" قراءة أدبية وفنية لقصيدة " لو" للشاعرة خديجة بوعلي / عبد الرحيم هريوى
" قراءة أدبية وفنية لقصيدة " لو"
للشاعرة خديجة بوعلي
عبد الرحيم هريوى
خريبكة//المغرب
كما عودتنا الشاعرة المقتدرة الأستاذة " خديجة بوعلي " بغزارة في الأسلوب وبلغة الشعر العميق وهي تجوب عوالم فضاءات متخيلها الباطني وبتنسيق إبداعي كبير في تمثلاتها لصور رمزية ممتدة من العشق والحب العذري للحياة الطيبة التي نبحث عنها في أي مكان جميل في بيئتنا الطبيعية و بين ذواتنا وعالمنا الإنساني الخير..!؟

قصيدة "لو "
تسحر القاريء المحب والعاشق للشعر بقوة في التشخيص و بقوة في الأسلوب وبفيض من صور التحدي لما هو مألوف في حياة البشر وهي تحوله بلغة الشعر لما يصبح غير مألوف أو من أبعد المستحيلات في الواقع باستعمال كلمة " لو " وذلك قصد تحقيق رغبتها ورغبة القاريء معا أي بتحققه عبر لغة الشعر لإثبات الصور وتركيز المعنى وإعطاء الجمالية المرجوة من نبض الكلمات وتلك هي الصور الجميلة التي تحملها القصيدة..كلو تزهر السماء..أو النوم في الشهد ..أتوسد العسل والبهاء..كلها تعابير راقية وتحمل عذوبة وموسيقى شعرية تخاطب المشاعر والأحاسيس الإنسانية الراقية مما يعطي لقصيدتها متعة وقوة في الخطاب ويجعلنا أمام أبيات شعرية حقيقية لا يستطيع أن ينسجها بجمالية وفنية إلا من له ملكة الشعر ..ولما تقرأ لها تتيقن أنه بالفعل ( الشعراء مناصفة يولدون من أرحام أمهاتهم شعراء ) أي أنهم يحملون تلك الاستعدادات الفطرية التي سوف تؤهلهم ليكون لهم باع طويل في عالم الشعر والشعراء وأظن جازما بأن الشاعرة( خديجة بوعلي) واحدة منهم ومنهن مناصفة ..
النص الشعري :
"لو"
لو..في محطة مخملية
تفتقت بحيرات السماء
توقفت الأرض عن الدوران
أعلن جلجامش :
أن حي على البقاء
لو..
لو تعطلت عجلات الكون
و امتنع العقل عن غيه و لغاه
لو..
يفرد النبض جناحيه..
في أعلى الجنان يبتغي
فردوس البهاء
نورسا يصير..
محلقافي شطآن المحال
يمتطي صهوة الأماني /الأهواء
ريشة بين كفي النسمات
تتجاذبها ذات اليمين
و ذات الشمال
في جلباب الجنون يعتكف
مئات السنين و الأعوام.
لو..
لن تو قفني فلقتا الأمداء
أمر.. أسبح.. انتشي ..
أغطس كلي في شعت الغيمات
أستحم برذاذ الشفق
معصمي أزين بجدائل الشمس..
و بريق مقل النجمات.
اسامر خرير الشوق
انادم البدر كل مساء
لو...توقفت الأرض و أزهرت السماء
على نخب اللقاء ارشف
رحيق الزهرات..
اسكن غرف الشهد
اتوسد العسل و البهاء
تتهادى الفراشات هنا وهناك
ما أجمل الربيع... ما أجمل الحياة...
أمعن المكوث في صفاء الأجواء...
خديجة بوعلي
تعليقات
إرسال تعليق