لما سئل الدكتور محمد برادة عن ما آل إليه اتحاد كتاب المغرب مؤخرا، كان الجواب صادما لكل جيل مسؤولياته ،فنحن قد أصبحنا شيوخا الآن ..عبد الرحيم هريوى وعلال أب أشرف الجعدوني
بالفعل لابد على كل جيل بأن يتحمل مسؤولياته الثقافية في هذا الوطن وحتى لا تمسي ثقافتنا شيئا زائد على الحاجة أو منسباتية أو قصد تلميع وجوه ووجوه دون الكفاءات التي ما برحت تعطي العطاء بنكران للذات ..!!
سيدي علال ..
ولنا ما لنا من محطات تبقى للذاكرة كي تعيدها ،وتصحو بما فيها كي تراقب كل ما يجري على الساحة الثقافية وبعيون رجالاتها الغر الميامين، والذين لا يريدون جزاء ولا شكورا إلا كنهر يغذي الجداول.. ونحل يطوف حول رحيق كي يقدم المادة الخام للبشر..!
كم أثارتني ٱبتسامتك العميقة، وأنت تعبر لمن هو في سنك، وكل الذين يشبهونك وقد مروا من فوق أماكن عديدة من هذا الوطن. وما زالوا يقولون للحياة لبيك حينما تنادينا ،كي نعيش بعزة الحرف وعنفوانه ما حيينا، وبدون تكبر ولا غرور.. ولا نقول ما يقوله من تكبروا إنها التفاهة يا صاح..! ويخرج نفسه منها. ولا بد أن نكون بطريقة او أخرى نحن من منتجيها او نعتبر من مصادرها، ونحن لا ندري حينما ندون هكذا عبارات تستهزئ من وضعنا ومستوانا الثقافي والفكري والإبداعي ..!
والحكماء في زمن التهافت عبر المواقع الاجتماعية يبادرون لتشجيع الطاقات الشابة، ورفع الهمم بأي طريقة كانت.. وتقدير لكل مجهود يبدل يتم نشره ولو بلغة يعشقها كاتبها..
كم نكون قساة غلاظا شدادا أفظاظا.. حينما ندمر الآخرين بتدوينة عابرة، لا لشيء سوى أننا نحن نظن بانفسنا الظنون ،وأن ما نملكه هو قمة الثقافة والمعرفة.. ولنا ما لنا من ناصية اللغة وآدابها، مما يجعلنا أوصياء عليها بكل تأكيد، وما أكثرهم في زمان الرقمنة اخي علال واليوم ؛ دعني أبارك لك التقدير والمشاركة..إنما هي سوى كلمات فوقها او تحتها كلمات تبقى رسائل من رواية دان براون من شيفرة دافنتشي ..وعلمتنا الرواية العالمية المعاصرة أشياء وأشياء نعتمد عليها في حياتنا مثلا أنه ليس هناك جلاد مائة في المائة، بل هناك حياة اجتماعية يسودها الطغيان والتسيب هي التي صنعت منه هذا الجلاد.. وليس هناك مؤمن مائة في المائة ولا كافر مائة في المائة فيمكن للمؤمن أن يقوم بأعمال مشينة لن يقوم بها الكافر ،والعكس صحيح..
سيدي عبد الرحيم ..
إن طبيعة التربية التي اعتنقناها منذ نعومة أظافرنا هي التي جعلتنا نتشبث بهذا الإيقاع الثقافي و نتقاسمه مع جيل الحاضر والمستقبل ، نعم لقد هرمنا وأصبحنا نطل على حافة الوداع ، ولم يبق لنا ذاك الحضور القوي بقدر ما بقيت لنا سوى بعض الإطلالات الموسومة بالحنين للكلمات المرتجلة العالقة بذاكرتنا نحاول بها مشاركة فريق زمن التفاهة ، لنقول إن ثقافتنا التي اكتسبناها كانت ثقافة ممتعة وحية تزرع فينا الصمود وإثبات الذات ، تمد الإنسان بالحيوية والنشاط الفكري المتميز ، وخير دليل هو ما طبعناه في زمن اللاعولمة بحيث كنا نعتمد على خلق أفكار واستراتيجيات فنية مريحة كمتنفس لكل المتعطشين بجو المحبة والمودة والتعبير
بعقليات قوية الفهم والثبات ، لقد كنا نعيش على إيقاع المحبة الأخوية الصادقة الموسومة بالتآزر والتضامن ونشر ثقافة ممتعة لكل الطوائف دون تمييز ...
فبرغم الشيب الذي اعتلى فروة الرأس ، نقول للجيل الحاضر ها نحن هنا صامدون ، وها أقلامنا مازالت تقطر بما يشفي الغليل . فلا الحواسب ، ولا جوجل يمكن له أن يقصينا من الساحة الثقافية والإبداعية ، وحتى الذكاء الاصطناعي لا يمكن له أن يعوض مشاعرنا وأحاسيسنا أو خواطرنا وإبداعاتنا ، لأن ليس به روح ، بقدر ما هو عبارة عن ببغاء اصطناعي يحاول ترتيب ما اختزن في جوجل بسرعة تشبه سرعة الضوء فقط ..
أخي سي عبد الرحيم ، إن ثقافة هذا الزمان ، لا تفي بالغرض المطلوب ،بقدر ما تشوش على الفكر، وتخلق توترات تعصف بالإنسان لتتركه يعيش الصراع مع نفسه ومع غيره ، هذه هي العولمة والحداثة والتكنولوجيا المتطورة حسب زعم أصحابها ، لقد قلبت كل الأوضاع رأسا على عقب وفرضت عليه ، لتبهره ، وتسحره ، وتسلب إرادته،و تدعه يعيش بلا معنويات،فسياسة ثقافة الحداثة ، سياسة قاتلة لا متعة في أروقتها ..
دمت أعز الناس ، وأخي الذي لم تلده لي أمي ،محبتي وتقديري لشخصك المميز ..
تعليقات
إرسال تعليق