كيف تتراءى لك الصورة؛ حينما يطل عليك الألم برأسه من نافذة العدم..تكتب الشاعرة تورية لغريب نصها القصير مباشرة عبر الفضاء الأزرق عبد الرحيم هريوى / من الرباط اليوم/ المغرب
لانقول للشاعرة المغربية "توريةلغريب"عبر فضائنا الأزرق،الذي مابرح يجمع ثلة من الشواعروالشعراء.عبرالتفاعل النصي،والذي ألفته منبرا لها،بل أمسى من المنابر الخاصة والمعتادة مع إشراقة كل شمس ليوم جديد..!
لنور الكلمة وعذوبتها..!
وللجملة الشعرية الكاملة الأوصاف.. !
وبأن نقول لها،ونحن العابرون لنصها في هذا اليوم ،وبدون عنوان :
-اُكتبي كي نراكِ..!؟
وسطري لنا سطورك بلغة الشعر الرومنسي الدافئة..كي تحمل ٱسمك الثاني .. !؟
وجسدك الثاني ..!
ولون فؤادك..!
ولون مشاعرك..!
ولون أحاسيسك العميقة ..!
وعن كل شيء يتم تشيئه ..
وعن كل محمول من أعماق وأغوار خواطرك لسنين خلت..!
اُكتبي قصيدتك الشعرية الجديدة التي تحمل كل ظلالك الخفية..
يا أيتها شاعرة؛التي ألفت العيش في مملكة الرموز والتشبيه والاستعارات ..
فلايفقه القول ولايألف البوح إلامن كان له بيت شعر في ضاحية الشواعر والشعراء..
وهو يفقه لغته الثقافية.ويحسن الإنصات لدقات طرب كلماته العميقة..
- و لانتوقف أن نخاطبك بصيغة الأمر..اُكتبي لمن يعشق الشعركمرآة..!؟ثم اُكتبي ما بدا لك،من رحيق الكلمات العذبة،العابرة لكل الفضاءات والأمكنة السجينة في عالم وكينونة الذات ،.!؟
- وهيا انطقي كل شيء جامد كي يشاركك تلك اللحظات..!؟
- ولك الغطاء والحجاب السرمدي والسحري عبرما توفره لك أدوات البلاغة،ولكل أصناف تشبهك من رهط من الشعراء والشاعرات..!
-ولك الحق كله؛فيماشئت من بوح رهيف،رشيق حزين،عبرخيالك وطيفك.كي تحملين مسؤوليات حمله للقصيدةولوعلى مضض..وكله بلغةالتشبيه والمجازوالاستعارات التصريحيةوالمكنية عبر أبلغ معان من عمق الكلمات،والتي تزن من الجمال الأدبي والفني مايمكن لكاتبة أوكاتب أن يسرقه من علبته السوداء..عبر مد وجز..وعبر مشاعر عميقة،وهزات ومرتدات.لكي يشاركك القراء من من حيث لايدرون دوافع إنزاله على وجه لون البياض،عبر هكذا فترات.وبلون سواد فوق سواده الأسطوري.ولاشك بأنك تكونين عبر روحك،قد سافرت عبر خيالك الشاعري،كي تطرقين أجراس الكلمات..
كله تلمسته عندأول وهلة..وأنا أقرأ جملا شعرية،بليغة ومؤثرة بحق سلطان وحكمة الشعروالشعراء والشاعرات..!
هونص قصير الحجم بالفعل؛يحمل بين ظلال كلماته صورا من ألبوم حياة شاعرة.. رهيفة المشاعر والأحاسيس..تحمل ذكريات راسخة بين ثنايا شتى عمرمروعبر سفر و جداني و محطات من حياة ..!
لقدحضرالسؤال الفلسفي والروحي والصوفي والفكري منذ الوهلة الاولى، لدى الشاعرة "تورية لغريب"وذاك على مدى قدرتها وملكتها،كشاعرة متمرسة.كما يقول محمود درويش :
وربماهي شاعرة متمرسة في وصف حالتنا..!
وهي تعطي لمدخل قصيدتها إشعاعا ساطعا منيرا،لكل مكان بهيم من فصول حياة،عبر خيالها الشاعري،وقدترومه وتقصده وتطلبه،عبربوحها العاطفي،الذي لايخلو من بصمات نرجسية للتحدي بعفوية من قاموس الكلمات..ولكي تشدالقارئ بقوة مفعول،وسحر شعررقيق،وإتمام معهاباقي المسافات.التي ستقطعهاجزءاجزءا.وله من الانعكاس الوجودي في علاقة جدلية بين واقع تحمله الذاكرة المكانية والزمانية والثقافية والذات الشاعرة..وعبر صور شعرية منتقاة بعمق،من نافذةالعدم.وهويطل الألم برأسه.وهذا تجسيد أسطوري لعظمة الألم،وصورته الميتافيزيقية.الذي تجسد في كائن خيالي،إن لم نقل من شخصيات أساطير الشعر اليوناني لهوميروس..ويحمل صورته،وكينونته الوجودية ليس لدى الشاعرة فقط بل لدى القارئ عينه،وتمثلاته وخياله في ضبط صورة دراماتيكية.لهذا الذي ٱسمه الألم..!
من نافذة العدم.
يطلّ الألم برأسه.
وعن تحديه المعلن؛وهل حقيقة تواجده بالنافذة هونوع من الحضورالأليم،ويحمل بشرى سوء" الألم..!" حينما طل برأسه كي تعرفه الشاعرة، عبر ملامحه وصورته المفزعة..!؟
ولعل الجواب بالمجاز والتشبيه ولغة الشعرالعصية على الفهم المباشر،وهي عبارة عن تساؤل مبهم لدى الشاعرة "تورية لغريب"جاءالألم بنفسه وبتحدٍ منه وعنفوان،لكي يتفقّد بقايا الدّهشة..إن هي وجدت بطريقة تعبيرية - جسدية ..!؟
فأي دهشة تعنيها الشاعرة غير ردة فعلها لهذا الزائر الأليم..!؟كي ينقل الخبرالصادق،هل الذات الشاعرة مازالت تحمل قلب جندية ألفت مواجهة صروف الدهر،أم بدا على وجهها علامات الخيبة والهزيمة الأخيرة..!؟!
لذلك أخبرتنا،فما حضوره كان عابرا بل ولج أماكن يفتشه في أعماقها..وهو يترصدكل صغيرة وكبيرة،حيث يترصّد زقاق الحياة،والنهاية التي طامعا،حيث مشى بين عروق الجسد يفتشها ويطلق عنان سمعه وبصره لمعرفة الحقيقة لدى الذات الصامتة،وما تواجده الأليم،حيث يحبو صمتُنا البِكر وحزنُنا الحافي بين الطرقات إلاأنها من الإشارات العميقة التي اتخذ فيها سبيله بحثا على ما سيحمله من رسائل واقعية عبر بوح الشاعرة،لمن يهمه التقرير المفصل العبثي للكينونة،عبرسفر البدايات والنهايات،وكأني بمحموددرويش يكلم شخصياته عبرالشعرالقصصي الملحمي في رائعة لاشيء يعجبني؛وأنا مثلكم..لكن اِنزلني هاهنا في هذه المحطة الأخيرة،فقد تعبت من السفر،ولعل الشاعرة"تورية لغريب"كان جوابها الوجودي والهوياتي،النهائي في التقرير المحمول بتوقيعها وإمضائها ،بعد المصادقة على ما جاء في ذيباجته و بجملة أخيرة وحيدة يتيمة...
كلنا غرباء.…!
وفي نهاية هذه القراءة التي أخذت منا وقتا ليس بالقصير.
نتمنى من خالص القلب؛بأن تكون هذه القراءة لهذ االنص حققت أهدافها ومراميها.وإعطاءحياة ثانية للنص.مادامت حياة الرحم الأولى تبقى لسيدة القصيدة طبعا..
وإذ نتمنى لها المزيد من التواجد عبر عالم التناص، والتفاعل الأدبي والإنساني،وعبر عالم السوشيال ميديا.الذي يوفر لنا اليوم؛ هذا الحيز من التفاعل الآني والجميل..الذي لم يكن متاحا لنا عما ذي قبل.
النص القصير والجميل ؛يحمل صورا شعرية رائعة وممتعة..
من نافذة العدم
يطلّ الألم برأسه
يتفقّد بقايا الدّهشة
يترصّد زقاق الحياة
حيث يحبو صمتُنا البِكر
وحزنُنا الحافي بين الطرقات
كلنا غرباء..
تعليقات
إرسال تعليق