قراءة بين ثنايا سطور قصيدة للشاعرة اللبنانية فاطمة محمد يتيم" باردة هي الثواني..!ع.الرحيم هريوى /خريبݣة اليوم / المغرب



قراءة بين ثنايا سطور قصيدة للشاعرة اللبنانية فاطمة محمد يتيم
" باردة هي الثواني..!
ع.الرحيم هريوى
خريبݣة اليوم / المغرب
فبراير 01, 2024

صدق الشاعر المهجري جبران خليل جبران ،صاحب لبيك للخطر حينما ينادي..وما أثقل الاواني الفارغة التي أحملها فوق رأسي ..الشعر رموز من مشاعير وأحاسيس دفينة، نبوح بها عبر فضاء قصائدنا التي ننتشلها من أعماقنا بصبر،ولا يمكن للشعر أن يكشف عن نفسه،لأنه إذا فعلها فليس بشعر على المطلق.لأن الشعر الحديث يكتب على سطح الماء،فلا هو يرسو على شط معلوم..!

إنها لبنان شجر الأرز؛مشتل الشعروالشعراء،فكيف للشاعرة فاطمة محمد يتيم بأن لاترضع من لبنه الصافي،وتكتب لجمهورها بلغته، التي قال فيها جبران"الشعراءهم الذين يحيون اللغة" لأنهم يستثمرون فيها..!

الناقد هو سوى قارئ ماهر ،أو طباخ يعرف مقدار توابله في كل الوصفات ،فهل الباردة هي الثواني بالفعل ..!؟!
لربما ليست الثواني بل لسان حال الشاعرة عينها، لأن العنوان يبقى للقارئ الجيد عين النبع، وهو ها هنا عين شعرها،ولفظ البرودة في استعمالها الاستعاري والتشبيه المجازي،ظل عبارة عن ظلال تظهر وتختفي في فصول قصيدة تبحث صاحبتها عن الدفء الإنساني، عبر بوح من الكلمات الجارفة عبر النص،تائهة عبر كلمات مغموسة في عالم الخيال المحض على حد تعبير جورج أورويل،تائهة عبر سفرها على صهوة الكلمات الشعرية،تبحث عنه في محيطها الطبيعي والجغرافي،وهو يبقى بعيد المنال.ويتجلى ذلك من خلال المفردات المدرجة في النص نذكر منهاباردة،صقيع،دف،نور،ضوء،المطر،جمرة،نارالشتاء، يصطلي."
إن الشاعرة فاطمة محمد يتيم تبحث لها عن دفءشاعري مفقود في فضاء قصيدتها كإحساس ودفء وكتحول مرحلي نفسي معطل في ديمومة زمانها،وأراها في هذا تحمل قصيدتها مسؤولية البحث لها في كل مكان كي تأتيها بالخبر السعيد ،يعيد لها دفأها المفقود عبر مساحات العمر،ونسمة رقيقة عابرة، وعبر موسيقى وأوتار التمني، و حتى ولو كان في شكلها السوريالي عبر همسة عصفور لعصفورة..
وحينما أعودلنفسي كقارئ،وأجالس القصيدة قبل الشاعرة، أقول الشعر لا يأتي من فراغ،فهو يبكي ويحزن لحزننا،ولا الشعر يتحملنا حين نبكي،ولا هو يسكن آلامنا الدفينة،لأن الشعر عدو الشعراء،يتزين بمعاناتنا وآهاتنا ،كي نبدع كلما كان الألم أكبر،و يتجاوز طاقتنا وتحملنا للفواجع و للوحدة، للعزلة ،للطلاق،للتيه،للقلق،للضيق"..
فعندما أتلو حزني ووحدتي ،يصير قلبي جيتارا..لا أظن شاعرتنا الفاضلة بأنها تعزف موسيقى غير موسيقى الحزن بألحان الوشائج الكبرى،التي لا نقدر على حملها كأواني جبران خليل جبران خاوية فوق رؤوسنا..فما أثقلها..!
أتوقف ها هنا كي لا أطيل أكثر،لأن الجاحظ يقول القارئ عدو،وهو يَمَلُّ،والشاعر الجيد هو الذي يحدث الدهشة لدى القارئ على حد بودلير،والشعر كذلك هو الذي يحدث لدينا عبر جمله الشعرية موسيقى ورقص على حد قول بول ڤاليري..!
توقيع :
مشروع كاتب
و
شاعر

النص المقروء :

قصيدة الليلة للشاعرة اللبنانية
فاطمة محمد يتيم

"باردة هي الثواني.."

باردة هي الثواني
وصقيع ما بين الضلوع
أبحث في مساحات العمر
عن دفء
عن نسمة رقيقة عابرة كالنور
أغزل أحلاماً
أزين بها ستائر النوافذ
أعلم الضوء
أن يتقن  العبور
فعندما أتلو حزني ووحدتي
يصير قلبي قيثاراً
يعزف على أوتار التمني
ألحان التوق
وحكايات يرويها للمطر
للغابات
يضعها في كفّ الفصول
سنابل قمح في الحقول
يطعمها للجياع
وجمرة دفء لمن لم يجد له نارا يصطلي عليها من برد الشتاء ..
وهمسة عصفورة لعصفور ..


تعليقات

في رحاب عالم الأدب..

سي محمد خرميز أيقونة من أيقونات المدينة الفوسفاطية.. بقلم عبد الرحيم هريوى الدار البيضاء اليوم/المغرب

عزيزة مهبي؛ المرأة الفوسفاطية بخريبكة ، العاشقة لمهنة التعليم على السياقة، وسط الكثير من الرجال..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

ماذا أصابك يا إعلامي زمانه و يا جمال ويا عزيز الصوت واللحن..!! بقلم عبد الرحيم هريوى

العين التي أعطت ضربة الجزاء للفتح الرياضي بدون الرجوع للفار هي العين نفسها التي ألغتها بنفس القرار بعدما شوهد الفار- بقلم الكاتب الفوسفاطي /:عبد الرحيم هريوى

"السوليما" الإفريقية بخريبكة بين قوسين..!ومحمد درويش يقول على هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! عبد الرحيم هريوى..!

كلمة عن بعد ؛ عبر العالم الافتراضي كمشاركة منا في حق تكريم أستاذ لغة الضاد الأخ مصطفى الإيمالي بالثانوية التأهيلية عبد الله بن ياسين بٱنزكان - عبد الرحيم هريوى

ياسين بونو توأم لبادو الزاكي حارس مايوركا في زمانه..!! بقلم عبد الرحيم هريوى