رَقصَةُ الرّيح..!! نبيلة الوزّاني // المغرب



رَقصَةُ الرّيح..!!

نبيلة الوزّاني

المغرب


القصيدة الشعرية تمثل لي كينونة حياة رومنسية متكاملة الصورة و المعالم، إذ لا يعيش سعادتها إلا الشعراء الذين ينصتون لما يبدعونه قبل غيرهم ،وهم الأقرب لما تخطه أيديهم، وبذلك يجعلون من قصائدهم الكبرى والصغرى وباقي أخواتها وسادة أحلام يضعون عليها رؤوسهم في أوقات معينة  كي يهيموا في فصول أحلام، ويعيشون لحظات ممتعة بين ما تحويه الذاكرة البعيدة المدى وبين الخيال الممتد في عوالم الإبحار والخلق والإبداع..

 ولعل كل ذلك ، وجزء منه تبقى تلك هي وظيفة من وظائف اللغة الشعرية والتعبيرية والوصفية عند اللساني الأمريكي جاكوبسون.. لذلك هناك من قال: بأن الشعراء هم المتخصصون في اللعب باللغة ، إذ عادة ما يلعبون لعبتهم بالكلمات، و بشكل عجيب وغريب جدا كي يكون للنص طعمه و إيقاعه الإنشائي والصوتي الشاعري، ويخلقون للقارئ والمستمع معا تلكم الدهشة، أي بين التناسق العميق بين اللفظ والمعنى ، أي بين جسد النص وروحه، ويحدث لنا ذاك  الرقص  وليس المشى على حد قول بول فليري..!!

/
المَطامِحُ التي لمْ تهُزَّها يدُ المُمكنِ
كيفَ لها
الخلاصُ مِن مُنَبّهِ المَمنوعْ؟
كَيف لها
الانفصالُ عنِ استعارةِ الكِنايَة؟
لا شيءَ بعدْ ..
مِقياسُ التّنبّؤاتِ
هزيمةٌ مُكتظَّةُ الخُصوبَة ،
تُوقِعُ بُورصَةَ التّطلّعاتِ الحميدَة
وتُلقي بِالحلمِ خارجَ الألوانْ ..
-
مَا الحقيقةُ وما السّرابْ
البحثُ سَفَرٌ تأكُلُهُ الطريقْ ؟
هؤُلاءِ الذينَ يُحطِّمُونَ الحياةَ
يَخْتالُونَ على أنْقاضِها
يَبْكُونَها حدَّ الفَضيلَة !
مِن أينَ نأتي بِبدايةٍِ أُخرى ؟
تَسلُّقُ الخَيالِ لَهْوٌ مع الوقتْ
تعتيمُ البَصيرَةِ
انْغِماسٌ في الخَطيئَة
فَمِن أينَ تَأتي دَعائِمُ الحِكمَة .. !؟
-
نحنُ أبناءُ الفِطرَة
المُتَّهَمون بكْ
القَريبُونَ جدّاً مِنكْ
البَعيدُونَ كثيراً عنكْ
نحنُ الكَبيرُونَ بالحُبّ سَعةَ البحرْ
الجَميلُونَ لِمَا وراءَ الشّمسْ
القاصِرونَ عنِ الانْطلاقْ
خطواتُنا لا تكفِي
لِنُغادرَ شارعاً ونُفتّشَ عنْ آخَرْ
وإنْ مَضيْنا
الطريقُ يقطعهُ الجائرِونَ والعادِلُونْ
أيُّ الفريقيْن مَذهبُك؟
الحُصولُ ليسَ هديّة
الحُصولُ مُثابَرَة..
-
لا وَقتَ لِهَذَرِ الإسْفلتْ
الموعدُ بعيدٌ كيَومِ العيدْ
قصيرٌ كفرحِهْ؛
الحلمُ قطارٌ أعرجْ
المحطّاتُ ذاكرةٌ لا تنامْ
الأرْصفةُ اجترارٌ لَِلوقتْ
والمَنازِلُ أزمنةٌ تبحثُ عنْ صدَاها..
-
أيّها المُغلَّفُ بالفَوضَى ..
ضَحاياكَ نحنُ ومُتَّهِمُوكْ
المُعتَلّونَ بالمُفارَقاتْ
العابِرونَ في غيمِ التَّوقُّعاتْ
المًطرُ بعيدٌ عن احتمالاتِ الشِّتاءْ
نحنُ التَّعِبونَ عليكَ المُتعَبونَ بكْ
نَطبخُ رُؤى الغدِ
على صَفيحٍ مُتهالِكْ
نُقدّمُها وَجبةً طريّةً للَعفَوِيَّةِ
ونتكاثَرُ في حَنجرةِ الدُّعاءْ ..
-
منّا ومِنكَ تَصدُرُ قيامةُ الضّوء
الانتظارُ يستحقّ حَلوَى النّهاية ؛
لا ترُصَّنا
على أرصفةِ المُصادَفَة
لا تُرهِقِ الجُدرانَ
بأمانِينا الظَّمئَة ،
بثَقلِ ظُهورِنا ،
بالأحلامِ ساعةَ االقيْلُولَة ،
بتلكَ الأشياءِ الصّغيرةِ
التي تُشَكّلُنا ،
لا تتعوّدْ على ثَوبِ البَرْدِ
فنُصبحَ أجساداً
غيرَ مُؤهّلةٍ
.. تذْوي ..
/ في رَقصةِ الرّيحْ /
،،،
نبيلة الوزّاني ( المغرب )
18 / 05 / 2022
قد تكون صورة بالأبيض والأسود لـ ‏‏‏سماء‏، ‏طبيعة‏‏ و‏جبل‏‏

تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى