في زمن النضال الأسطوري، قراءتي لنص شعري من الأرشيف، للشاعرعمر مرحام الجموحي /عبد الرحيم هريوى/ خريبكة اليوم / المغرب
في زمن النضال الأسطوري- قراءتي لنص شعري من الأرشيف..
للشاعر عمر مرحام الجموحي
***
قصيدة قديمة راقت لي اليوم
أن أعيد نشرها
تحية في زمن العهر النضالي
خذ نفسا عميقا
من سيكار فيديل كاسترو
أنفثه ضبابا في مروج الغلابة
كن نديما لتشيكيفارا
عاقر معه عرق الفلاحين
الق خطبتك العصماء عن الأخلاق
ثم سامر مارلين مونرو
في كازينوهات لاس فيغاس
تدثر بأسمال البوهيميين
غن لفلسطين مع مارسيل
وترنم بأشعار درويش
ثم بارك لبن كوريون عيد الفصح
احتمي بمظلتك الشتوية
عندما يتساقط الثلج
في الساحة الحمراء
وانت تسبح في شواطئ المحيط
وتنعم بشمس الصيف في ماربيا
تبجح بالعروبة والتعريب
وسجل أبناءك في
البعثات الفرنسية
وأنت تعاقر النبيذ الفرنسي
وتنشر صور زوجتك وهي
تمارس الشوبينج في الشانزيليزيه
ناقش نواقص الدين
وأنت تعتمر على نفقة الدولة
وتتمسح بالحجر الأسود
وأستدل بأقوال زرادشت دون فهم
لن تكون فيلسوفا
لن تكون ثوريا
لن يتبقى لك إلا أن
تأكل الطعام وتمشي في الأسواق
فحتما لن تكون نبيا
***
عمر مرحام الجموحي
في زمن النضال الأسطوري، قراءتي لنص شعري من الأرشيف، للشاعر عمر مرحام الجموحي
عبد الرحيم هريوى
جميل هو الشعر حينما يمسي بجناحيه ،ويحلق بنا حيثما تحملنا الأشواق والأحزان والخيبات..الشعر يكبر فينا كل ما منحناه من دمنا و تبرعنا به على قصيدة أحببناها ،كانت لنا متنفسا في أحلك اللحظات من حياتنا، كي تعيش ويستمر وجودها الجمالي تحكي عبر صورتها تاريخها الذي تحمله..
لقد عدت بنا شاعرنا الجميل ابن الديار الفوسفاطية،لزمن النضال الأسطوري،أي لما كنا نسميه بمسميات فلكلورية نعشقهاأي لزمن القومية والماركسية والشيوعية، وصناعة كل الأصناف من الأوهام،بلغة النضال،و التي ظلت تسكننا،و نحملها كمبادئ من دروس التاريخ والجغرافيا والفلسفة اليونانية والغربية،وكان الحلم السياسي أكبر من واقعنا العربي المأزوم ،تتحكم فيه العواصم الغربية ومعها كل إملاءات العم سام،وما البهرجة للقضية الفلسطينية إلا كوفية، وأغاني أميمة ومارسيل خليفة، وأشعار الأرض لمحمود درويش،وما واقعنا المجتمعي والثقافي والسياسي المغربي إلا ما تبدعه الحنجرة الذهبية من أحد أبناء الحي المحمدي ،الذي انتقل صحبة أسرته عبر هجرة قروية قهرية من دوار أولاد سعيد بشاوية سطات،وما صور النخل والحمام إلا إعادة لما جمعته الذاكرة، ومعها لوعة الفراق لباطما العربي مكرها من دوارعاش فيه أحلى أيامه..
لكل ذلك نقول هناك بعض النصوص الشعرية التي تبقى حية فلا تموت بل تحمل تاريخها معها، كلما سافرت عبر الزمن نحو المستقبل،ولعل قصيدتك هاته، سيدي عمرمرحام الجموحي، تحمل هكذا حماقات وغسل أدمغة في زماننا المشترك،و بطرق دراماتيكية في زمانها،وكلها ظلت تخدم صانعي القرار العالمي أي الغرب وأمريكا،ولنا في حرب أفغانستان في زمن الاتحاد السوفياتي صورة من الصور التي يتم ترويجها لأبناء الوطن العربي،و بزعامة بعض الدول كي نعطيها من الدعاية ما يجعلها حروبا عقائدية/ دينية محضة بامتياز،لذلك يسهل على من لا يملك وعيه السياسي والثقافي، أن يأكل الطعم بأسرع وقت ممكن ،دون أن يجد السبيل كي يطرح على نفسه الأسئلة الفلسفية والوجودية الضرورية ،واعتبارا لما يجري البارحة واليوم وفي الغد،كله له ارتباط وثيق،بما تصنعه الأمبريالية والصهيونية العالمية من وصفات جاهزة،عبر دراسات استراتيجية. لكي تستمر الهيمنة العالمية التاريخية والأيديولوجية على شعوب ودول الجنوب والشرق لخدمة أجندتها. وكل ما يتم إخراجه للوجود يتم انتاجه في مختبراتهم بعد تلك الدراسات ومشاريع مستقبلية بعيدة المدى، حول كيفية الاستمرار في المزيد من الهيمنية والتبعية لهم حاضرا ومستقبلا..!!
تعليقات
إرسال تعليق