خريبكة  تعيش متحور العقار..
بقلم الشاعر 
عبد الرحيم هريوى

الحيتان الكبيرة والضخمة والأسطورية..!

ها هنا كانت تسبح..

وهي تجوب أعماق البحار..!

والديناصورات العملاقة والأسطورية ..

ها هناكانت تعيش

في غابر الحقب والأزمان..!

تعيش ما عاشت

وتنقرض بفعل سيرورة الزمان..!

تدفن..

ويشهد التراب ..

على أنها كانت هاهنا في هذا المكان..!

وانقرضت..

وتحولت إلى ثروة غالية عبر الأزمان..!

مدينة الفوسفاط

خريبكة ..هاته..!

شاهدة على ما يفعلونه بها منذ زمان

خريبكة مدينة القر والحر والهجران

مدينة خريبكة هاته..!

ممنوع عليها أن تتعلم لغة الزمان

وتتقن البلاغة ووزن الكلام في قبة البرلمان

وتطالب بالعدل والإنصاف وحقها

في

تنزيل المشاريع الكبرى منذ زمان..!

خريبكة هاته

مدينة الفوسفاط والتهميش والعمال

هي

المنجم الضخم الكبير والكامل البنيان

لا يمتص عطالة قط..!

بل تهاجر طيورها برا وبحرا

صوب دولة

" الطاليان..!"

كثير منهم فقدوا

والناجون منهم اليوم في غربة

وفي تحسر على مدينة ثرية بدون ربان

مدينة الفوسفاط خريبكة

تعيش سعار ومتحور البنيان

والزواج الكاتوليكي بين السياسة والعقار..!

كل شئ فيك يخبرني منذ صبايا

بأنك

فيلاج فرنسي كبير بالقرمود

كذلك كنت منذ زمان

كنت

من صنع الاستعمار

حين اكتشف فيك تراب الثراء والازدهار

وما يدريك

لعل ما بين صخورك والأتربة

تعيش الطرائد و الفهود والغزلان..!

وما يدريك لعل في تربتك مغارات تعود لغابر الأزمان..!

وكل ما تراه العين ويعيشه الإنسان الخريبكي في قاعة الانتظار ..!