هل فعل اختزلت الشاعرة المغربية نعيمة حسكة سردها الشعري في عنوانها:" أختزل حكاية غربة.." ؟؟ عبد الرحيم هريوى خريبكة اليوم المغرب


هل فعل اختزلت الشاعرة المغربية نعيمة حسكة سردها الشعري في عنوانها:
" أختزل حكاية غربة.." ؟؟

عبد الرحيم هريوى
خريبكة اليوم
المغرب

فبراير 09, 2024

هل فعل اختزلت الشاعرة المغربية نعيمة حسكة سردها الشعري في عنوانه ا:
" أختزل حكاية غربة.." ؟؟
قراءة في عنوان النص
" أختزل حكاية غربة.."

وتبقى للغتنا العربية خاصيتها في احتواء كل الصيغ الكلامية والخطابية..
ولعل العنوان نفسه  قد يكون في بعض الأحيان ، لا يحمل جميع صور النص،أو يحمل شاعريته هو الآخر ،ولا نقول مضللا للقارئ..
وكقارئ مررت على النص ،دون أن أعود إلى العنوان ،إلا بعدما اكتشفت معاني الألفاظ والجمل الشعرية،وحاولت أن أطرح أسئلتي على النص ،و ما يحمله  من أسرار في علبته السوداء لدى الشاعرة نعيمة حسكة ،وحاولت أن ألامس أعماق ما حمله من آهات وزفرات ومن صور من خيالات لوجوه وأسماء بدون مسميات..
العنوان قد يكون مفتاحا للباب الكبير للنص، وقد يكون عنوانا يحمل لمس ومس شاعري يعطي للنص مزيدا من الغموض ،الذي يطلبه الكاتب والكاتبة..
قراءة جمالية وفنية للنص
جميل نصك الشعري القصصي الذي لا يكاد يبين تلك الظلال الخفية المبهمة التي لم تنجلي منها الصورة المتخيلة ،التي تشاركك نصك ولم تزيحين عنها الغبش ،وظلت مجهولة الهوية والجنس والعنوان والاسم ..ولكي نعرف مسار الخطاب الشعري ولمن يوجه كل ذاك  الكلام ..أم هي حكمة الشعر يا ترى ،فهو مالبث في حينه يشد بعضده ونواجده كي يسافر في عوالم صوره الشاعرية ويعيش على ماضي من الذكريات التي لا تنمحي من سجل كيوميات ..
وما حياتنا إلا قصيدة شعرية طويلة جدا، لا نعرف نهايتها ..ولا زمنها الممتد.. جميل هو سردك الشعري
جميلة  هي لغتك البيضاء التي أعطت لنصك بدفئه المطلوب
وجميلة هي بلاغة من رموز وتشبيه واستعارات..
وكل كلماتك الشعرية تحمل ثقل خيالك، الذي ظل مرتبطا بوقائع وأحداث بلباس زمانها ،وما وثقته الذاكرة، في تواصل عابر عبر لحظات بين الواقع والذات..
وجميل أيضا أن نسترجع صورا من حياتنا الماضية كقصيدة شعر..
ونحمل مشاعرنا على طبق من الشعر ونلفه بعبارات مجازية كرسائل عبر فضائنا الأزرق،ونقول فيه كل شئ ترسب في الخاطر كصور ظلت معلقة في ذاكرتي الزمان والمكان
نص لا يخلو من تجربة شعرية رقمية تعتمد على لغة الأحاسيس والمشاعر كأدوات تهيمن على النص عبر كل فصوله ،مما يعطيه صبغة رسالة غير مباشرة ،متوجهة بضمير المتكلم وضمير الغائب ،مما يجعل القارئ ينصت للأغنية وتعجبه ألحانها وموسيقتها لكن يظل بطل السرد مجهول الهوية والمكان..


النص الشعري المستهدف من القراءة..

أختزل حكاية غربة
من خلف ليلي جئت ببطء.. بلا أرجل
لم أولد كما شئت بعد
أضعت ماهيتي خلف ظلي
جئت أبحث عن نجم شمال قصيدة
كلما أخذت نفسا تركتني أحلام الياسمين
كنت أمضي منتشية بعد رحيل ليلِك من باب حديقتي الخلفي
واختبأ ظلك خلف أمسي
أذكر يدك حين كانت تصفف شعر الكلمات
في حضرة العشق النائم على صدري
كانت ليلتنا الاولى والأخيرة
حين التقينا قبسا من نور السماء
فأضعتني على كف سنين عمري
كنت تفكر ببيت يجمعنا فخذلك حدسك
نمت تحلم على ضفة وطنك منسيا
وأنا منفية أسافر بيأسي مثل فرس متعبة
تعد ساعات حلم بلا أصابع..مؤجل وأسير
عليه ألف سلام وسلام
في تلك الأرض أو من أنك حيا ميتا
تركت يدك القصيرة الطويلة تلامس عذرية المنام
كن حبة ماء في الغمام
كن شمعة في الظلام
كن قمرا نجما إنسانا يثقن الكلام
كن غيابا أو حضورا لكن كن إيقاعا للسلام
اخلع عن مزاجك ضبابية الأيام
ولا تكن مسبيا كحياتي ولا تراهن على ذكرياتي
كن لحنا حزينا كن هديل يمام
واخلع عن القلب نزفه ولامس شغاف الوئام
هذه الغربة قسوة باردة تسكن دمي
نزوة تملأ رئة الوقت كأنها الهواء
تقض مضجعي كمرض مزمن كالخواء
لازالت الفراشة حية تنقح الغياب
تتأرجح بين حضور وإياب
تزرع بضع أغنيات عسى أن تُذَكرها بطريق بيتها القديم.

نعيمة حسكة
طنجة// المغرب
12 اكتوبر 2022



تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى