قيمة قلب شاعرة بين جسدين ، جسد امرأة شاعرة، و جسد القصيدة..!!عبد الرحيم هريوى / خريبكة اليوم / المغرب




 قيمة قلب شاعرة بين  جسدين ، جسد امرأة شاعرة، و جسد القصيدة..!!

حرفك يستحق كل التتويج، بوسام الشعر المغربي ،وجائزة أرݣانة العالمية للشعر،والإشادة بظلال أشجارك الشعرية الوارفة،والدانية قطوفها ،وذلك لما تكتبينه من آهات. أنت الساحرة لغتك، ببلاغة وبيان. كلما حاورت بروحك؛ عبر بوحك الجميل، كل رعايا مماليك النبات والحيوانات والإنسان

عبد الرحيم هريوى

خريبكة اليوم

المغرب


لا غرو؛ حينما لا يستطيع الشعر حملنا خلفه كالبراق،في صورة سوريالية،على الأقل يجيب عن تساؤلاتنا ولا يغلق هاتفه في وجوهنا،فهو الشعر السوريالي طبعا..كل الشعر يحمل قلبه الطيب،ويحن ويعطف لوجودنا أمام بيته،حينما نطلب الدخول،ولا تدخلوا بيته حتى تستأذنوا وتسلموا عليه،وهو يرد التحية بأحسن منها ،ويكفيه فخرا قدومنا في طلبه،لذلك يلبي لنا جميع طلباتنا العاطفية والوجدانية والإنسانية والحميمية


يقول بودلير الشعر الجيد هو الذي يخلق الدهشة لدى القارئ ،ولنا في البرغوثي ودرويش وأحمد مطر ما يكفي من الأمثلة ،في كتابة الجملة الشعرية ،بلغة الانتصار والإبداع ..

على هذه الأرض ما يستحق الحياة ..

إن تحريرها اليوم ممكن..

أنا مثلهم لا شيء يعجبني،لكن أنزلني هنا ،فقد تعبت من السفر


كل التقدير للإنسانة والشاعرة المغربية "تورية لغريب "كما ألفناها في بيت الأسرة الرقمية للأقلام الوطنية المبدعة في مجال النص النثري،الذي لا يسبر أغواره إلا الراسخون في تسلق تضاريس القصيدة الشعرية الحديثة أي أولئك بجمع مذكر السالم ومؤنثه، هم الذين يمتلكون بحق ناصية الثقافة اللغوية وآدابها، يتوفرون على رصيد من الثقافة العامة،يكونون قد جمعوها عبر ذاكرة حافظة،و قد تكون هذه الأخيرة؛ هي عبارة عن مكتبة عينها،على حد تعبير الناقدة المغربية والأكاديمية "زهور ݣرام " 


فلا ننسى قط؛بأن القراءة قراءات للنصوص وحتى كتابتها،فهو سوى عشق دفين، تربى فينا  مع الزمان،و في خواطرنا،حينما نتواجد بمشاعرنا وأحاسيسنا وجها لوجه مع النصوص،تكلمنالغتها،ونكلمهالغتنا،أو نراها من حيث ما لا ترانا،إذ ذاك تكون القراءة النصية مشبعة بأفكارنا و تأملاتنا، كقراء نبحث عن الحقيقة ثم تغبيشها بين ثنايا سطور النصوص،كي نكتشفها بطريقة ما،تكون أقرب منها للسحر تعيش زمنا من الدهر،ولا تموت بل تغيب وتسافر وترحل بعيدا لكنها سرعان من تفاجئنا بحضورها في زمن السوشيال ميدياوذاكرته..دمت بقلب شاعرة رقيق هو؛ يعشق أن يكون صورة من حرفه الذي ينسجه بقدر مقدر،ويسرد عبره كل شيء يحبه،ويكرهه،يطيقه،يبغضه،لا يطيقه،يؤنسه،يزعجه..





قرأت قصيدتك وكانت جميلة في صورة شاعرة،تعكس حياة،على مرآة الحرف ،الوصف والسردواللغة والموضوع والاسترجاع والمعنى والفضاء والذكاء الشعري والترابط.وكل ما يتطلبه العمل الشعري  الحديث أي ما يسمى في الأدب الفرنسي oeuvre-poétiqueوكان المشهدالآخر لصورة الشاعرة تورية لغريب حاضرا بتفاني من جملة صور من الإبداع في كتابتها للقصيدة النثرية..!


ولنتبحرأكثربين أمواج عاتية تجعل قارب الشعر يتفادى التلاطم بالصخر..!

كتابة شعر اليوم ليست كالأمس، فهو يعطينا مساحة شاسعة كي نغترف من أعماقنا ونبدع عبرأحاسيسناالعميقة من سمفونية اللغة موسيقى وأجراس وألحان،وللقارئ تدهش كما قال بودلير..!


والسؤال الفلسفي والنفسي، طرحته تورية لغريب عبارة عن جواب عرضي في قصيدتها ،فلا غرو؛ لما نصادف أن الكتابة الشعرية تحافظ على لون القلب الأحمر الذي نعبر به وعبره عن إعجابنا عبر السوشيال ميديا عن أي منشور يتم تقاسمه،والقلب الأحمر يحمل لون الدم، المادة الحيوية التي يتغذى منها الجسم بكل أعضائه،ومن يملك قلبا في ذلك اللون ميثولوجيا يجسد نوعا من اللغة في علاقات إنسانية مع الذات والآخرين،وقد يتخذ القلب لون السواد الذي يجسد الظلام والقبح والبغض والكره والحسد والحقد ،لذلك الشاعرة تورية لاسبيل لها يعطي لقلبها لونه الأحمر سوى استمرارية في كتابة الشعر كي تحافظ على إنسانيتها وتسيطر بسلطان على توازن في منظومة مشاعرها،ولن يكون لها ما تريد وتحافظ على تلك الصفات المبجلة إلا بالدوس على القلب الأحمر نفسه حتى لا يتحمل أوجاع من ذاكرة تربطه بمملكة الماضي، الذي حولته بلغة شعرها إلى ركام قد انصهر في حميم الأزل، وترى فيما تتمناه من حياة صبحها مشرق يحمل معه نسيم لشهر نيسان المشرق المضيء


 أكتب الشّعر

لأحفظ قلبي أحمر

وغدي أبلج

ولِيصير الماضي رُكاما

مُنصهرا 

في حَميم الأزل


وبعد توطئة ،وتغيير اتجاهات الأسهم ،لما هوقادم ،استطاعت الشاعرة أن تلبي للشعر طلبه،وهو المنتصر في جميع الحروب ،وتتوجه بأكاليل من التيجان،وهو في يومه العالمي ،وكأنها تخاطب الشعر بلغة الحماسة للشاعر أبي تمام ،كي يتسلم الرمح و القرطاس،وينوب عن الدفاع عن الذات الشاعرة في صورة الفارس المقدام ،معتذرة فهي لا تطيق صوت طبول الحرب وطيسها ،وليس ذلك إلا لأنها تحمل قلبا أحمر اللون ولا تتقن لغة الأرقام بذكاء رياضي ،عبر دوائر صغرى، وكبرى، ومساحات، ومعادلات، وقياسات 


أكتب الشّعر

لأنّني لا أتقن لغة الأرقام

ولأنَّني لا أطيق صوت الطّبول

حينما يشتدّ وطيس الحرب المستعرة


ولم تتوقف الشاعر عن المدح والثناء وإبداء العشق الأسطوري لهذا البطل المقدام "الشعر"الذي سينوب عنها حينما يشتدّ وطيس الحروب المستعرة  وهي التي لا تطيق صوت طبولها، وتفصح عن مدى قيمة هذا الكائن اللغوي بعبق حروفه ، وتسويته لظهر الأيام العصيبة ،وتعطيه عدة صفات خاصة ،و أدوار كبرى في حياتها،وذاك ما له أن يكون لولا خيالها الشاعري ،الذي اكتسبته كي يلبي طلباتها كلما احتاجته ،كي يؤنس تواجد خيالها وظلالها الخفية في نصها المنثور،وبذلك تمثلت لنا صورها الشعرية كأساطير نحكيها من شعر الإغريق مادام الشعر وكتابته،يُعمّد الشّمس بنور لا يصدأ، وبلغته ترتفع سدرة اللّغة وتزيّن أجرام السّماء وترمّم شقوق التّصحّرعلى جبين فرح هارب.وبذكاء شاعرة متمرسة،بنوع من التغبيش المقصود تعري الشاعرة الحقيقة بل نصفها على جبين فرح هارب..واحتفاظها على بالنسخة الأولى في ذاكرتها الزمانية والمكانية التي توفر لها ما تحتاجه من حطب وماء في نفس الأوان ،مما يجعل نصوصها فيها من الإبداع والجمال،لأنها تقول ما تقوله الدروس التي تعلمتها هي التي عشتها بالأحاسيس والمشاعر .ومن حقها أن تحتفظ لنفسها بالنسخة الأولى، لتلك المدينة التي تبعثرت ملامحها في أعماق بحر قصيدة ،كمدينة أثرية تحكي أسوارها صورا من ماضي تاريخها 


ولا بد من الإشارة للغة و الأسلوب المعتاد والمألوف في كتابة نصوصها،والذي تنفرد به الشاعرة المغربية تورية لغريب،والذي لا يخلو أسلوبها الجميل والشفاف من بلاغة (استعارة تصريحية ومكنية وتشبيه ومجاز،وبيان،وكله يساهم في إثراء المعنى وتزيين الأسلوب (سدرة اللغة - جبين فرح هارب -ظهر الأيام-عبق الحرف..ولِيصير الماضي رُكاما مُنصهرا في حَميم الأزل)..


أكتب الشّعر

لأنّ عبق الحرف 

يعدل ظهر الأيّام العصيبة

يُعمّد الشّمس بنور لا يصدأ

فترتفع سدرة اللّغة

تزيّن أجرام السّماء

فترمّم شقوق التّصحّر

على جبين فرح هارب

لأحتفظ بالنسخة الأولى

لمدينة تبعثرت ملامحها


لقيمة القلب في جسدين ،أي جسد المرأة الشاعرة تورية لغريب، وقلب جسد القصيدة، والذي يروم مشاركتها في صورة من سدرة اللغة التي ترتفع وتزين أجرام السماء،في نهاية السيناريو من القصيدة تكتب الشاعرة وصية شعرها على لحد قبرها ،ها هنا ترقد الشاعرة الرقيقة التي عاشت بقلبها الأحمر وارتوت من نبع ماء معين لم ينفجر إلا من صخرة القصيدة وكان ذاك سر خلاصها من حياة جائرة،وكأنها أرادت أن تقول للقارئ هو ذاك هو عنوان حياة ،وسيرة ذاتية كتبت بمداد الشعر 


أكتب الشّعر

لأورثكم زمرة دمي الثائرة

لتكتبوا على شاهدة قبري

هنا ترقد امرأة 

عاشت بقلب أحمر

فارتوت من نبع القصيد

ونجت من حياة جائرة


من ديوان

 في الشارع المقابل لجرحنا القديم


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى