الغرور و الأنانية في عالم الأدب والثقافة كلها تقتل أصحابها..!عبد الرحيم هريوى/ خريبݣة اليوم / المغرب
الغرور و الأنانية في عالم الأدب والثقافة كلها تقتل أصحابها..!
عبد الرحيم هريوى
خريبݣة اليوم
المغرب
كفنا شر الأنانية والغرور الثقافي والمعرفي عبر السوشيال ميديا الذي أمسى من الأمراض الرقمية الجديدة..!
من خلال ما نتقاسمه من المنشورات عبر السوشيال ميديا ،مع ثلة من الأدباء والمثقفين مناصفة بالمغرب والوطن العربي، وبعد أمة ،بدأت بوادر الغرور والأنانية الثقافية والفكرية والأدبية تغزو عالمنا الرقمي الوطني،ولم ينج منها إلا الحليم المتواضع الزاهد الصوفي في محراب الثقافة والفكر،وهم قليلون بالطبع، لذلك لا بد من كتابة بعض الأسطر من أجل التنبيه وإثارة الموضوع الحساس جدا،لدى الفئة الباغية لأنها لن تتقبل الأمر،أو ستشعر بأن شرطة الفكر في رواية 1984 لجورج أورويل لها شاشاتها الكبرى التي تراقب وتتبع ما يكتب، وما يتداول، وما يتبادله أهل الثقافة والفكر..
الثقافة العامة؛أي ماصار في ملكيتنا من فكر..وما صار لنا من كنوز في عالم المعرفة والآداب والعلوم الإنسانية ككل،والتي نكون قد اكتسبناها عبر سنوات عمر ليس بالقصير من القراءة والاطلاع والبحث والدراسة،ولكن للأسف فهي لاشيء عندما نكتسبها بدون أخلاق ولا نبل ولا فضيلة،ولا نحس مقابلها باحترامنا للرأي الآخر،كما جاء على لسان فولتير :
«قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحقك في التعبير عن رأيك»
إذ؛ فهى سوى صفر كبير لأصحابها بالطبع على جانب ما يكتبونه ويدونونه وينشرونه ويؤلفونه من الكتب والمدخرات العلمية والمعرفية كي يقرأها الآخرون،ولنا في قولة الجاحظ " القارئ عدو ..والقارئ ذكي" و خاصة حينما نتكبر ونشعر بالأنانية والغرور بما نملكه من ثقافة وعلوم .وحينما لا نشارك الآخرين بحب واحترام وتقدير إنساني،لكل ما يتقاسمونه معنا اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغرور فاضح..
وأريد أن أشير هاهنا؛ وبدون أن لا ننسى، فكم من الأشخاص المنتسبين لعالم الثقافة والمعرفة والعلوم،نكون قد دافعنا عنهم بخرقة، عما ذي قبل، لما وجدنا من يهاجمهم في غيبتهم،وينعتهم بالتكبر والأنانية، لكن الزمان يكشف المستور،ويعري أسرار وحقائق بني البشر، أي حين معاشرتهم ومعاشرتهن،فتبث بحق قولة العرب:« بأن أهل مكة أدرى بشعابها» ما دام أولئك عايشوا أمثال هؤلاء البشر، الذين ينتسبون للفكر والثقافة عبر لباسهم الموسمية ،وقد يغيرونها تبعا لحرارة وبرودة أجسادهم،وما بالك من هؤلاء من يعتز بمعارفه ومنجزاته وهو يأخذ له من الصور وسط مؤلفاته في صورة البحتري أو الجاحظ والجرجاني في زماننا هذا، لكن ما يريد تبليغه من رسائل للعابرين عبر صوره ومنشوراته الورقية والرقمية، ومع لسان حاله،وهو يقول
أنا الشاعر وأنا الشاعرة،ولا مجال للمقارنة..!
أنا الكاتب وأنا الكاتبة،ولا مجال
انا المثقف وأنا المثقفة ولا حسد.والباقي منكم ونكن،من كل هؤلاء وأولئك الذين يتهافتون على أي شيء شيء عبر السوشيال ميديا..هم بعيدون كل البعد عن الثقافة والمعرفة والعلوم الحقة،وبذلك هم قد وصلوا لقمة على رأس جبل الغرور الأسطوري،فلا يستطيعون النزول بعدها أبدا ..!
وللأسف الشديد؛ عبر العالم الرقمي، أمست هذه الظاهرة شائعة بشكل لافت للنظر،فنحن أمسينا في سوق كبير ،والباعة فيه في منافسة شرسة وعلى أشدها، فيما بينهم ،وكل واحد منهم يمدح سلعته ،ويذم سلعة جاره..
وكفنا شر الغرور الثقافي والمعرفي عبر السوشيال ميديا الذي امسى من الأمراض الرقمية الجديدة،التي تصيب من ليست لهم ولهن مناعة طبيعية اكتسبوها في العلاج النفسي،وإعادة تصحيح أخطائهم قبل فوات الأوان. و استفحال المرض..!!
تعليقات
إرسال تعليق