مرحبا ببرنامج "بلادي " بالمدينة العالمية للفوسفاط خريبكة - المغرب بقلم عبد الرحيم هريوى خريبكة -المغرب
مرحبا ببرنامج "بلادي "
بمدينة للمنجم والعمال والقطار..
لكن لا شئ يثيرنا كي يثيركم اذهبوا لعين سردون وأوزود فعندهم ما تبحثون عنه فهو غير موجود للأسف بالمدينة العالمية للفوسفاط خريبكة..!!
إنه لن يخصص حلقة من حلقاته للقدوم للمدينة العالمية للفوسفاط.. لكي يصور انطلاقا من شوارعنا المتحفرة كيف صرنا نعيش خارج حضارة ومدنية القرن 21 ونحن نغلقها وتغلق أبوابها المشرعة بالأتربة والمزرار أي الحصى/ ولعله ليس لدينا زفت.. وبعد الواقعة وخروج الخبر للعلن وصار يجوب مواقع الشبكة التواصلية وأمست حكاية طريفة يتقاسمها الركبان.. يظهر فيها الزفت مؤخرا كمادة نادرة وبشتى الألوان تشبهه في الصورة والمنظر ويتم رش هنا وهناك..وقد غلقوا ما شاؤوا أي بضع حفر وتركوا ما شاؤوا تركوه في عالم الانتظار والنسيان..وبعد القطرات الأخيرة عادة حليمة تشكي حال حفرها القديمة ..كما شكتها عبر السنون الطويلة..!؟!
وأنا أتابع هذا المساء برنامجا تحت عنوان"بلادي " بقناة المغربية الإخبارية عن مدينة بني ملال عاصمة جهتنا الموسعة، ومستقبلها السياحي والاقتصادي والتنموي الموعود كرائدة في الجهة الجديدة بني ملال -خنيفرة.. وهذا شرف طبعا لها و لساكنتها فلا حسد..خاصة وأنه من يقوم بجولة سريعة فيها يرى بأم عينيه بأن المدينة الأطلسية نهضت بتظافر جهودها أبنائها وأسطر باللون الأحمر على أهمية الكلمة كما حكى لي ذلك أحد أبنائها ونحن في لقاء عابر بمؤتمر جهوي..بحيث تركت جميع الصراعات والحزازات والتطاحنات والمصالح الشخصية في نفخ الأرصدة والحسابات في الزواج بالثلاثة أي بين المال والسياسة والعقار .. وتركيز جميع أبناء مدينة عين أسردون على النهوض بهذه الحاضرة معشوقة وملهمة الروائي المغربي المعروف عبد الكريم الجويطي وصاحب "رواية المغاربة "والتي قال في شأنها الكثير لارتباطه العاطفي القوي والجنوني بها..وأمسى لسانها الثقافي والأدبي كي تنمو وتكبر وتتقوى كحاضرة في المستقبل، وذلك من نبل وشيم الكتاب المخلصين لضمائرهم ومبادئهم الثقافية والفكرية،والذين يحبون موطنهم الأصلي ويكرهون له ما تجنيه البراقيش على إخوتها !! ولا أدل على قولي هذا ما كتبه في رباعية ثورة الأيام الأربعة حينما استدل بقولة الروائي الأرجنتيني الذي انتحر سنة 1942" روبرتو آرلت " الذي قال عن حبه للمكان الذي يعيش فيه بلغة الأدب من لم تلهمه حارته لن يلهمه أي مكان آخر في العالم ومن صار أعمي في بوينس إيريس سيصير أعمى في برشلونة و روما وباريس..ومن صار أعمى بالمدينة المنجمية خريبكة سيصير أعمى بطنجة والرباط ومراكش وأكادير..!؟!
وأنا أتابع لقطات ومشاهد تلفزيونية لمدينة أطلسية رائعة وجميلة ٱسمها بني ملال كبرت مع الزمان في عيون عشاقها..ولكنني سرعان ما تساءلت في قرارة نفسي كقلم أوككاتب بفضول نوعي،وتحدي غير معلن، حين تقرأ كل شئ يستحق القراءةمن حولك، وبطريقتك الخاصة..خاصة وأن الكتابة مع توالي التجارب قد تعلمك أشياء كثيرة، أي ما لا يمكن للقراءة أن تعلمك إياه..!
- تعلمك كيف تقرأ نفسك أولا..!
- تعلمك كيف تقرأ ما في واقعك الثقافي والمجتمعي والسياسي من وجوه و شخصيات محورية..!
- تعلمك كيف تكتب وتحذف وتحذف حتى تترك ما تصلح قراءته ..!
- وتعلمك كيف تقرأ محيطك العام، وطباع الناس ومستوى تفكيرهم..ونرجسية وغرور بعضهم.وتدافع هذا وذاك نحو المطبخ البلدي كي يغمس له تغميسة كبرى من مرقه أي بطريقة من الطرق المعروفة لدينا.ومثالنا المغربي يعبر بدقة بليغة عن ذاك
- لي عندو مو وسط الجماعة ما عندو مناش يخاف..!!؟
لكن؛كل هذا يبقى على هامش القول الصريح والصادق المنتظر في مسار حديثنا عن "برنامج بلادي" الذي عرف أين يذهب وإلى أين يحمل أضواء كاميراته صوب مدينة بني ملال الخضراء ،وليس صوب مدينة تنتج ما تنتجه من فوسفاط يجوب القارات الخمس،نعم؛ صوب المدينة الناشئة التي تتحرك بخطوات ثابتة..و يسلط أضواءه على أمكنةطبيعية وسياحية جميلة ورائعة يمكن أن تجلب الزائر والسائح معا لمثل هذه الأماكن الخلابة التي فيها متعة للنفس والعين ومن الواقع الطبيعي للأرض الملالية "عين أسردون-منتجع أوزود-سد بين الويدان..!"
ومباشرة بعد نهاية البرنامج *بلادي * تساءلت كمواطن خريبكي حر و مغبون .. وتهت لحظتها أفكر مليا بيني وبين نفسي وبكل صراحة وواقعية..!!
فهل يفكر أصحاب برنامج "بلادي في يوم من الأيام في زيارة لمدينة مثل خريبكة ،كي يطلعوا المشاهدين والمشاهدات المغاربة داخل الوطن عن مدينة خريبكة التي تصدر الفوسفاط و أبنائها المهاجرين لسبانيول والطاليان ..!
فكيف لا يزورنا "برنامج بلادي " كي يوثق ما يوثقه من مشاهد وصور ويكون شاهدا إعلاميا عن هكذا منجزات كبرى بين ضفتين والتي ما فتئت المدينة الفوسفاطية تعرفها ،وما تتوفر عليه من أماكن تثير الزوار والسياح كوجهة ببلادي..وهي المدينة الفريدة من نوعها التي فطنت لغلق حفر الشوارع الرئيسية فيها بالأتربة والحصى وكأننا نعيش في زمن الدولة العباسية والأموية قبل اكتشاف مادة البترول ومشتقاته ..حينذاك فلا حرج بأن تتم العملية بتلك.. !!
- فماذا يا ترى سنقدم للمشاهدين من خلال هذا البرنامج *بلادي* ويا ترى ما هي المشاريع والمنجزات في هذه الجهة الجديدة التي حصلت عليها مدينتنا الغنية بثروتها الباطنية من مستشفى جامعي أم هو مركب رياضي شبيه بما تم تشييده بفاس وطنجة ومراكش وأكادير أم قاعة للمؤتمرات والمنتجعات وقاعة لمسرح بلدي وهلم جرا.. سنريهم ما نرى ولن تحجبه أشعة الشمس مدينتنا بالغربال ،ونكون أقرب للصدق ونقول الحقيقة ، لعدنا حنا في هاذ المدينة سوى المنجزات المعملية الكبرى للمكتب الشريف للفوسفاط وكأنك أمام عالم من عوالم العالم الحضري الميغالوبوليس الأمريكية..!
سنريهم "المكانة التي نقوم بإعادة إصلاحها عبر العقود كي تبقى شاهدة عن تاريخ مدينتنا الذي توقف منذ زمان -النافورة في المدخل-وما أدراك ما النافورة - حي الفردوس الذي كانت فيه حديقة رائعة وجميلة في زماننا وفي ذاكرة مدينتنا و تم وأدها بسبق الإصرار باسم زحف غول العقار على كل شئ حي أخضر - في تطبيق عقلاني لسياسة المدينة وأهلها الذين يفتحون اليأس على أكثر من صعيد عفوا السياسي يفتح أبواب الأمل..
سنريهم فيلاج فرنسي ورثته المدينة منذ الخمسينيات سطوحه من القرميد لما كانت الثلوج تكسو مدينتنا في زمن من الأزمنة الغابرة شيدته ماما فرنسا-التي اكتشفت الفوسفاط .. والمركب الثقافي المشهود له بالمرور بالقنوات التلفزية الوطنية خلال دورات السينما الإفريقية مع الراحل نور الدين الصايل- والإسمنت وسرعة اجتاحه شرقا وغربا،شمالا وجنوبا- والباقي شوارع مرقعة حفرها بالحصى والأتربة-وكثرة الأسواق -والباعة المتجولين في كل حي وطريق- ولكوارو -ولكرارس - والكلاب الضالة -اختناق الشوارع لكثافة العربات وضيق الأزقة والشوارع-كثرة المقاهي تفوق العشرين سوى في الفردوس من الرأس إلى الرأس قد تسميه حي المقاهي بالأشكال و الأصناف والأنواع وذاك كل ما تراه عين الناظر الفاحص لأحوال مدينة المنجم والعمال خريبكة ..
لذلك نتمنى أن لا يأتي أي برنامجا تلفزيا عندنا فليس لدينا ما نصوره وما نقدمه للمشاهدين ،فنحن يكفينا قناة الرياضية وهي تنقل العشب وملعب يعود تاريخه للحقبة الفرنسية في انتظار تنمية حقيقية لمدينة ثرية بثروتها الفوسفاطية وتحتاج لأكثر من رد للجميل مستقبلا أمام الإنسان المغربي وللتاريخ لما تعطيه من عملة صعبة لخزينة الدولة منذ عقود كثيرة..!
من يقرء هده السطور يتأسف على حال مدينة كانت لتكون من أعظم المدن المغربية و هي التي أعطت مافي باطنها لهدا البلد الدي يغض النظر على حالها فبئسا لسكانها الدين باعوها لسياسين فاسدين يسرون بها إلى الهلاك في إنتظار من يتحرك لإغاتها.
ردحذف