يوميات من خريبݣة: القراءة سلوك حضاري بامتياز..الرواية تؤنسن الجلاد،لماذا أصبح هو؛ جلادا.؟! عبد الرحيم هريوى خريبݣة اليوم المغرب
يوميات من خريبݣة: القراءة سلوك حضاري بامتياز..
الرواية تؤنسن الجلاد
ولماذا أصبح هو جلادا..!؟!
عبد الرحيم هريوى
خريبݣة اليوم
المغرب
القراءة سلوك حضاري بامتياز،والكتابة ترجمة عملية لتلك القراءة على وجه الأوراق،و لما تم جمعه من ثقافة عامة من تلك القراءة عينها، عبر ردح من الزمان .
وصدق من قال :
« بأن القراءة والكتابة،هما توأمان، إذا ما مرض أحدهما وعطس، يصاب الآخر بأنفلونزا الخريف..!»
قد أوجه كلامي في هذا المقام ؛ لكل قارئ أو قارئة مدمن أومدمنة على أصناف شتى من العناوين المختارة ،في فروع العلوم والمعرفة والأدب وفنونه و في كل الثقافة الإنسانية ..والسؤال البديهي الذي يأتينا أو يتبادر في دواخلنا هو:
- فهل يمكن للقارئ والقارئة أن يستغنيا في وقت من الأوقات عن عادتهما تلك..!؟
والتي قد تجعلهما يسافران عبرالعالم،ويتعرفاعلى الكثيرمن الطقوس والعادات والتقاليد وحضارات الشعوب عبرالمعمورة،بدون حاجتهما لجوازسفر،إلا الكتب،التي تعتبرالمرآة العاكسة للثقافة من خلال الأدب الإنساني،عبرهكذا نصوص كبيرة ووازنةومؤثرة.تتطلب منا الكثيرمن الاهتمام،وذلك لأقلامها المجربة.والتي نالت حظوتها من الاغتراف الغرفة السوريالية من الكتب عينها ،والتي لن تظمأ بعدها أبدا،من حوض مداد الحرف طبعا.والذي يبقى الحامل الأساس لثقافة الشعوب عبرهذه المعمورة..وما كلام غابرييل ݣارسيا ماركيزببعيد حين يقول للكتاب والقراء معا عبر العالم :
- بأنه لا يبدأ في كتابة أي نص جديد إلا بعدما يكون قد قرأ لأمهات الكتب..!
وصدق المثل الصيني القديم الذي يقول هو الآخر
" أقرأ وأنسى ،وأقرأ وأتذكر..!"
فكل كتاب نعطيه فرصته كي يشاركنا أوقاتنا الممتعة، فلا بد أنه سيترك أثره في حياتنا، وفي سلوكنا ومعاملاتنا .وصدق الروائي المغربي عبد الكريم الجويطي لما قال:
" بأن النص الروائي يؤنسن الإنسان،ويطرح الأسئلة الماكرة،ويلامس الظلال الخفية،ويذهب للمناطق الشقية أوأين يختفي ويكمن الشيطان، الذي يتكلم معه محمود درويش متحديا إياه " أيها الشيطان لا تضعني في الثنائيات .!؟ وبذلك لا يبقى هذا الجلاد في صورته الاجتماعية القبيحة المدمومة،لما نطرح السؤال عن شخصيته كجلاد ،وعن الدوافع والأسباب التي حولته من حالة إلى حالة ، أي من إنسان عادي إلى جلاد..!؟!
وبذلك نتوصل لنتائج تغيرمفهومنا للإنسان والحياة معا،ولن نرى بعدها الحياة إلا باللونين أبيض أو أسود،ولن نسقط بذلك بعدها أبدا، في قبح وسواد التشدد والتعصب والتحجروالرجعية العمياء..
الرواية إذن تعلمك؛ بأنه لا يوجد مؤمن خالص ولا كافر خالص،فيمكن لهذا أن تصدرعنه أفعالا شيطانية جد قبيحة ومشينة قد لا تصدرعن الكافرعينه..
لكل ذلك لا بد لكل قاريء أو قارئة أن يطرح على نفسه السؤال الفلسفي التالي :
- لماذا أنا أنكب على القراءة طيلة فترة زمنية..؟!
- وهل لهذه القراءة أثرها على ثقافتي ومعارفي وشخصيتي ككل.!؟
وصدق الروائي الإريتري جابر حاجي صاحب " سمراويت" لما قال في إحدى ورشاته التكوينية،حول كيفية قراءة وكتابة النص الروائي الحديث،تبعا لخصائصه و شروطه ومميزاته وفصوله الحديثة ،وعلى أن ما نقرأه أوما قرأناه،قد ينتشر في دواخلنا بشكل من الأشكال ،ولا نعرف مكانه بالضبط .وفي وقت من الأوقات لما نحتاجه في كتابة نص من النصوص،قد نستحضره في حينه لما نستدعيه سواء كعبارة أو جملة أو قولة أو فكرة أوغيرها..
وفي الأخير؛ نقول:
قد تبقى القراءة حق من الحقوق الطبيعية للإنسان،والقراءة هي من الأسلحة التي يمكن أن يكتسبها أطفالنا عبرمراحل،لكن بشروط كما قال رائد القصة القصيرة المغربي والأستاذ الجامعي" أحمد بوزفور" لكي يقرأ الطفل لابد أنه يشاهد والديه يقرآن..والأطفال من طبيعتهم أنهم يقلدوننا..وللأسف آخرما تفكر فيه مدارسنا وتعليمنا العمومي اليوم هو خلق مكتبات مدرسية حقيقية،في إطارتجويدها للحياة المدرسية،ويشرف عليها من يعشق القراءة والكتاب معا،وليس بإداريين،ألفوا الإهتمام بالروتين والرسميات،في غياب أي إبداع وخلق وتجويد للعرض، الذي يثيرالرغبة لدى المتعلمين في خلق نوادي للقراءة ومكتبات في إطار مشاريع المؤسسة ،تحت إشراف مجلس التدبيروالمجلس التربوي ،وتلك من بين الأهداف والمرامي التي يجب تفعيلها من طرف المؤسسات اليوم ،كي نخلق في هذا الوطن العزيز أجيالا لدينا،تحب القراءة وتعشقها ،كما نراه في الدول المتقدمة..ولقد سبق للراحل صاحب رائعة "محاولة عيش" و "بيضة الديك" محمد زفزاق أستاذالفلسفة أن اشتغل في الثانوية التي درس فيهامكلفا بمكتبتها المدرسة، لعشقه للكتاب وعوالمه السحرية ..!!
نعم توأمان منسجمان ملتحمان
ردحذف