ساكنة جماعة المفاسيس بإقليم خريبكة في انتظار التعويضات من المكتب الشريف للفوسفاط "للكعدة ..!!" بقلم الكاتب عبد الرحيم
ساكنة جماعة المفاسيس بإقليم خريبكة في انتظار
التعويضات من المكتب الشريف للفوسفاط "للكعدة ..!!"
بقلم
الكاتب عبد الرحيم
في انتظار الإنصاف العادل من وزارة الداخلية لساكنة جماعة المفاسيس بإقليم
خريبكة حول تعويض مستحقاتهم من أراضي الجموع الكعدة..!!
لقد أخذني الحنين الدفين لبلدتي بجماعة المفاسيس بإقليم خريبكة مساء هذا اليوم الجمعة 28 يناير 2022. ولقد كان لا بد من الاستطلاع لمحطات مهمة ظلت راسخة في الذاكرة الجماعية لنا كجيل ما بعد الاستقلال، وخاصة الدشر كمعلمة تاريخية..ذاك المكان العزيز الذي يستوطن كياننا منذ الطفولة، والذي كان له أثره التاريخي والمكاني في نفوس كتاب من المفاسيس وبالخصوص همنغواي المغرب الروائي والمهندس نور الدين بن صالح الزرفاوي ..ذاك المحيط الجغرافي الذي مازال يعرف بجمعة المفاسيس ..إنه ذاك السوق الأسبوعي الضارب في القدم، كأكبر سوق بالمنطقة ومورد اقتصادي للطبقة الهشة والفقيرة بالإقليم ،والدليل هو أنه لما وقع ما وقع بين كبار القبيلتين لكل من المفاسيس وأولاد عزوز في ثمانينيات القرن الماضي،وقاطعت حينها ساكنة أولاد عزوز سوق الجمعة، لقد كان من المتضررين بالأساس هم الفقراء من القبيلتين، مما فتح باب الهجرة خارج الديار على مصراعيه لسوق السبت والفقيه بن صالح من بابه الواسع،للاشتغال في حقول الخضر والفلاحة ..!!
نعم؛ إنه نهار الجمعة الذي كنا ننتظره بشغف و على أحر من الجمر كما ألفنا أن ندون في مواضيع الإنشاء حول وعبر عن ما كنت تشعر به وما هو إحساسك في انتظار عودة والدك من السوق..!؟!؟ ، لأنه كان يمثل لنا كجيل الستينات والسبعينات تحولا كبيرا في رتابة أيامنا التي كنا نقضيها في محيط جغرافي شبه مغلق،ولا يقطنه حينذاك إلامن لم يجدوا عنه بديلا، لإنعدام أبسط ظروف العيش وغياب المرافق الضرورية،والتي كانت تبعد عنا بكيلومترات عديدة..هناك بقرية حطان "الشعبة" سواء من حمام وبريد وحليب ومشتقاته وأسماك وخضر ومناطق خضراء ودار الشباب وإعدادية وغيرها..وكان لا بد اليوم وأنا في سن الخريف من العمر،وكأن لسان حالي يقول :
"ها نحن يا مفاسيس قد هرمنا ..ولا شئ تغير فيك..وما زلت كما ألفناك خارج مشاريع تنموية حقيقية وبروح المواطنة كي يعطيك هذا الوطن مقابل ما يستخرجه من أراضي أجدادك من ملايير الدولارات سنويا..!!
وهكذا صرت تائها..مشغول البال ..أكلم نفسي في غبن ..وأنا وسط تاريخ عوالم الدشر ..ذاك حين تلامسني بعمق وتشدني للخلف تلك الذكريات..!
وتلك المروحة المتواجدة بسوق الجمعة و التي ما زالت شاهدة على ماضينا. وبتاريخها السحيق في أيامنا حينما كانت تخرج الماء من بئر بورواح المتواجد بواد بلغراف قصد
ملء الصهريج الذي يستعمل ماؤه في بعض المنازل والمجزرة حينذاك..وهي بالقرب مني والتي
تعود لحقبة الاستعمار..وتذكرت معها قصة غابرة
في زمن الحكي، وما حكت له لي والدتي عن ولد عبد الحي، ذلك المقاوم الفسيسي الشهم
رحمة الله عليه، لما قتله الفرنسيون وهو في شعبة عمارة بعدما يكون قد نفذ عملية
نوعية كعضو ينتمي لخلية المقاومة بالإقليم..وفي هذا الدشر بالذات يبقى التاريخ شاهدا على الواقعة حينما جمع المحتل
الفرنسي رجال قبيلة المفاسيس المقاومة كلهم وبدون استثناء، من أجل اعتقال أخ عبد
الحي الذي قتل بطائرة ظلت ترصد تحركاته و تتبع خطواته..وكله كان في سبيل تحرير الأرض والعباد من ظلم وبطش الفرنسيين..!!
وهكذا صرت أجاري الزمان خلف ظهري..وأنا أستعيد بالفعل سيناريوهات شتى، قد ظلت حاضرة في أحلامنا إلى اليوم ،وظل ذاك الطفل الفسيسي المحروم حاضرا يعيش بين جوانحنا ولن يكبر أبدا مهما تقدم بنا العمر..!!
وما تنتجه الأرض من بقلها وفومها وبصلها من
زراعات معاشية بالخصوص ..وبعدها تم أخذها من
آبائنا من طرف الشركة المعلومة بقوة القانون في إطار ما أمسينا نعيشه من أجل
المصلحة العامة.. مما ساهم في هجرة جل
الساكنة للمناطق المجاورة إلى كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا بحثا لهم عن مخرج
للمعاناة والفقر والبطالة، ومعها إخلاء أرض جماعة المفاسيس، التي ظلت في قلوبهم
تستوطن إلى الأبد..!!
وها أنا كلما تفقدت الدواوير من السكان إلى دوار
أولاد أعمر وأولاد أحمد ومحمد بن قاسم ودوار أولاد عطي ..وهناك أحصي أطلال وآثار وبقايا أسوار وأحجار مهدومة وكلها مساكن مهجورة.. !!
شاهدة على من عاشوا ها هناك..!!
رحلوا ولن يعودوا أبدا إلا من أجل ضرورة وظروف
حتمية وقاهرة ،وقد يتفاجأون بغربة تستوطن المكان ..!!
وكان لابد لي أن أفتح اليوم ملفا للنقاش العمومي
،كي نستطلع ونتعرف كل شئ فيما يخصه حتى نقف عن الحقيقة كاملة حول طريقة تدبيره من
طرف الجهات المسؤولة في شأنه و ما يدور في فلكه من صحة لهكذا أخبار.. لما يتم ترويجه.. وحتى نعرف ما نعرفه من حقائق دامغة عن ملف يهمنا كساكنة فسيسية سواء كنا في
داخل المغرب وخارجه ..وبأن مصير تدبيره يبقى
بأخذ المصلحة العامة للساكنة ككل ..!!
ولقد يحز في النفس اليوم؛
و ما يتم تداوله عبر العالم الرقمي مؤخرا عبر فيديو باليوتوب، تابعت فصوله وتدخلات
بعض أفراد ساكنة جماعة المفاسيس،حول مطالبتهم من الجهات المسؤولة "وزارة الداخلية" وذلك من أجل إنصافهم في
حق من حقوقهم، و يعتبر هو في الأصل من حقوقهم المشروعة في التعويضات المحددة من طرف شركة المكتب الشريف للفوسفاط
بخريبكة، و التي تريد استغلال "أراضي الجموع" الكعدا ،وقد سبق آنفا
أن تم توزيع هكذا تعويضات لأراضي لحلاسة عبر التسجيل بواسطة البطائق الوطنية لكل
فرد يسكن بالجماعة أو ازداد بها، وقد تكلف حينذاك رؤساء الجموع، بتحمل مسؤولياتهم
الأخلاقية والقانونية والعرفية والأدبية في التأشير على اللوائح لكل المستفيدين
حينها من خلال عقد من الزمان قد مر عن تلك العملية.. ولقد كان التعويض تقريبا 4600 درهم للفرد، تم صرفها
من أي بريد المغرب عبر جميع مدن وقرى المملكة ..وما نتمناه من هؤلاء رؤساء الجموع أن يمثلوا دواويرهم حق تمثيل في الدفاع عن
حقوقهم المستحقة بشكل كلي لكل فسيسي وفسيسية وبدون التفكير في طرق تكون خارج
الاستفادة الجماعة وبمصداقية وثبوت الانتماء للجماعة ..!!
واليوم ونحن نتابع ما يتم ترويجه حول مسارتدبير
الملف و الساكنة تلوك أخبارا من هنا وهناك حول هذه التعويضات الجديدة لأراضي
الجموع "بالكعدة" والتي تبقى بحق من
فئة الفقراء والمعطلين وما أكثرهم..وهم الذين يبقوا في حاجة ماسة لها مع مخلفات
وكوارث كوفيد خلال ما يربو عن سنة ونيف من المعاناة..!!
ومع تداول ما يتم ترويجه من هكذا سيناريوهات
جديدة حول طريقة وكيفية الاستفادة وتوزيع تلك التعويضات لذوي الحقوق..!!
-و من يستفيد يا ترى..؟!؟
-ومن سوف لا يستفيد
بدعوى الإقامة بالجماعة أو في خارجها..؟!؟
- وما هي الدوافع والحجج
القانونية التي تحرم فئة من الاستفادة..بدعوى ما..؟!؟
-أو استفادة شخص واحد من
كل دار على حدة.. والتي تكون ما زالت
شاهدة على عائلة تم تهجيرها في ظروف يعلمها الجميع والقليل منها كان قرار هجرته
شخصي ..؟!؟
-وهناك من يقول بأن
العداد الكهربائي سيكون حاسما وحاضرا في
عملية تسجيل ذووا الحقوق..؟!؟ وهلم جرا ..لكل ذلك لا بد من معرفة حقيقة وطريقة تدبير مستحقات ذوي الحقوق بكل شفافية
ومسؤولية قانونية وإدارية واجتماعية..!!!
و كذلك من أجل التنوير للرأي العام ومن يهمهم
الأمر، ومعرفة الحقائق الضرورية حول مستقبل مستحقاتهم المشروعة والقانونية ، وللحد
من الإشاعة في مثل هذه الحالات والمواقف..!
وسعيا منا من فتح باب
للنقاش والحوار الجاد لهذا الملف لدى الجهات المختصة والمعنية بالملف على الصعيدين
الإقليمي والمحلي والوطني، والذي يهمنا كساكنة بجماعة المفاسيس، فلا بد من أن
يستفيد الجميع وكل شخص له ما يثبت انتماءه إداريا بأنه ابن جماعة المفاسيس، وما دامت
الأرض في ملك الجموع أبا عن جد ،ومهما تكن تلك التعويضات التي قد لا تخلو بأنها
تبقى لا تسمن ولا تغني من جوع كسابقتها ..ولكنها على كل حال تبقى
تعويضا من التعويضات بموجب التشريعات والقوانين المطبقة عن أرض كانت في ملكنا
سيستفيد منها المكتب الشريف للفوسفاط، ويستغل ما في باطنها من فوسفات وتستفيد كذلك
من تلك التعويضات إن وجدت فعلا كما يتم تداوله، الفئة الضعيفة والهشة من أبناء
وبنات القبيلة، إذ أنها قد تعينهم بطريقة ما في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية
التي تعاني فيها كل الأسر المغربية بسبب الوباء.
وحتى لا نكون أمام صدمة في
هكذا تخريجة من التخريجات التي تكون ليست في صالح كل فسيسي وفسيسية ينتمي بقوة
القانون التشريعي والإداري للأرض أبا عن جد، فلا بد من أن تراعى حقوق الجميع من
الإستفادة المادية.. وذاك مانتمناه من
الجهات الوصية بأن تنكب على تنفيذه في زمن الضيق والأزمة الاقتصادية الخانقة التي
يعيشها الفقراء وأصحاب الدخل المحدود.
تعليقات
إرسال تعليق