-كان فريديريك نيتشه تلميذا سابقا لعصره..؟؟قراءات فكرية : الأستاذ معانيد الشرقي وعبد الرحيم هريوى




 -كان فريديريك نيتشه تلميذا سابقا لعصره..؟؟

تسليط الضوء على حياة لفيلسوف غريب، عاش في دواخله يحمل صورة نبي زمانه..!!

قراءات فكرية :

 معانيد الشرقي وعبد الرحيم هريوى



                   عبارات راقتني من أشهر كتاب للجميع "هكذا تكلم زرادشت.."



  • قد رأى زرادشت في الصراع القائم بين الخير والشر الدولاب المحرك للأشياء 

          زرادشت أكثر مصداقية من أي مفكر آخر

  •  التكلم بالحقائق وإتقان الرماية،تلك هي الفضيلة الفارسية- هل فهمتوني؟؟

  • ونيتشه خلال الأعوام الستة عشر التي كتب فيها أنضج أعماله ،بداية من " مولد المأساة" وما بعدها،كان يطور آراءه بمعدل غير مسبوق

  • وفي أغلب الأحيان ،كان نيتشه موقنا تمام اليقين بأنه قد توصل إلى أثمن الأفكار الفلسفية ،لدرجة أنه دون الكثير من الأفكار  دون أن ينقحها

  • ولم يكن من طبعه على الإطلاق عدم الاكتراث بالأسلوب أو النظر إليه على أنه إضافة ثانوية..وبما أنه كان صاحب أسلوب بفطرته

  • شوبنهاور قد آمن أن الموسيقى تمنحنا سبيلا مباشرا إلى تطبيق الإرادة ،بما أنها غير مرتبطة بمفاهيم.

  • نيتشه في اقتباسه المبكر لقصة عن سيلين س ،صديق ديونيسيوس الذي قال: أيها البشر الزائلون التعساء

  • على المبدع إذا شاء أن يكون هو بنفسه طفل الولادة الجديدة أن يتذرع بعزم المرأة التي تلد فيتحمل أوجاع مخاضها


 في نهاية قراءتي للكتاب المشهور:هكذا تكلم زرادشت

خرجت ببعض الأفكارنتقاسمها اليوم ، مع قرائنا الكرام مناصفة..



-لقد كان نيتشه تلميذا سابقا لعصره،ولكن على الرغم من أنه كتب بغزارة منذ سن مبكرة ،فإن كتابه الأول مولد المأساة أو مولد المأساة من روح الموسيقى كما ظهر في العنوان الكامل للطبعة الأولى،لم يظهر للنور إلا عندما بلغ السابعة والعشرين من عمره..


كل ما أدرجته في تحليلك النقدي للمفكر الألماني المشاكس،او بتعبير آخر الفيلسوف الثائر،وكل واحد منا أراد أن يصاحب نيتشه عبر تصوراته الفكرية عن الإنسان المتفوق والخير والشر ،وحشرات المجتمع كما سماها،وعن الميتافيزيقا،والأخلاق والكنيسة ،لا بد من قراءة هكذا تكلم زرادشت ..لأنه في الحقيقة يجعلك أكثر قراءة لأفكار هذا الفيلسوف الذي عاش في زمن شوبنهاور وعاداه،كما أبغض هيݣل وعاش صراعه الزمني مع فلاسفة عصره،والكل يجمع على أن نيتشه حتى نكون صرحاء مع قرائنا ولكل من يحب الحكمة ويرغب في معرفة الحقيقة التي ظل يبحث عنها نيتشه،هو إنسان يتفوق على الإنسان،لذلك هناك من يعتبره في أعلى مراتب الإلحاد حينما أعلن موت الإله ،وجسد الألوهية في هذا الإنسان المتفوق،وما كتاب مأساة الحياة إلا ما يحمله من خيبات في علاقته وعشقه لزوجة الموسيقار الألماني فاجنر "كوزينا"ألف كتاب هكذا تكلم زرادشت في أعقاب التجربة الوحيدة الأكثر تدميرا في حياة نيتشه؛ وهي رفض" لوسالومي" إياه ،بعد أن تقدم للزواج بها من خلال صديقه بول ري؛ ليكاشف بعد ذلك أنهما كانا قريبين أحدهما إلى الآخر مما كانا منه..وكانت لوسالومي امرأة موهوبة للغاية ،وقد أصبحت عشيقة " ريلكه" قبل ان تصبح لاحقا واحدة من أهم مريدي فريد ،الذي يعبر لها عن تقديره بعبارات ثرية غير معتادة لاكتشافاتها في مجال الإثارة الشرجية../هكذا تكلم زرادشت والذي ظل يشاركه مسرحياته..لكنه في آخر المطاف عاش أيامه يتعالج من مرض جنسي سيتطور لجنون متقدم كما لا ننسى تأثره البليغ بالفكر الإغريقي وآدابه وفنونه ( الأفلاطونية والمسيحية)، وفريدريك نيتشه الفيلسوف الألماني،الذي قوبل بتجاهل شبه تام خلال فترة 1844/1900

وكما أن هناك من أوجه الاختلاف بينه وبين وسبينوزا  وكانط وهيغل..أي ما بعد البنيوية والتفكيكية..

وفي الأخير لا ننسى ما أثار إعجاب نيتشه حقا ،هو درجة النشوة التي تستطيع الموسيقى أن تنتجها..

لذلك كل الأدباء والمفكرين إذا سألتهم عن الكتاب الذين يودون إعادة قراءته أجابوك " هكذا تكلم زرادشت " بالفعل عشت معه الجنون الفكري كي أعرف شخصيته عن قرب..ولعل كل أعماله التي كتبها بعد هكذا تحدث زرادشت كانت تفسيرا له وتعليقا عليه فحسب..


فهل هو الفيلسوف الثائر أم فيلسوف خارج زمانه ،كابن خلدون أم هو إنسان يعيش في جغرافية بتاريخ فلسفي صنعه لنفسه في زمن الفطاحلة من مفكري الغرب سبينوزا هيكل شوبنهاور..!

أنا هو زارا الكافر الملحد،ولولا شعوري بالاشمئزاز منهم لكنت أسحقهم سحقا،لأنهم أشبه بالقمل لا يدبون إلا حيث تبدو الحقارة وينتشر الجرب..أنا هو زارا الكافر فأين أشباهي؟؟


ولولا النبي الذي ابتكره نيتشه،لما أتيحت الفرصة لشقيقته إليزابيت لإلباسه رداء أبيض لعرضه على السياح بصفته النبي الممجد بعد ان بلغة حالة متقدمة من الجنون،ولما استطاع أيضا صديقه بيتر جاست أن يقول: بينما كان يواري جثمان نيتشه تحت الثرى ليتقدس اسمك لدى جميع أجيال المستقبل: عندما كتب نيتشه في الفصل الأخير من كتاب هذا هو الإنسان يتملكني خوف فظيع من أن تنسب إلي في يوم من الأيام صفة " القداسة" وبإمكان المرء أن يخمن قبل أن يحصل ذلك الأمر" السبب الذي يدفعني إلى نشر هذا الكتاب لا أريد أن اكون قديسا ،بل أفضل أن أكون مهرجا " هكذا هو الإنسان" لم أنا قدر




أتمنى أن أكون قد ساهمت في إعطاء زخم ما لما قمت بمناقشته سيدي الشرقي ،في جانبه النقدي ،والذي لخصت كل الأفكار الأساسية المعتمدة في ذلك الجانب،برافو عليك








 

منشور بمحتوى عميق بقلم أستاذ مادة الفلسفة

 

 · 

النقد الفلسفي عند نيتشه.

 المعانيد الشرقي ناجي


 يشكل النقد حسب نيتشه فن اختراق الأقنعة وذلك بالنظر إلى العلامة باعتبارها مادة سيميولوجية قابلة للتأويل، واللغة كلها علامات ورموز تدل وتعني بتعبير من استعملها وكذلك تبعا للقوى التي أنتجتها ،لذلك يُعد التفلسف عند نيتشه نقداً سيميولوجياً يأخذ اللغة أداة له، من حيث أن اللغة كلها علامات ورموز ذات دلالات تتلون وفق مواضع الكلم. ولما كان النقد فن للتأويل أيضاً، بحيث يعمل على إرجاع النموذج إلى الأصل الذي قام بتأسيسه داخل تراتبيات قيمية مضبوطة، ولأن الترتيب نفسه يخضع لصراع القوى من أجل تصنيف المعاني، فإن النقد النيتشوي يصبح بتعبير "ميشال فوكو" حفراً وتشريحاً لما يؤسس لتاريخ المعنى والحقيقة أو حفريات المعرفة. يقول نيتشه في هذا الصدد: " ليست قيمنا إلا تأويلات أقحمناها في الأشياء، هل يمكن أن يكون هناك معنى في ذاته؟ أليس كل معنى نسبيا، أي منظورا؟ كل معنى هو إرادة قوة."

   إن النقد لدى نيتشه لا يمكن فهمه فهما عميقاً إلا  عبر استلهام وتتبع خطوات المنهج الجينيالوجي؛ بحيث أن الجينيالوجيا حسب فريدريك فلهلم نيتشه لا تنظر إلى الميتافيزيقا كمعرفة، فَهَمُّهَا ليس هو البحث عن الحقيقة وتاريخها وإنما هَمُّها في المقام الأول هو البحث عن إرادات الحقيقة، فالميتافيزيقا عندها أخلاق ولغة ولما كانت الأخلاق هي النظرية التي تخص التراتب بين البشر، وبالتالي فإنها نظرية حول قيمة أفعال هؤلاء البشر أنفسهم وفق ذلك التراتب الذي يتدرجون داخله، وهذا ما نجد له صدى في كتابه "إرادة القوة". حيث يقول نيتشه: " كثيرون هم أولئك الذين يصعدون حتى في نزولهم. " فما دامت الميتافيزيقا أخلاق، فإنها لا تنفلت من النقد الجينيالوجي الذي يعتبر أن إنتاج الحقيقة لا ينفصل عن مفهومي القيمة والقوة، فقيمة شيء ما في هذا الوجود متوقفة على المعنى الذي نعطيه إياه. وعليه، فأصالة نيتشه تكمن في كونه لا يريد مجاوزة الميتافيزيقا بميتافيزيقا أخرى أو تفنيد هذه الأخيرة تحت دريعة رفض الحقيقة، فهو لا يرفضها إطلاقا، وإنما يرفض فصل الحقيقة عن الخطأ فصلا وضعياً، إذا فالنقد الجينيالوجي حسب ما سلف هو خلخلة وتقويض، ووسيلته في ذلك هي المطرقة، ولكن أي مطرقة هذه؟ إنها مطرقة الطبيب، هكذا يمكن القول بأن نيتشه فيلسوف وطبيب للمجتمع في الآن نفسه. ويبدو هذا واضحا عندما كان مدرسا بأرقى الجامعات بسويسرا خلال القرن 19م وبالتحديد جامعة بازل، ولما تم استجوابه عن السنوات التي قضاها مُدرسا هنالك فأجابهم " أستطيع أن أُروض كل دُبِّ و أجعلُ من الحمقى أناساً مُؤدبين، ومن أكسل الكُسلاء أناساً مُجتهدين، فخلال الست سنوات التي قضيتها في بازل لم أُعطِ عقوبة قط."


 لماذا وجب بحسب نيتشه ممارسة النقد و الجينيالوجي تحديدا؟ لأن هذا النوع من النقد يعمل على إزالة ورفع الأقنعة عن الإنسان، وهذا الأخير يُغريه الظهور بغير حقيقته لسبب بسيط، أنه لا يفضل سماع الحقيقة مخافة أن تتحطم عليها أوهامه، ولما كان الناس يستبطنون اللغة وما تحمله من معاني التضاد داخل منطوقها، فإنهم يخفون حقيقة الأشياء ويُعلنون الجانب المزيف لديهم كأضداد للحقيقة ذاتها، من هنا، أعلن نيتشه، بأن الوعي هو أكبر درجات السطحية والتقعر لدى الإنسان، والدليل على ذلك يبدو واضحا حينما قال: " أنا في انتظار مجيء طبيب فيلسوف يدفع بأفكار كُنتُ أشك فيها." ففي أي شيء كان يُشكك نيتشه؟ لقد شك في مُعطيات ونتائج الوعي، ذلك أن مقولته السالفة الذكر، أنبأت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن قدوم الطبيب الفيلسوف لن يكون إلا عالم النفس التحليلي سيغموند فرويد الذي عمل انقلاباً جذرياً على مفهوم الوعي معتبراً إياهُ جزءاً ضئيلاً من الجانب الخفي اللاوعي، حيث يشكل هذا الأخير جانباً لا منطقياً لا مكانياً لا زمانياً، ويخضع لمنطق اللذة الجنسية الليبيدو (La Libido).

تلك الطاقة الحيوية التي تُعطي للجسد غرائز الحياة؛ أي الإيروس في تضاد مع غرائز الموت؛ أي الثاناتوس.


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى