعر الفلسطيني محمود درويش والغريزة البشرية ليس لها أيدولوجيا..!
وقد تسأل عن ما يعنيه المفهوم الفلسفي للأيديولوجيا فكريا وفلسفيا، فهي ببساطة علم الأفكار. وأصل النشأة كان في زمن فرنسا التحرري والثورة ونابوليون الثقافي والاستعماري الكولونيالي الجديد، على يد المفكر دستوت دي تراسي Destutt de tracy ولنا اصناف وأنواع من الأيديلوجيا نذكر من بينها البورجوازية والبلوليتارية والاقتصادية والسياسية والعنصرية والجنسية والاجتماعية ..إلخ وأصبحت الايديولوجيا اليوم كما يقول أحد المفكرين المعاصرين: إنما هي الرأي الذي ينادي به خصمي.
تعليقات
إرسال تعليق